كيف أغير خلق أخي السيء وأتعامل معه، فهو لا يستمع لنصائحي؟
2021-04-04 03:31:12 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أخي عمره 18 عاما، لا يصلي، وخلقه سيء يتجاوز بالكلام على أي أحد حتى أمي، منذ أن كان صغيرا كان الطفل المدلل بيننا، ما يريده يكون موجودا في اليوم التالي، المصيبة تجاوزه لم يتوقف على هذا الحد فهو عندما يغضب يسب الدين، وكذلك خالقه -استغفر الله العظيم-، اللهم اغفر لنا، هذا الشيء ليس لديه فقط بل لدى الكثير من الأهل، وبشكل عام البلد التي أسكنها، فخلق أغلب الناس أصبح سيء جدا.
تكلمت معهم، وبينت أن هذا الفعل حرام جدا؛ لأنه كفر، فبعضهم الحمد لله تحسن، ولكن هذا الأخ لم يتحسن، أصبحت أشعر بكره اتجاهه، وتضيق نفسي عندما أراه، ومنذ يومين وأنا عاهدت نفسي على أن لا أتكلم معه يسألني ويتكلم معي ولا أجيبه، فماذا أفعل معه؟ علما أنا أكبر منه بسنتين.
صحيح أنه أخي، وأنا أتمنى له كل خير ولكن ما باليد حيلة، أنصحه بالصلاة ويقول لي: ليس لك دخل!
أبي متهاون جدا في أمره، أقول له انصحه يا أبي، يقول: لا لن يفعل هذا مرة ثانية، ولا توجد فائدة.
وابن عمتي الذي يعيش معنا بعد أن توفي والداه أيضا نفس الشيء، ووالدي لا يتكلم معه، فماذا أفعل من أجلهم وخصوصا لا يوجد ناصح لهم غيري؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Marwa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة-، ونشكر لك هذه الرغبة في الخير، ونسأل الله أن يقرَّ عينك بصلاح الأخ وابن العم والوالد، وأن يهدي الجميع لما يحبُّ ربُّنا ويرضاه، وهنيئًا لك بهذه الرغبة في دعوتهم إلى الخير، ونسأل الله أن يَقرَّ أعيننا جميعًا بصلاح الآباء والأبناء والبنات، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.
أرجو ألَّا تتوقفي عن النُّصح، واجتهدي في إيجاد المدخل الحسن إلى قلوبهم، وتواصلي مع الوالد أيضًا، وبيِّني له عواقب ما يحدث من هذا الأخ، ولا تتوقفي حتى ولو توقّفوا جميعًا، لأن بُعدك عنه لن يكون فيه خير، ولكن مع الاستمرار في النصح سيكون دورنا أننا نُقلِّلُ الأخطاء، وصولاً إلى إزالتها، ومع ذلك أرجو أن تُركّزي على أن يفعل الأمور الأساسية مثل الصلاة والطاعة لله تبارك وتعالى، بالأمور التي يستطيعها، خاصة ونحن نُقبِلُ على شهرٍ فضيل، فيه فرصة كبيرة لإقبال الناس على الله تبارك وتعالى، فاغتنمي هذه الفرصة.
ولا تحاولي السكوت عنه أو إهمال كلامه إذا تكلّم، لأن خطأه ما ينبغي أن يُقابل بالخطأ، والشاب في هذه السِّنِّ إذا لم يجد الاهتمام فإنه سيُعاند ويستمر في عناده.
ونحن نخشى على أهل البلدة من هذا النوع من المعاصي، فإن سبَّ الدِّين وسبَّ الخالق العظيم من الذنوب الماحقة، التي تترك آثارها على البلاد وعلى العباد عياذًا بالله، ولذلك أرجو أن يتعظوا بمن فعلوا هذا ماذا فعل الله بهم.
ولذلك أرجو أن تستمري في النصح، والداعية لا تقول (ما بالُ الدُّنيا مُظلمة) بل حسبُ الداعية أن تقول: (ها أنا مُضيئة)، فأنت مِصباح لهذا البيت، فاستمري في نُصحهم، ولا تقولي (ما في اليد حيلة) فأنت لست وحدك، يُؤيِّدُك الله تبارك وتعالى بصدقك وإخلاصك، وأجرك يكتبه الله بمجرد المحاولات، لأنك لست مُلزمة بهدايتهم، ولن تملكي هذا، لأن هداية التوفيق من الله، أمَّا هداية الدلالة والنُّصح والإرشاد فهذه التي نملكُها، وهذه التي نُؤجر بها، فاستمري في هذا، وأكثري من الدعاء لهم في الليل وفي السجود، ثم قدِّمي لهم الدعوة بلطفٍ وبحسن أدبٍ في النهار.
نسأل الله أن يهديك ويهد بك، وأن ييسر الهدى عليك، وأن يجعلك سببًا لمن اهتدى، وأن يُلهمك السداد والثبات والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.