تجاهلت مشاعر أستاذي تجاهي والآن أشعر بندم، فما الحل؟

2020-12-29 02:08:28 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

لقد أحبني أستاذي في الجامعة، وكان هو أول من أظهر مشاعر من هذا النوع تجاهي، ولكوني لم أعتد ذلك ولم أفهمه، وبسبب مشاعر غريبة سيطرت علي حينها من عدم التوازن والخوف والغرابة، فقد تجاهلته بشكل كامل حاولت أن لا أكون حيث يكون هو، وكنت أحضر حصته لكن بصعوبة شديدة، فقد كنت أتحدى نفسي لكي لا أضعف وأتغيب وأخسر بذلك حصة تعليمية تفيدني.

مضى شهران وأنهينا الامتحانات وحرصت على تجاهله، وانتهى كل شيء، لكني وبعد أن ظننت أن كل شيء سيعود كما كان، لم يحدث هذا، فقد صرت أفكر أكثر في ذلك الشخص، وهاهو قد مضى عام منذ آخر مرة رأيته فيها، لكني ندمت لأني تجاهلته، فهل هذا صحيح؟ لقد صرت آمل أن أراه في المرات القليلة التي ذهبت فيها من جديد للكلية، فهل هذا صحيح أيضا؟ هل ارتكبت أي خطأ حين لم أمنحه ونفسي فرصة، فلربما كان معه خيرا لي؟ هل يعاقبني ربي الآن بسبب الأذى الذي سببته لذلك الإنسان؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاُ ومرحباُ بك.

سوف أبدأ حيث انتهت رسالتك وقولك:" هل يعاقبني ربي الآن بسبب الأذى الذي سببته لذلك الإنسان؟" وأقول لك:
إذا ألقى الله في قلب الشاب الميل إلى فتاة فعليه أن يطرق باب أهلها، وعند طرقه لباب أهلها يُستحب أن يكون معه أهله، ومعه أسرته، ثم عليه أن يطلب النظرة الشرعية، كما علّمنا رسولنا -عليه السلام والصلاة من ربّ رحيم- حيث قال: ((انظر إليها فإنَّه أحرى أن يؤدم بينكما))، أي: أَحرى أَن تدوم المودَّة بينكما؛ فإنَّ النظرة الأولى يحدث فيها الإعجاب والميل والانطباع الجيد، وقد يتحول بعد ذلك إلى حبّ إذا حصل التلاقي بين الأرواح والتوافق؛ (فالأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف).

وما تشعرين به الآن ما هو إلا فيض من مشاعر فتاة صاحبة الحس المرهف، وطبيعي جدًّا أن تكوني تحلمين وترغبين بشدَّةٍ في الزواج، وتأسيس بيت، وإنجاب أطفال، والميل القلبي الذي لا يؤدي إلى أي تصرف محرم وجاء رغمًا عن الإنسان؛ فهذا ليس حرامًا، ولكن لا ينبغي أن يتحول إلى مشاعر وكلام، والفتاة الواعية تطلب في الرجل دينه، وخلقه.

ومما هو متعارف عليه أنّ الفتاة تفكر بطريقة تغلب عليها العاطفة، والرجل يفكر بطريقة تغلب عليها الواقعية، لذا أريدك أن تعلمي أنَّ الحبَّ الشَّرعي هو الذي يحصل بعد الرابطة الشرعية، وهو الذي يصمد أمام تقلبات وعقبات الحياة.

لذا أنصحك:
- بإكمال دراستك بكل حب، وأن لا تتنازلي عن حلمك، والاجتهاد في بناء مستقبل مهني ناجح، وتحقيق أهدافك وطموحاتك وأحلامك الوردية لتسعدي بمستقبل مشرق.

- فإذا تفرّغ القلب كان لا بد من ملئه، فاملئيه واشغليه بالله وبمحبته، بما في ذلك الصلاة، وحفظ القرآن، والصوم، وحلق الذكر، وحضور الدروس والمحاضرات، بالإضافة إلى المشاركة في جمعيات خيرية، والعمل في مشاريع: كرعاية الأيتام، ومحو الأمية، قال الحسن البصري: "يا ابن آدم إنما أنت أيام إذا ذهب يومك ذهب بعضك".

- مارسي الرياضة؛ فهي عامل مهم لملء الفراغ، وتفريغ الطاقة التي بداخلنا، ومن فوائدها: صرف الطاقة الغريزية فيما ينفع البدن، وتفرّج الكرب والحصر النفسي، وتساعدك على النوم بشكل أفضل.

- والإكثار من الدعاء خاصة "لا حول ولا قوة إلا بالله " و "اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك " و" وارزقني الزوج الصالح الذي يعي قدري ويسعد قلبي...".

وفقك الله لما يحب ويرضاه، يمكنك معاودة التواصل معنا ان احتجت لذلك.

www.islamweb.net