تقدم شاب للزواج بأختي وهو يعمل في الغناء
2021-02-10 05:13:30 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أساتذتي الكرام.
تقدم شاب لخطبة أختي على سنة الله ورسوله، وبعد المشاورات لم يقبل الوالد بهذه الخطبة بسبب أن الشاب يعمل مغني (rap)، رغم أن الغناء ليس فيه كلام مخل بالحياء، والأخت مصرة على الزواج منه.
انصحوني، جزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Hajoji حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك أيها الابن الكريم والأخ الفاضل في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بأمر الوالد وبأمر الشقيقة التي نسأل الله تبارك وتعالى أن يُسعدها بزوج صالح، وأن يُلهمكم جميعًا السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.
سعدنا جدًّا بهذه الاستشارة التي تدلُّ على رغبة في الخير، وفي نفس الوقت تدلُّ على توقُّفٍ عند رغبة الوالد، وهي رغبة مشروعة، وحُقَّ للوالد أن يخاف، ونحن حقيقة لا نُقدّر شخصية هذا الرجل ولا نعرفها، ولا نستطيع أن نظلمه، أو نتجاوز حدودنا معه، لكن ننصح بالآتي:
أولاً: الدعاء للشاب المذكور بأن يترك ما هو فيه، ونسأل الله أن يتوب علينا وعليه.
الأمر الثاني: ننصح بأن تُنظر إلى شخصية الشاب كشخصية شاملة، يعني: هذا جانب فيه خلل واضح، لكن: كيف صلاتُه؟ كيف طاعتُه؟ كيف التزامه؟ كيف دينه في بقية الجوانب الأخرى؟ كيف قُدرته على تحمُّل المسؤولية؟ يعني: ينبغي أن يُنظر إلى الإنسان نظرة كاملة، ينظر إلى الإيجابيات والسلبيات.
الأمر الثالث: ينبغي أن ننظر إلى حالة الفتاة أيضًا من ناحية التزامها ودينها – وكذا - .
الأمر الرابع: ينبغي أن ننظر إلى الساحة، هل هناك أشياء متاحة؟ هل لها أمل في أن تجد أفضل من هذا الشاب؟ أحيانًا يكون هذا أفضل الموجودين، ولذلك ينبغي أن تُوضع هذه الأمور في الاعتبار.
أيضًا ينبغي أن ننظر لعمر الفتاة والفرص المتاحة بالنسبة لها. أيضًا علينا أن ننظر – وهذا مهمٌّ جدًّا – أن ننظر في إمكانية نُصح هذا الشاب وهدايته إلى الخير والحق، فـ (لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خيرٌ لك من حُمْر النِّعم)، فكيف إذا كان هذا الرجل هو الذي طرق بابكم ورغب في الارتباط بكم؟!
إذًا أرجو أن تُنظر للأمور بهذه الطريقة الشاملة، كما أرجو أيضًا أن تستمعوا لرغبات الوالد باهتمام، فهي اعتبارات مهمَّة جدًّا وأساسية، وأرجو أيضًا أن تطرحوا له هذه النقاط التي أشرنا إليها، حتى لا يظلم الشاب، ولا نظلم بنتنا أيضًا، وفي نفس الوقت نكون عونًا للشاب على ترك هذه المخالفة الشرعية، ونسأل الله أن يُقدّر لكم ولبنتنا الخير ثم يُرضيكم به.