ارتبطت بفتاة للزواج بها وأريد مشورتكم بذلك
2021-01-07 03:20:29 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
يا رب تكونون بخير وبصحة.
محتاج لرأي شخصي، لقد ارتباطت بفتاة لفترة طويلة وأريد الزواج بها، لكن بعد دخولي في سوق العمل لسنين ورؤية المرتبات الضعيفة، وأسلوب الحياة الصعب أصبحت الحاجة مهمة للتطور لتحسين المستوى المعيشي والأساسي.
وقعت في حيرة من أمري، إما الادخار لمدة سنتين والزواج منها وأستمر في نفس الدوامة من ضيق الحال، أو الادخار والاستمرار في التعلم لكي أحسن من ظروفي الحياتية.
علماً أني غير قادر على الادخار في الاثنين معاً، فهل لو تركتها أكون كذا ظلمت نفسي وظلمتها معي، وبذلك لن أجد شخصاً مثلها يحبني ويقدرني أم أن قراري صحيح؟
أرجو الإفادة والمساعدة في اتخاذ القرار، علماً بأني بعمر 25 سنة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي العزيز: هل إذا تركت الفتاة سيتحسن وضعك المادي؟ بالطبع لا، وهل ستدخر سنتين لتتزوجها؟ فإن ما ادخرته سيذهب في تكاليف للعرس، ومن ثم تعود مرة أخرى للوضع المادي الصعب، لأنه سيصبح لديك مسؤولية زوجة وبيت، إذاً ما الحل؟
الحل الأنسب هو جمع ما تقدر عليه من المال خلال سنة أو أقل، حتى لو اضطررت للاقتراض من أصدقائك ومعارفك، وتقدم على خطبتها، ومن المؤكد أنك تعرف طريقة تفكير أهل البنت ومستواهم المعيشي، فإذا كانوا مراعين لوضعك المادي ومقتنعين بتزويج ابنتهم منك ويريدون إتمام الزواج فإنهم سيخففون عليك المصاريف.
تستطيع أنت وخطيبتك إدارة الموضوع بمجمله من خلال التنسيق والتفاهم بينكما، لأن الانتظار حتى يتوفر معك المال الوفير فهذا شيء صعب في ظل الظروف التي يعيشها الشباب هذه الأيام.
الحال لن يتغير كثيراً بين الآن وبين بعد سنتين وتحديداً إذا كنت تعمل في وظيفة راتبها ثابت مع زيادات بسيطة سنوياً.
نوصيك بتقوى الله والصبر، حتى تستطيع الزواج، ونوصيك أيضاً بالصوم إذا تيسر لك ذلك؛ لأن الله سبحانه يقول في كتابه العظيم: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [النور:33]، فأنت مأمور بالاستعفاف عما حرم الله حتى يغنيك الله من فضله وتستطيع الزواج، ونوصيك أيضاً بالصيام يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).
إذا كنت عاجزاً عن النكاح فاتق الله واصبر، واجتهد في البعد عن أسباب الفتنة، وعن النظر إلى النساء أو مخالطة النساء حتى يسهل الله لك الزواج، وإن تيسر لك القرض من بعض إخوانك وأن تتزوج فسوف يوفي الله عنك، اقترض من بعض إخوانك وتزوج وأبشر بالخير.
الله يقول سبحانه: (وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة حق على الله عونهم، -ذكر منهم- المتزوج يريد العفاف، ويقول صلى الله عليه وسلم: (من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه)، فأنت إذا أخذت ذلك تريد العفاف فأنت على خير، والله جل وعلا يوفي عنك، فإذا تيسر لك من إخوانك الطيبين من يقرضك من يعينك على الزواج، ولو من جماعة هذا منه كذا وهذا منه كذا، حتى تتزوج فهذا مناسب وينبغي البدار به، حرصاً على العفة والسلامة.
أما إذا لم يتيسر ذلك فاصبر وصابر، واجتهد في جمع ما تيسر من النقود حتى تستطيع الزواج، نسأل الله أن ييسر أمرك ويعينك على ما فيه عفتك وسلامتك.
ووفقك الله لما يحبه ويرضاه.