معنى التوتر والإجهاد بالمفهوم العلمي
2006-01-24 00:03:15 | إسلام ويب
السؤال:
ماذا يعني التوتر؟ وماذا يعني الإجهاد بمفهوم علمي؟ كيف تفسرون أن الإنسان يبقى قادرا على القيام بأشياء وهو غائب عن الوعي؟ مثلما يحدث عند تناول كمية كبيرة من الكحول، فهو يقوم بأشياء لا يتذكر منها شيئاً عندما ينقضي مفعول الكحول.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/نجاح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
التوتر صفة من صفات الأمراض العصابية أو العصبية، وقد يكون مجرد عرض من الأعراض أو يكون مرضاً في حد ذاته إذا كان شديداً، وفيه يشعر الإنسان بأنه متضايق، وأنه يفتقد الاسترخاء، وأنه يفتقد السلام مع نفسه وفي تعامله مع الآخرين، كما أنه يكون سريع الإثارة والنرفزة ولا يستطيع التحكم في أعصابه، ويكون هذا الإنسان دائماً في مرحلة سباق مع الزمن وغير متأني، ويفتقد الكياسة في كثيرٍ من المواقف.
أما الإجهاد، فهو حقيقة أن يشعر الإنسان بأنه يفتقد مقدراته، أو لا يستطيع أن يوجه مقدراته، سواءً كانت هذه المقدرات جسدية أو نفسية أو عاطفية أو فكرية أو وجدانية، وهناك نوع من الإجهاد النفسي يرتبط في كثير من الحالات بالاكتئاب النفسي، أما الإجهاد الجسدي فهو معلوم الأسباب.
بالنسبة للجزء الثاني وهو: كيف تفسرون أن الإنسان يبقى قادراً على القيام بأشياء وهو غائب عن الوعي؟ هذا سؤالٌ جميل.
والجواب أن الإنسان يمكنه أن يقوم بأشياء في ظاهرها تكون منضبطة ولكن في حقيقتها غير منضبطة، وهنالك ما يُعرف بالتصرف أو الفعل المرتبط بالحالة اللاوعيية؛ أي يكون الإنسان فيها خارج وعيه، ويكون العقل الباطني في هذه الحالة هو الذي يتحكم في تصرفات الإنسان، ومن الضروري جدّاً أن نعلم أن الإنسان يمكنه أن يتصرف من الناحية الحركية، ولكن في كثيرٍ من الحالات خاصةً حين تناول الكحول بكمياتٍ كثيرة يفتقد التصرف الذي يتطلب الانضباط؛ وذلك لأن الجزء الذي يتحكم في تصرفاتنا وانضباطنا خاصة انضباطنا الاجتماعي يعتبر مفقوداً أو معطلاً عن طريق الكحول.
ومن الضروري جدّاً أن نعرف أن هنالك بعض الأفعال التي يقوم بها الإنسان ولا يتذكرها مطلقاً، لكنه يمكنه تذكرها إذا كان في نفس الوضع الذي حصلت فيه الأفعال أو الأعمال، أي إذا كان الإنسان مخموراً أو تحت تأثير الكحول، وقام بأفعال وتصرفات لم يتذكرها إلا إذا قام مرةً أخرى بتناول الكحول.
وبالله التوفيق.