لا أقوى على الدراسة بسبب ضعف التركيز والتشتت
2020-12-20 03:03:21 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي كالآتي: أنا طالبة تحاليل مخبرية سنة أولى، كنت طوال سنوات الدراسة المدرسية طالبة مجتهدة، أدرس وأحفظ، وأقاوم الملل والتعب، وكانت درجاتي ممتازة، لكن عندما وصلت لمرحلة الثانوية العامة، وهي أهم مرحلة، لا أعرف ماذا أصابني، أصبحت أشعر بالتشتت من أي شيء، بدأ الأمر بالشعور بأن الاضاءة خافتة، وبدأت أشتكي من المكتب الذي أدرس عليه، علما أنني درست عليه سنوات كثيرة، ولم أشتك أبدا منه، وأنا أحبه، وتأتيني أفكار بأن ارتفاع المكتب عال، فأضع وسادة أسفل المقعد، فأشعر أنها ليست مريحة، حتى لو لم تكن كذلك، فأدخل في دوامة تجربة عدة وسائد، وعدة مقاعد وطاولات أخرى دون جدوى.
أيضا لا أستطيع الدراسة إلا إذا كانت الغرفة مرتبة بطريقة معينة، فمثلا إذا كان هناك شيء لم يوضع في مكانه لا أستطيع تجاهله والدراسة، بل أعيده إلى مكانه، وأقوم أثناء المذاكرة بعد وإحصاء الأشياء من حولي، والأمر مزعج جدا، ومتعب، فأقول مثلا: القلم لكي أكتب فيه والدفتر لكي أكتب عليه، والكتاب للدراسة، وسلة المهملات لرمي الأوراق والمدفأة للتدفئة.
وأعيد هذا الكلام مرارا وتكرارا أثناء المذاكرة، أنا أعتقد أنها حالة وسواس قهري؛ لاني عانيت من الوسواس القهري قبل ما يقارب 6 سنوات، كان الوسواس بخصوص الطهارة والخوف من النجاسات، وتكرار الوضوء والصلاة.
أرجو أن تفيدوني وتساعدوني، فأنا تخطيت مرحلة الثانوية بصعوبة، وبمعدل أدنى من السنوات السابقة، وأنا الآن في الجامعة لا أقوى على الدراسة بسبب هذا الأمر، وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ابنتي العزيزة: إن مرحلة الدراسة الثانوية باعتبارها مرحلة مفصلية في حياة الطالب، فغالباً ما يصاحبها ضغط نفسي وتوتر، وأحياناً إصرار الأهل ومتابعاتهم على مدار اليوم لابنهم أو ابنتهم، تؤدي إلى إعطاء أهمية أكثر من اللازم لتلك المرحلة الدراسة، وهذا مما لا شك فيه ينعكس سلباً على أداء الطالب في المرحلة الثانوية، أما بعد المرحلة الثانوية، فالطالب يصل إليها وهو يعاني من "استنفاد نفسي" حيث يشعر أن قواه قد ضعفت، واهتماماته وطموحاته أصبحت ضئيلة، وهذا كله يُضعف من عزيمته بشكل واضح.
لذا، أنصحك باتباع الخطوات التالية للتخلص من المشكلات التي تعاني منها:
- مقاومة الأفكار الوسواسية: من خلال السيطرة على نفسك وعدم مطاوعة تلك الأفكار، ارفضي وقاومي ما هو مطلوب منك عمله، فلا تغيري المخدة، ولا تبالغي بالترتيب كثيراً، وكلما شعرت أن هناك إحساسا بداخلك لعد الأشياء وترتيبها، فلا تفعلي، بل غيري مكانك، فكري بشيء آخر، كرري ذلك أكثر من مرة، استمري على ذلك لمدة ٢١ يوماً بشكل متواصل وهي المدة التي تكفي لتغيير السلوكيات، وسوف تشعرين بتغيير واضح في سلوكك.
- العمل على إحلال الأفكار الإيجابية محل الأفكار السلبية، فمعظم مشكلاتنا هي ليست المشكلة ذاتها بل طريقة تفسيرنا وتحليلنا للمشكلة، فإذا أعطينا اهتماماً مبالغاً فيه للفكرة أو للكلمة أو للحركة فنحن نصع أنفسنا في دائرة "الحساسية الزائدة" وهذا الشعور إذا سيطر علينا يجعلنا مقيدون ولا نستطيع الفكاك من الأفكار السلبية التي تدمر حياتنا ومستقبلنا، إذاً الحل هو وضع التفكير الإيجابي في المقدمة وليس السلبي، بدلاً من أن أقول أن دافعيتي انخفضت، أقول "نعم أستطيع"، علي البحث عن التغيير، ربما هناك عوامل ساهمت فيما أنتِ عليه، الصحبة، مكان الدراسة، عادات الدراسة والأكل والنوم، كل هذه عليك النظر إليها ومعرفة أين الخلل وتعالجيه.
- من الأساليب الفعالة لعلاج عادات الدراسة السلبية، هو تحديد وقت محدد لانهاء المادة أو جزء منها، فإذا كان عندك اليوم مادة "صحة عامة ووبائيات"، حددي الجزء الذي عليك حفظه، وحددي لهذا الحزء مثلا ساعة لتنهي حفظه، والتزمي بذلك، وسوف ترين أنك لا تنتبهي إلا للمادة الدراسية، سوف تواجهين صعوبة في البداية ولكن مع الإصرار والعزيمة سوف تحققين الهدف في المرة الثانية والثالثة، اعتمدي هذه الاستراتيجية وسوف تقل لديك الأفكار الوسواسية أثناء الدراسة بشكل مُلاحظ.
وفقك الله لكل خير.