محتارة بين تخصصين!
2020-12-20 02:46:08 | إسلام ويب
السؤال:
أنا طالبة لتخصص القانون صار معي ظرف وقررت الانتقال لجامعة أخرى، وحين طلبت شروط الانتقال، ولحسن الحظ توافقت شروط موافقة الانتقال مع تخصص الطب البشري، فصرت محتارة بين أن أكمل على تخصصي القانون أو أنتقل لتخصص الطب البشري.
مع العلم كلاهما حلمي، فالطب كان حلمي لكن لم أستطع تحقيقه، فدخلت تخصص القانون وأعجبني وصارت المحاماة حلمي، والآن حين قررت الانتقال لدراسة تخصصي في جامعة أقرب، علمت بأن بإمكاني دراسة تخصص الطب لأني استوفيت الشروط، مما جعلني في حيرة، هل أكمل تخصص القانون، أم أرجع لحلمي القديم الذي لم يتحقق سابقا وصار بإمكاني تحقيقه؟ أم أواصل حلمي الجديد؟
أرجو المساعدة، ما الذي علي فعله لكي أقطع التفكير الذي يشغلني ويتعبني؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رزان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن اختيار التخصص يرتبط بعدة عوامل. فكثيرة هي أحلامنا وآمالنا ولكن هل هذه الأحلام تتطابق مع ما نمتلكه من قدرات أكاديمية وعقلية؟ لذا ننصحك بما يلي:
- عليك التمييز بين القدرات والميول أو الأحلام، القدرات هي ما يكتسبه الإنسان بالجينات المتوارثة من والديه إضافة للعوامل البيئية وتأثيرها في تلك القدرات سلباً أو إيجاباً. أما الميول هو شيء يحبه الشخص والأنشطة التي يستمتع الشخص بأدائها ويقضي فيها وقتا طويلا دون كلل أو ملل.
- اعملي على تقييم قدراتك، حددي القدرات الإيجابية والسلبية التي تمتلكينها. فالإبداع بتخصص ما ليس بالضرورة أن يكون بالمثل في تخصص آخر.
- قبل التفكير بالتحويل إلى كلية الطب، قومي بزيارة كلية الطب، والتق ببعض الطلبة، وتحدثي إليهم عن طبيعة القبول في الكلية ومتطلباته. وطبيعة المواد الدراسية، استمعي لكلامهم عن تجاربهم في السنة الدراسية الأولى، فهذا يزودك بأفكار مبدئية لا بأس بها.
- التقي بخريجي كلية الطب واستمعي لتجاربهم ومعاناتهم بعد التخرج.
- بعد جمع المعلومات عن إيجابيات وسلبيات كلا التخصصين -القانون والطب- يمكنك الآن اتخاذ قرار مبني على قناعة تامة.
- نوصيك بصلاة الاستخارة فهي سنة، والدعاء فيها يكون بعد السلام كما جاء بذلك الحديث الشريف، وصفتها: أن يصلي الشخص ركعتين مثل بقية صلاة النافلة، يقرأ في كل ركعةٍ فاتحة الكتاب وما تيسر من القرآن، ثم يرفع يديه بعد السلام ويدعو بالدعاء الوارد في ذلك، وهو: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (ويُسميه .. من دراسة أو سفر) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به. رواه الإمام البخاري.
وبالله التوفيق.