إيجابيات ولدي كثيرة لكنه متعلق بالهاتف وليس نشيطاً!
2024-05-05 00:06:34 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.
ابني البكر الذي يبلغ من العمر 13 متعلق بالإنترنت والهاتف، قبل فترة قمت بتعنيفه، وخرجت من البيت للضرورة، فما كان منه إلَّا أن قام بقص شعره بالمقص، والمرة الأخرى عندما عنفته قام بالصراخ.
هو يصلي الصلوات الخمس، ويحفظ القرآن الكريم، ومشترك بدورة لتعليم قراءة القرآن وأحكامه وتجويده، وأطمح أن يكون أفضل ممَّا عليه الآن، فهو ليس نشطًا، يتتأتأ في الكلام، وخجول، ولا أنكر إيجابياته الكثيرة، إلَّا أني أرغب في أن يكون أفضل ممَّا عليه.
له من الإخوة اثنان، سبع سنوات وست سنوات، وله أخت أصغر منه بعام واحد. وأدعو الله له على الدوام بأن يصلح حاله، وليست لدي ظروف عائلية سيئة في البيت، ولا لدي أموال كثيرة لأحقق لهم كل ما يرغبون فيه، فأنا موظف وأتقاضى راتبًا شهريًا، والبركة من الله تعالى، فقد قمت بشراء هاتف له، كونه حاز على المستوى الأول في صفه.
كيف أتعامل معه؟ وما هو انعكاس هذه الحركات التي قام بها من قص شعره والصراخ؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الفقير إلى الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك - أيها الأخ الفاضل - في الموقع، ونسأل الله أن يُصلح لنا ولك النيَّة والذُّرِّيَّة، ونشكر لك هذا الحرص، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقرَّ أعيُننا جميعًا بصلاح الأبناء والبنات.
لا شك أن هذا الابن الذي له إيجابيات كثيرة، فهو يحفظ القرآن ويصلي الصلوات ويشترك في دورة تعليم القرآن وأحكامه وتجويده، وأنت ولله الحمد تُشكرُ على رغبتك في أن يكون أفضل ممَّا هو عليه، ولا شك أن هذه الرغبة مشروعة، وهي ممَّا تَسُرُّ، وأرجو أن يكتب الله لك أولاً أجر هذه النيّة الصالحة.
لكن أرجو أن تسمح لي أن أقول: الوصول لهذه النيَّة الجميلة لا يكون بهذه الطريقة، وإنما يبدأ بالثناء على إيجابياته، والاقتراب منه، بمصادقته، بمحاورته، بتسليط الأضواء على جوانب تميُّزه، بتحميله بعض المسؤوليات تجاه إخوانه وأخواته الصغار، بالاتفاق مع والدته على خطة تربويّة موحّدة للتوجيه.
كذلك أيضًا من المهم جدًّا أن تحاول معرفة أسباب هذا الذي يحدث، هل نستطيع أن نقول: هو متأثرٌ بأصدقاء؟ أم هو يقص الشعر أو يفعل بعض الحركات بعد الخصام معك مباشرة؟ .. وإذا كان يفعل ذلك لأنك خاصمته فهذا دليلٌ على أنه بحاجة إلى قُربك، وأن هذا الأسلوب لا يصلح معه، وأنك ينبغي أن تُمارس نوعًا آخر، وفعلاً في هذه السِّنِّ ينبغي أن يُصادق.
أمَّا بالنسبة لدخوله الإنترنت واستخدامه الهاتف الذي جئتَ به له، فأرجو أن يكون بينكم اتفاقية في أوقات الاستخدام، وطريقة الاستخدام، والمواقع التي يمكن أن يدخل إليها، وحاول دائمًا أن تُدير بينك وبينه حواراً، لأن الحوار هو وسيلة الإقناع، وإذا أردتَّ أن تُطاع فعليك بالإقناع.
أرجو أن تُعظِّم شخصيته أمام إخوانه، وتحمِّلْه المسؤوليات، وتدعوهم لاحترامه، تُعلِّمه الشفقة عليهم، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعيننا وإياكم على الخير، وذكّرْه أيضًا بأنك تفعل هذا من أجل أن تسعد به ومن أجل مصلحته، وأنه عنوان البيت، وأنه القدوة لإخوانه. هذا الكلام سيكون أفيد من استخدام العنف والشدة والجدال والتضييق عليه.
إذا أنجز الطفل إنجازات فينبغي أن نركّز عليها، وليس على السلبيات، ولكن يُوجد من الآباء مَن إذا عمل الولد مئة حسنة لم يتكلَّم، لكن إذا عمل سيئة واحدة بدأ يُضخِّمها، فالتركيز على الإيجابيات يزيدها، والتركيز على السلبيات يُرسِّخُها، ويدفع الشاب للعناد، خاصة في السِّنِّ المذكورة وفي السنوات التي بعدها.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.