هل ما زال زوجي يحب طليقته؟

2021-03-08 02:30:47 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أنا متزوجة منذ 10 سنوات من رجل مطلق قبل زواجنا بسبع سنوات، وليس لديه أطفال، وكانت طليقته ابنة عمته.

مؤخرا علاقتي بزوجي ليست جيدة، أشعر أنه لا يحبني، وحصل أكثر من موقف بيننا أثبت أنه لم ينس طليقته، ويربط جميع الأمور بحياته السابقة، وقد سألته عن سبب زواجه وطلاقه، لكنه غضب ورفض الإجابة أو التحدث في الموضوع، وأنا أريد فقط معرفة الحقيقة لأني بعد 10 سنوات شعرت فجأة أني أعيش في عالم وهو في عالم آخر، الجميع يعرف ما حدث معه وحالته النفسية، وأنه لم يتزوج بعدها سبع سنوات بالرغم أن الزواج لم يدم إلا ثلاثة أشهر.

بعد سؤالي له لثلاث مرات بدأ يظهر عليه ضيق التنفس عند النوم وسرعة ضربات القلب والحزن، لا أعرف، كلانا لا يريد أن يبتعد عن الآخر، ولكني كذلك أريد أن أعرف كل شيء عنه، أعتقد أن هذا من حقي، لقد سألته عن الأمر في فترة الخطوبة، لكنه تهرب، أشعر أنه كان يتمنى إن لم يطلقها وأنه ما زال يحبها، ولكن ظروفه أجبرته، فلماذا يغضب عند التحدث في الأمر؟ ولماذا يتضايق؟ ماذا أفعل، هو لا يساعدني، هو يعرف جيدا أنني أحتاج إلى إجابات لكي أنسى الأمر، ولكنه يرفض التحدث وكأنه لا يريد أن يكذب علي.

أرجوكم ساعدوني، ما سبب ضيق التنفس لديه؟ هل ما زال يحبها؟ وساعدوني لأني متعبة من التفكر في هذا الأمر.

وشكرا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وداد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهديك وزوجك لأحسن الأخلاق والأعمال، وأن يُديم بينكم السعادة، ويُحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

نتمنَّى أن تتوقفي عن هذا السؤال الذي يُزعج زوجك، والمرأة إذا عرفت أن أمرًا من الأمور يُزعج زوجها ينبغي أن تتفادى، وهذا ما فعلته زوجة شُريح القاضي حين قالت له ليلة البناء بها: (ماذا تحبّ فآتيه؟ وماذا تكره فأجتنبه)، ونحن نتعجّب كيف فهمتِ من غضبه والحالة التي تعتريه أنه يُحبّها، لأنه لو كان يُحبُّها ما تركها، ولو كان يُحبُّها لرجع وتزوجها؟! فتعوذي بالله من شيطانٍ يريدُ أن يُعكّر عليك صفو الحياة.

إذا كان الرجل لا يريد أن يُجيب، فليس من الحكمة أن تُكرري وتُلحّي وتُعيدي السؤال، بل ليس من الحكمة أن تربطي سعادتك الإجابة بهذا السؤال، ولو أن الزوج شاب لنصحناه بأن لا يُجيب، لأن هذه الأمور ليس فيها مصلحة، وهي الأسئلة الخطأ، يعني ليس من حق الزوج ولا نفضّل له أن يسأل زوجته (هل خطبك أحد قبلي، هل كان هناك إنسان تميلين إليه، هل عرفت إنسان قبلي؟) أو تسأله: (لماذا طلقت؟ هل حببتها؟ هل كذا هل كذا)، هذا كلُّه من الأسئلة الخاطئة.

وليس من الحكمة ملزمًا في مثل هذه الأحوال أن يُجيب، ولذلك عندما كان يضحك أو يحاول أو يتغاضى، هذه هي الإجابات الصحيحة، لأنه لا مصلحة في هذا الذي مضى قبل سنوات عديدة، فلا تُعكري صفو حياتك، ولا تربطي حياتك بهذا الأمر، غير أننا نؤكد لك أن الحب موجود، وأن الذي يعتريه يدلُّ على أن المسألة فيها غم وحزن شديد، ومعروف أن الإنسان إذا حزن أو غضب أو تذكّر الجراح أو تذكّر المواقف التي مرَّت عليه؛ أحيانًا يأتيه مثل هذا الضيق، لأنه يبدأ يُفكّر، ويبدأ يتألم، ويبدأ يُجدد له الجراح، وأنا أعتقد أن في الأمر جراح، إذا كان الزواج لم يستمر لأشهر معدودة وتركها وبعد ذلك سبع سنوات ثم تزوجت؛ هذا دليل على أن الأمر فيه كُره وفيه نفور، وليس كما تتصورين.

فتعوّذي بالله من شيطانٍ لا يريد لك السعادة ولا يريد لك الهناء، وإذا ذكّرك الشيطان بهذا السؤال فتعوذي بالله منه، واشغلي نفسك بذكر الرحمن سبحانه وتعالى، وتعوذي بالله من شيطانٍ لا يريدُ لنا الخير ولا السعادة ولا الاستقرار، واعلمي أن ما بينك وبين زوجك أكبر من كل هذه المواقف التي يأت الشيطان ليضخمها، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق.

www.islamweb.net