هل أغض البصر عن إساءة الفتاة التي أحببتها وأتزوجها، أم أتركها؟

2021-01-21 02:50:35 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب، عمري 31 سنة، منذ 4 سنوات تقريبا تعرفت على فتاة أصغر مني بأربع سنوات، وبقيت على علاقة معها لمدة سنتين تقريباً، ولكن حدثت عدة إشكالات بيننا فانفصلنا عن بعضنا مع أننا لم نكن مخطوبين، بصراحة كانت تصدر مني عدة أخطاء.

أحياناً أكون مترددا في التقدم لها، حيث كانت ردة فعلها قاسية علي، حيث أنها قبلت بشخص تقدم لها، وكانت قد رفضته قبل أن تتعرف علي، وقالت لي: إن رفضها له في السابق كان خطئا منها، وعلاقتها بي خاطئة أيضا، قارنتني به وقالت: إنه أفضل مني، وآلمني ذلك كثيراً، ولم يمض شهر من قبولها له حتى انفصلت عنه واتصلت بي، وقالت: تحبني أنا وليس أي شخص آخر، ولكن طبعاً أنا رفضت العودة إليها؛ لأنني شعرت أنها مستني في كرامتي وأهانتني كذلك.

لم أستطع العودة إليها؛ لأن الأمر أصبح ثقيلا علي، هي الآن مخطوبة من شاب آخر، وقد اتصلت بي قبل خطبتها وطلبت مني أن أتقدم إليها؛ لأنها تظن أنني مناسب لها مقارنةً بالآخرين، ولأنني وقفت معها وساندتها في ظروف سيئة مرت بها خاصة عندما تجرأ أهل السوء بأن يعملوا لها سحرا وغير ذلك.

أنا أريد الزواج، ولكنني لم أجد فتاة تناسبني إلى الآن، ولا أدري هل ما زالت تحبني حقاً أو تغيرت؟ وإن كانت تحبني حقاً هل أغض النظر عن إساءتها لي وأعود لها رغم أنني لم أستطع نسيان ذلك إلى الآن، أو أنتظر لعل ربي يرزقني غيرها؟

وبارك الله فيكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا- في الموقع، ونشكر لك هذا الحرص على السؤال قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يهديك ويهدي شباب المسلمين والفتيات لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو، وأن يصرف عنهم سيء الأخلاق والأعمال، فإنه لا يصرف عن سيئها إلَّا هو سبحانه.

وأرجو بداية أن ننبِّه أبنائي وبناتي الكرام بأن هذه العلاقات التي تحدث من وراء الأهل ومن غير غطاء شرعي هي مرفوضة من الناحية الشرعية، ولكونها مخالفة شرعية فللمعاصي شُؤمها وثمارها المُرَّة، فأرجو بدايةً أن تُحدثوا توبة، ونسأل الله أن يتوب على شبابنا وفتياتنا، ثم إذا أردتَّ أن ترتبط بهذه الفتاة فعليك أن تأتي إلى دارها من الباب، وتُقابل أهلها الأحباب، وأشْرِكْ أهلك في الموضوع، لأن الزواج ليس علاقة بين شاب وفتاة، لكنه بين بيتين وأسرتين، وربما بين قبيلتين، وهذا ممَّا يُعينك على حُسن التقييم للوضع.

أمَّا ما حدث منها من إساءة وكلمات فهذا كلامٌ ينبغي أن يمرّ، وينبغي أن يُنسى، وهي قطعًا أخطأت في هذا الكلام، ولكن عند الخلاف وعند الخصام تظهر مثل هذه الكلمات، وخاصةً من المرأة، ما ينبغي أن تأخذ أكبر من حجمها. فإذا كنت ترضى دينها وأخلاقها وترضاها زوجة لك وتجد في نفسك ميلاً إليها فاسلك السُّبل الشرعية في الوصول إليها.

أكرر: عليك أن تسلك السبل الشرعية في الوصول إليها، ولا تكن السبل سبل شرعية ومرضية ومقبولة إلَّا إذا جئت عن طريق أهلها، ثم جئت بأهلك ليحصل التعارف والتآلف، وهذا مفيد لك، ومن حقهم أن يسألوا عنك، ومن حقك أن تسأل عنها وعن أسرتها، فإن وجدتُّهم اتفاقًا وارتياحًا وانشراحًا وقبولاً وميلاً مشتركًا فعندها لا نملك إلَّا أن نقول: (لم يُرَ للمتحابين مثل النِّكاح).

الفرص أمامك واسعة، وأنت صاحب الخيار، والإنسان يستشير ثم يستخير، وحاول أيضًا أن تتواصل مع أخواتك حتى يتعرفن عليها، ويتعرفن على بيئتها، فالنساء أعرفُ بالنساء، ثم اجتهد أيضًا أنت في الوصول إلى إخوانها وأسرتها، لأن الحياة الزوجية والعلاقة الزوجية مشوار طويل ينبغي أن ينبني على أسس واضحة من الرضا والقبول التام من الطرفين.

نسأل الله أن يُقدّر لك الخير، وهذه وصيتُنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والهداية والسداد.

www.islamweb.net