نوبات الهلع المتمثلة في الشعور بضيق في الصدر وألم في المعدة

2006-02-08 09:03:03 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاك الله خيراً على ما تبذله وأبعد عنك كل مكروه، عمري 24 سنة، حقيقة لا أعرف من أين أبدأ ولكن أحاول أن أصف حالتي بأقرب ما يكون للحقيقة، في شهر ثلاثة من هذا العام الهجري، كنت جالساً على النت، وفجأة وبدون أي مقدمات أحسست بضيقة رهيبة في صدري، وقمت وذهبت للبيت، وأنا إنسان آخر تغيرت معالم الدنيا من حولي وصحوت اليوم الثاني، وبدأت المعاناة كل شيء تغير حتى إحساسي بالحياة، تغير الناس حولي، الدنيا كلها.

بدأت أفكر بأشياء غريبة وما أحس بملذات الحياة، كأني أنا لست أنا، انقلبت حياتي رأساً على عقب، لا أعرف ما الذي حدث؟ علماً بأني إنسان انطوائي إلى حد ما ولست انطوائياً بدرجة كبيرة، ولكن أحب أن أذهب لوحدي، وهنالك لي أصدقاء كثر، ولكن كنت أفضل الوحدة في أوقات معينة أحس بضغط رهيب في صدري وفي رأسي، واختلال بالوزن والبصر عندي تغير وضعف قليلاً، ولا أتحمل النظر للأنوار مباشرة؛ لأني إذا نظرت ولو للمحة واحدة يحدث لي غشاوة بالبصر وبعدها صداع نصفي مباشرة.

أكثر شيء يزعجني التهيؤات والأفكار، والغريب أني بعد ذلك اليوم كان عندي شغل بالرياض وصرت أخاف أني أسافر إلى أي مكان بعيد عن بيتنا بشكل غير طبيعي وبشكل غير مقنع، المهم حاولت أن أتأقلم مع هذا الشيء وبدأت أصلي، ولا أترك أي فرض ولله الحمد والمنة، وتأقلمت معه إلى حد كبير وبدأت أعيش حياتي، ولكن ليست بشكل طبيعي كما كانت أو حتى جزء مما كنت عليه.

الحقيقة إلى الآن لا أعرف ما الذي حدث لي؟ وهناك ملاحظات مهمة وشخصية أحب أذكرها، إني كنت أمارس العادة السرية بشكل يومي، وكنت أجلس على النت بشكل يومي بمعدل 3-4 ساعات باليوم، وأنا ذكرت العادة السرية؛ لأني قرأت أن لها أضراراً نفسية، والحقيقة قرأت عن كثير مثل القلق والتوتر والاكتئاب ورهاب الساحة والرهاب الاجتماعي، وكثير من هذه الأشياء، ووجدت أن أغلب الأعراض تقريباً أو جزء منها موجود لدي، ولم أعرف ما هي حالتي بالضبط؟ وهل يمكن أن يكون سحر لا سمح الله؟

علماً بأنه لا توجد لدي ضغوط عائليه ولا اجتماعية ولا موت قريب لي أو أي شيء، ولكن فجأة حدث لي وبدون مقدمات ولا مبررات، علماً بأنه يوم جاءني الضيق وتغير كل شيء كنت جالساً على النت ومرتاحاً وليس فيّ أي شيء، وأذكر قبل هذه الحالة بثلاثة أشهر تقريباً كانت تأتيني حالات قبل النوم بأني أحس أن نفسي وقف، وأني سأموت، وأستيقظ من النوم وأحس بجاثوم تقريباً.

