فحوصاتي كلها سليمة لكنني لست بخير، أفيدوني.
2021-01-25 05:33:22 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
تعرضت لتركيب دعامة قلبية، وبعد فترة شعرت بألم في الصدر، فحصت ١٣ مرة في عدة مشافي، والنتائج كلها أنني بخير -ولله الحمد- وليس هناك أي مشكلة، وأن هذا وسواس.
كل يوم تقريبا أذهب لطبيب، وطلبت قسطرة ورفضوا؛ لأن جميع الفحوصات بخير.
أعاني من قلق وألم وأرق، ولم أتحرك خوفا من التعب، أو أن يحصل شيء لحياتي.
تعقدت، أقضي وقتي على جهاز الضغط وقياس النبض، لم أعد أعرف طعما للحياة، وضعفت جدا.
فحوصاتي جميعها بخير لله -الحمد لله- لكنني أشعر بتعب واكتئاب، ونفسيتي محطمة.
ماذا أفعل؟
ولكم كل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك الصحة والعافية والتوفيق والسداد.
أخي الكريم: لقد أكرمك الله تعالى باكتشافك لهذه العلَّة القلبية، هي بسيطة لكنّها مهمّة جدًّا، اكتشافها ومعرفتها وعلاجها هذه نعمة عظيمة جدًّا، كثير من الناس لا يكتشفون هذه الأشياء، وقد تنتهي بهم بمآلات غير طيبة، أنت اكتشفت هذه العلّة، وتمَّ وضع الدعامة، والحمد لله تعالى هذه الدعامات فعّالة جدًّا، أنا أعرف مَن وضع ست دعامات ويعيش في أمان وحفظ الله.
يجب ألَّا توسوس، يجب أن تعيش حياة صحيّة، حياة طيبة، تمارس الرياضة، تمارين التمارين الاسترخائية، تتواصل مع مجتمعك، لا تتخلف عن الواجبات الاجتماعية، لا تتخلف عن صلاة الجماعة، وعش الحياة بكلِّ جمالها وبكل إبداعها، فلماذا تخاف يا أخي؟ لا، أنتَ اللهُ أنعمَ عليك بأن اكتشفتَ هذا الأمر، الذين ينبغي أن يحزنوا ويخافون هم الذين لم يكتشفوا مثل هذه العِلل، أو اكتشفوا ذلك في اللحظات الأخيرة، بعد أن تعقّدت الأمور اكتشفوا هذه الحالات.
فأنا حقيقة أحترم مشاعرك تمامًا، وأعرفُ أن الإنسان قد يقلق ويخاف قبل المرض، وبعدما تأتيه الصحة والعافية يقلق ويخاف من أن يأتيه المرض، هذه هي طبيعة البشر، لكن ليكن عندنا إيمان وتوكل على الله، وأن نعلم أنه لن يصيبنا إلَّا ما كتب الله لنا، وأن لكل أجلٍ كتاب، وأنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها، وأنه ما أصابنا لم يكن ليُخطئنا، وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا، وقد جفت الصحف بما كان وبما سوف يكون، وعلينا أن نعمل قبل أن يسبقنا الأجل، وأن نأخذ بقوله صلى الله عليه وسلم: (احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز)، (إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ).
فالمسلمُ يَغْتَنِمُ لحظته الحاضرةَ بقطع النظر عن ماضٍ تولَّى، ومستقبلٍ هو غيبٌ، قال الشاعر:
إِنَّمَا هذِهِ الحَيَاةُ مَتَاعٌ *** فالجهُولُ المغرُورُ مَنْ يَصْطَفِيهَا
مَا مَضَى فَاتَ وَالؤُمَّلُ غَيبٌ *** وَلَكَ السَّاعَةُ الَّتِي أَنْتَ فِيهَا
إذًا أريدك أن تجعل نمط حياتك نمطًا إيجابيًا على هذه الأسس التي ذكرتُها لك، وعليك بالمراجعة الطبية مع الطبيب الذي قام بوضع الدعامة بقدر المستطاع، أو أي طبيب مؤهل في الأمراض القلبية، تراجعه مرة كل ستة أشهر، هذا هو الذي تحتاجه، ونظِّم طعامك، وتجنب السهر، وكل الأشياء المطلوبة في الحياة لتعيش حياة صحية يجب أن تقوم بها.
وحتى تطمئن -أخي الكريم- أنا سأصف لك أحد الأدوية البسيطة جدًّا المضادة لقلق المخاوف، الدواء يُعرف باسم (سبرالكس)، اسمه العلمي (استالوبرام)، وهو لا يتعارض مع أي أدوية أخرى، تبدأ في تناوله بجرعة خمسة مليجرام يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم تجعل الجرعة عشرة مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم تجعلها خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
الحمد لله على سلامتك، وأسأل الله لك العافية والشفاء، ونحن سعداء بتواصلك معنا في استشارات إسلام ويب.