أشعر بعدم الاستقرار والاستمتاع في الحياة، فما الحل؟

2020-12-24 02:28:47 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة، أبلغ من العمر ٢٦ عاما، تزوجت حديثا، في الحقيقة أنني كنت أجيد التعبير عن ما أشعر به بالتفصيل، ولكن الآن قد بلغ مني القلق إلى الحد الذي لا يجعلني أن أصف شيئا، قد كتبت رسالتي هذه خمس مرات ومسحتها، سأحاول أن أقل نقاط ما تمر به نفسي:-

- أحيانا أكون طموحة وأريد أن أنجز كذا وكذا، وأنظم جدولي، ووقتها تكون نفسي قلقة جدا لدرجة أن يخفق بها قلبي، وأحيانا يحدث عندي شره وأقوم بأكل كل طعام يقابلني رغم أنني أركز على نمط صحي في الأكل.

- أحيانا أكون مكتئبة جدا للدرجة التي لا تجعلني قادرة على التكلم أو أن أخطو خطوة.

- لا أستطيع الاهتمام بنفسي مثلا: الاهتمام بشعري فأنا أستحم ولكني لا أمشطه.

- أحب الأشياء ولكني لا أقدم وأنخرط بها فأنا أحب القراءة والدراسة، ولكن هناك شيئا في قلبي يمنعني أن أنجز فإنني أقف في منتصف كل شيء حتى الأشياء الممتعة، أقوم بمشاهدة شيء أحبه ولا أكمله.

- أشعر بشعور من يصيبه المرض يعرف أن هذا الطعام شهي ولكنه لا يستطيع الوصول لمذاقه.

- رزقني الله حفظ القرآن وأنا الآن في منتصفه، أشعر براحة وأنا أكرر الآيات، ولكن حالتي لا تستقر أبدا.

- رزقني الله بزوج يحبني كثيرا للدرجة التي تجعله يفعل لي كل شيء، ولكني أحبه وأسعده وقت سعادتي والوقت الثاني أكون جامدة معه.

- ليست لدي رغبة بالإنجاب، واتفقت معه على تأجيل الإنجاب وهو وافق لحبه لي، ولأنه شاهد بنفسه عدم استقراري النفسي.

- هناك أشياء كثيرة أشعر بها ولكني متخبطة، أطلب منكم أن تقولوا لي ماذا أفعل؟ فقد أرهقني عدم استقراري وعدم شعوري.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ANNE حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، نسأل الله تعالى أن يجعل الزواج زواجًا طيبًا، وتملأه المودة والسكينة والرحمة.

من خلال الأوصاف والأعراض التي وردت في رسالتك الذي يتضح لي – وهذا نوع من التقييم الأولي والمبدئي – هو أنه لديك تقلُّبات مزاجية واندفاعات نحو القلق، هذا هو الشيء الغالب.

لا أعتقد أن هذا مرض نفسي، هذه مجرد ظواهر، ويمكن بشيء من تنظيم الوقت والتفكير الإيجابي والحرص على أن تُحددي الأسبقيات في حياتك، وأن تتواصلي اجتماعيًّا، وأن تمارسي أي نوع من الرياضة يُناسبك، وأن تتواصلي اجتماعيًّا، والحمد لله أنت لديك مشروع لحفظ القرآن، وهذا مشروع عظيم ونبيل، نسأل الله تعالى أن يُحقق لك غاياتك.

أعتقد هذه هي الأشياء المطلوبة في حالتك، وطبعًا تنظيم الوقت أنا دائمًا أركّز عليه، لأن الذي يُنظم وقته يستطيع حقيقة أن يُنظم حياته، هذا أمرٌ مهمٌّ وأمرٌ لا شك فيه أبدًا.

ولابد أن تضعي أهدافًا واضحة، الأهداف الأساسية لك يجب أن تكون خاضعة لبرنامج منظم، وتضعي الآليات التي توصلك إلى أهدافك.

والتفكير الإيجابي مطلوب، الحمد لله لديك أشياء طيبة في حياتك، الله تعالى رزقك الزوج الطيب المُحب.

موضوع الإنجاب: طبعًا هذه أشياء شخصية، لكن الذرية دائمًا تُدعم الزواج، وهي غاية عظيمة من غايات الزواج، فالأمر متروك لك طبعًا أنت وزوجك الكريم، لكن أنا لست من المؤيدين في تأخير الإنجاب إلَّا لظروفٍ قاهرة.

طبعًا لو ذهبت إلى طبيب نفسي أيضًا للمزيد من التقييم هذا قد يكون أمرًا جيدًا.

موضوع الشراهة نحو الأكل التي تحدث لك في بعض المرات بالرغم من تركيزك على النمط الصحي: هذا يدلُّ بالفعل على اضطراب المزاج، على الاندفاعية في المزاج، والبعض حين يجد هذا العرض يرى بعض المختصين أن ذلك فيه شيء من عقوبة الذات، الإنسان يحاول أن يُعاقب نفسه، وهذا ربما يكون ناتجًا من درجة الاكتئاب البسيط.

إذًا هذا هو الذي أودُّ أن أنصحك به، وربما تناول عقار مثل الـ (فلوكستين) الذي يُسمَّى تجاريًا (بروزاك) أو (فلوزاك)، ربما يُساعدك كثيرًا في تخطّي هذه الاندفاعات والانفعالات والتقلُّبات المزاجية والقلقية، الدواء بسيط جدًّا وغير إدماني، جرعة كبسولة واحدة يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، هذا يكون كافيًا جدًّا.

لكن لو ذهبت لمقابلة الطبيب للمزيد من التقييم النفسي وأخذ رأي الطبيب حول الدواء، وطبعًا سوف يُزودك بالتوجيهات السلوكية الأخرى، والتي إن شاء الله سوف تكون على نفس النمط الذي ذكرتُه لك. المهم هو أن تكوني إيجابية في تفكيرك، وفي مشاعرك وفي أفعالك، هذا هو المهم، حياتك فيها أشياء طيبة وجميلة، ضعي ذلك دائمًا أمامك، وإن شاء الله سوف يُحفزك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net