كيف أستعيد ثقة زوجتي بعد أن نقضت عهودي معها مرارًا؟
2023-02-07 22:29:07 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا رجل متزوج، قاربت الأربعين، ابتليت بفتنة الشات ومحادثة النساء محادثات إباحية، وكلما أتوب أعود إلى نفس الذنب، اكتشفت زوجتي هذه المحادثات أكثر من مرة، وكل مرة أعاهدها ثم أعود، حتى وصلت في المرة الأخيرة إلى عدم القدرة على تقديم أعذار وعهود ومواثيق، أشعر بأنها فقدت فيّ الثقة تماماً، ولم يعد بوسعها أن تسمع مني نفس الكلام والوعود التي أنقضها كل مرة.
ماذا أفعل حتى أبدأ معها صفحة جديدة؟! كيف أستعيد الثقة المفقودة وتعود بيننا المياه إلى مجاريها؟ علماً بأنها غير مقصرة معي أبداً في أي شيء، بل إنها في كل مرة تكتشف فيها هذه المحادثات نجلس سوياً ونتحدث بصراحة وود، وتفكر معي في طرق حل مشكلتي هذه.
أشعر هذه المرة أن صبرها قد نفد، ولم تعد لديها القدرة لتحمل المزيد، ماذا أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هشام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
المحادثات الإباحية ناهيك عن أنها مخالفة للشرع وتعاليمه، فإن لها أضراراً صحية ونفسية، فالإفراط فيها ينتج عنه الوقوع في الإدمان، وضعف الرغبة بممارسة الجنس بشكل طبيعي مع الزوجة، إضافة إلى ضعف الانتصاب، وسرعة القذف، وذلك نتيجة حالة التوتر، والاضطراب النفسي التي يعاني منها الشخص جراء الإدمان، وفقدان الثقة بالنفس؛ لأن مدمن المحادثات الإباحية في كل مرة يشعر أنه يمكنه أن يكون أفضل بالكلام الإباحي، ويثير الطرف الآخر بأساليب أخرى؛ لذا تجده متوتراً، متردداً، شخصيته غير متزنة، إضافة إلى شعوره بالاكتئاب نتيجة الشعور بالذنب والخجل بعد كل مرة يتم فيها اقتراف الأفعال الإباحية.
وفيما يلي مجموعة من الإرشادات العملية التي ستساعدك بمشيئة الله:
- عليك أن تبدأ مع نفسك صفحة جديدة قبل أن تبدأ مع زوجتك، لأن الخطأ بدأ منك وليس منها، لذا توقف عن المحادثات الإباحية فوراً، وإذا كنت جاداً بذلك، احذف جميع أرقام النساء اللواتي كنت تحادثهن، وقم بعمل حظر لهن على مواقع التواصل الاجتماعي، حدد البرامج التي تعرف أنها تقودك للمعصية، واحذف تطبيقات اتصال الانترنت التي توصلك لهؤلاء النساء، بل واجعل جوالك مفتوحاً بدون رقم سري، وصارح زوجتك بخطواتك وأثبت لها أنك تتوب إلى الله.
- استخدم "السلوك الإيجابي النقيض" ففي الوقت التي تأتيك رغبة جامحة ومُلحة لمحادثة إباحية، قم بأداء عمل إيجابي يتناقض مع "المحادثة"، مثل: الصلاة، قراءة القرآن الكريم، قراءة كتاب مفيد، ممارسة رياضة خفيفة، أو غادر المكان إذا كنت وحدك، وأفضل ذلك أن تجلس مع زوجتك وتتحدث معها عن الأسرة والعمل والمستقبل، أو أي حديث يروق لكما.
- احصر المواقف التي تحفز فيك الرغبة في المحادثات الإباحية، مثل: (عدم الإشباع الجنسي من زوجتك، الوِحدة، الصحبة السيئة، السير في الأسواق ومشاهدة النساء، الأضواء الخافتة، الألوان الرومانسية، الخ) اعمل على تحييدها جميعا والتخلص منها، لأنها بمثابة "مثيرات" تجر "استجابة" مشاهدة المحادثات الإباحية، وهذه المثيرات قوية جداً لدرجة تجعلك تستجيب فوراً بالحديث مع نساء خارج علاقة الزواج الشرعي.
- احرص دائماً أن تكون على وضوء، وصلِ جميع الصلوات في وقتها، وتحديداً صلاة الفجر، فذلك يجعلك ذاكراً لله باستمرار ويُبعد عنك الوساوس.
- لا تذهب إلى سريرك بغرض النوم إلا بعد أن يغلب عليك النعاس بشكل كبير، بمعنى: لا تعط نفسك مجالاً من الوقت وأنت جالس في السرير قبل النوم، فذلك يحرك فيك الرغبة بفتح الهاتف والبدء بالمحادثات أو الرسائل النصية المتضمنة لكلام إباحي، وهذا يُدخلك بأضرار والتهابات مرضيّة لا تحمد عقباها.
- انتبه لزوجتك واحتياجاتها الزوجية وكن ثابتاً في كلمتك لها، ولا تعد لهذه المحادثات التي تخرب البيوت وتشتت الأسرة، وتوجد الخلاف بين الزوج وزجته، وتخيل أن زوجتك هي من تقوم بمحادثة الرجال، هل سترضى؟ الجواب طبعاً لا، فاحذر أن يعاقبك الله فيما بعد بزوجتك أو بإحدى بناتك أو أولادك، فالله يمهل ثم يعاقب، من تحدثها الحديث الجنسي قد تكون متزوجة، أو فتاة رباها والدها تربية صالحة فتفسدها أنت، فقد يبتليك الله في أبنائك وبناتك، وتجد من يحادثهم هذه المحادثات.
أنت مشغول بمتعة الحديث مع النساء، فلا يخطر ببالك أن يحصل هذا في بيتك، لو فكرت 1% فقط، لعلمت أنك تسير في طريق خطير ومظلم، أوله شهوة ومتعة وآخره ندامة وحسرة على بيتك.
- حافظ على بيتك قبل أن ينهدم، واجعل خوفك من الله أكبر من خوفك من زوجتك، واحذر من عقوبة الله الدنيوية والأخروية، لا تكن ضعيفاً أمام شهوة تنتهي في دقائق، واعلم أن كلامنا السابق هو مجرد نصائح فقط، أما التطبيق فهو من عندك، فلو ضعفت فلن ينفعك كلام العالم كله، حينها تذكر مراقبة الله لك، (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)، فلو دخل عليك أصغر أبنائك وأنت تتحدث الحديث الجنسي لاستحييت، فما بالك بنظر الله من فوق سبع سماوات؟
- أخي الكريم: أنت تحتاج لإعادة علاقتك بالله قبل كل شيء، أن تعرف قدرة الله وقوته وسطوته، فها هو يسترك سبحانه، فاعرف قدره وكيف ستر عليك، فلا تتماد في عصيانه، لأنه ستير يحب الستر، حليم غفور يحب توبة عباده، فأقبل على الله بتوبة صادقة، وستجد أثرها في حياتك وفي عائلتك.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.