ذهبت للدكتور وقال لي: هذا مرض نفسي هذا الأمر قبل الحالة، وما فكرت بكلامه ولا أخذته على محمل الجد لكن بعد ما أحسست بالضيق بالصدر وتغيرت الحياة بالنسبة لي، فكرت بكلامه ويمكن أثر فيّ زيادة، فما هي حالتي هذه؟ وأسباب العلاج؟ وانصحني، وهل مرض السكري يؤثر على الأعصاب؟ علماً بأني أحس أن جسمي ودمي مضغوط أو دمي يفور، كيف أرجع لحياتي الأولى؟

والله يجزاك ألف خير.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/محمد حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إن الذي حدث لك أخي ينطبق تماماً على ما يُعرف بنوبات الرهاب أو الهرع، وهي تأتي مفاجئة ودون أي مقدمات، ويشعر فيها الإنسان بضيق شديد، وربما يأتيه شعورٌ بقرب المنية أو الهلاك، وبعد ذلك تأتي أعراض مصاحبة كثيرة، كالضيق في الصدر، والألم في الرأس، واختلال التوازن والبصر حسب ما ذكرت في رسالتك، وهذه النوبات تكون متفاوتة في حدتها وشدتها، وترددها واختفائها، وظهورها بين الناس.

أرجو أن أطمئنك -أيها الأخ العزيز- أن هذه الحالة هي بالفعل حالة نفسية وتشخّص تحت متلازمات القلق النفسي، وهي والحمد لله قابلة للعلاج .

أفضل وسيلة لعلاجها هي أن تلجأ إلى تمارين الاسترخاء، خاصةً تمارين التنفس تُعتبر جيدة جداً، وتوجد الكثير من الكتب والأشرطة في المكتبات المختلفة توضح كيفية القيام بهذه التمارين، كما أن الأخصائيين النفسيين والمعالجين هم على خبرة ودراية بها، ويمكنك مقابلة أي أخصائي نفسي حتى يقوم بتمرينك وتأهيلك للقيام بهذه التمارين بصورةٍ صحيحة.

الجانب الثاني في العلاج هو العلاج الدوائي، والحمد لله الآن توجد حوالي ثلاثة أدوية تُعتبر فعّالة جداً لعلاج هذه الحالة، والدواء الذي أود أن أنصحك باستعماله يُعرف باسم سبراليكس، أرجو أن تبدئه بجرعة 5 مليجراما نصف حبة في اليوم لمدة أسبوع، ثم ترفع الجرعة إلى 10 مليجراما بعد ذلك، وتستمر عليها لمدة شهر، ثم ترفعها إلى 20 مليجراما ليلاً في اليوم، وتستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك تخفضها إلى 10 مليجراما لمدة شهر، ثم يمكنك التوقف عنها.

ربما يكون من المفيد أيضاً إذا تناولت أحد الأدوية الداعمة مع السبراليكس، وهذا الدواء يُعرف باسم فلونكسول، وجرعته هي نصف مليجراما في الصباح، ومدة العلاج هي ثلاثة أشهر فقط.

أرجو أن أؤكد لك -أيها الأخ الكريم- أن هذه الحالة هي حالة معروفة، وإن شاء الله سوف تزول تماماً بتطبيق تمارين الاسترخاء وتناول العلاج .

بالنسبة للجزئية الأخرى من سؤالك، وهي علاقة مرض السكري بالأعصاب، هنالك الكثير من الدراسات تُشير إلى أن هنالك ارتباط بين مرض السكري والاكتئاب النفسي، فكثيراً من مرضى السكري يُعانون من درجةٍ بسيطة من الاكتئاب النفسي يظهر أحياناً في شكل خمول وكسل وفتور وعسرٍ في المزاج.

شعورك بأن جسمك ودمك في حالة فوران وضغط، هو حقيقةً جزء من القلق النفسي والتوتر النفسي، والذي تحول إلى نوعٍ من الهرع والرهاب كما ذكرت لك سابقاً، وبتناولك إن شاء الله للعلاج وتمارين الاسترخاء سوف تحس إن شاء الله أنك أصبحت أكثر استرخاءً وطمأنينةً، وسوف ترجع إلى حياتك الأولى بإذن الله .

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net