هل أنا أعاني من ثنائية القطب أم أحادي القطب؟

2021-05-30 05:21:09 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أعاني من الاكتئاب ثنائي القطب، ابتدأت رحلة العلاج بكيوتا زاك وهير مبرو، استمرت سنة، وتغير العلاج إلى ديفاكوت وسايكو لانز.

سؤالي: هو أنا الآن توقفت عن العلاج، ولكن زاد الاكتئاب مرة أخرى، أصبحت الآن لا أريد أي شيء من الحياة، لا أذهب إلى أي مكان، ولا أستطيع النوم، وأعاني من التوتر والقلق، فهل أرجع مرة أخرى للسيكو لانز؟ أم أن هناك بدائل؟

مع العلم أن السيكولانز جعل حالتي مستقرة، لكنه جعل الوزن يزيد، وسبب لي ضعفا في الثقة بالنفس.

أنا أوقفت الدواء (كان سايكولانز وديفاكوت الجرعة قرصين، ديفاكوت صباحا ومساء وقرصين سايكولانز قبل النوم) بدون الرجوع للدكتور؛ مما سبب لي زيادة في الوزن.

والآن كل أعراض القلق والتوتر، والرهاب الاجتماعي، والغضب، وأذية النفس وأذية الآخرين تلاشى والحمد الله، ولكن توقفت فجأة عن العلاج؛ لشعوري بالتحسن، ولكن الآن أنا أمر بحالة من الاكتئاب الحاد، وبدأ الغضب يظهر مرة أخرى، ولا أقدر على الذهاب إلى أي مكان، أو أترك المنزل، ولا أذهب إلى العمل، وأصبحت لا أريد الحياة، فهل أرجع إلى هذا العلاج مرة أخرى، وهل توجد بدائل له لا تسبب زيادة في الوزن؟

وهل تشخيص حالتي اكتئاب ثنائي القطب أم أحادي القطب؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

أيها الفاضل الكريم: نحن دائمًا الإخوة والأخوات الذين يُعانون من الاضطرابات الوجدانية ثنائية القطب ننصحهم بالمتابعة مع أطبائهم، وألَّا يتخذ الإنسان قرارًا أحاديًّا من جانبه ويتوقف عن الأدوية مثلاً. هذا – أخي الكريم – أذكره لك من باب النصيحة وليس الانتقاد.

وبالنسبة للاضطراب الوجداني ثنائي القطبية: طبعًا الحالات تتفاوت من إنسانٍ إلى آخر، وكلُّ إنسانٍ له ظروفه ومكوناته الوراثية والشخصية، وكثير من حالات الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية تحتاج إلى جرعات وقائية من الدواء لفترات طويلة، يعني: بعد أن يشفى الإنسان من النوبة - هوسية أو اكتئابية - كانت يحتاج إلى أن يكون على جرعة وقائية من الدواء، وهذا أمر سهل جدًّا، لأن الهدف هو ألَّا تتكرر النوبات، ألَّا تكون هنالك انتكاسات، لأن تكرر النوبات والانتكاسات وأن يدخل الإنسان فيما يُعرف بالباب الدوّار – أي: يخرج من نوبة ويدخل في أخرى – هذا قطعًا له تبعات سلبية كثيرة، أتمنَّى ألَّا يحدث لك أبدًا شيئًا من هذا.

أنا أرى الآن أنك من الأفضل أن تبدأ في تناول العلاج، أنت الآن تعاني من القطب الاكتئابي، الاكتئاب النفسي ثنائي القطب، وبما أنه لديك اضطراب في النوم أنا أعتقد أن عقار (كويتيابين Quetiapine) سيكون دواءً مثاليًّا، والكويتيابين يُعرف تجاريًا باسم (سيوركويلSeroquel) وله مسميات تجارية أخرى، ويتم تناوله بجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً، ثم تجعلها مائة مليجرام ليلاً، وأعتقد أن ذلك لن يؤدي إلى زيادة في الوزن.

أمَّا الدواء الآخر فهو عقار (لاموتريجين Lamotrigine) أو ما يُعرف تجاريًا (لاميكتال Lamictal) هو طبعًا قريب من الـ (ديفاكوت Divakote)، لكنه أفضل في علاج القطب الاكتئابي، كما أنه لا يُؤدي إلى زيادة في الوزن، لكن يُعاب عليه أنه في حالاتٍ نادرةٍ جدًّا ربما يُؤدّي إلى نوع من الحساسية التي إذا حدثت يجب أن يتمّ التوقف عن الدواء تمامًا.

فيا أخي الكريم: هذه هي نصيحتي لك، وإن ذهبت إلى الطبيب أنا متأكد أنه سوف يُؤدي هذه الخطة العلاجية، وإن لم تتمكن من الذهاب إلى الطبيب وتود أن تبدأ في تناول الكويتيابين التي ذكرتُها لك فهذا فيه إن شاء الله خيرٌ كثير لك.

وبالنسبة لجرعة اللاميكتال: تبدأ بخمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا صباحًا ومساءً، وبعد أسبوع تجعلها خمسين مليجرامًا، يمكن أن تتناولها كجرعة واحدة، وطبعًا إذا حدثت لك حساسية جلدية يجب أن تتوقف عن الدواء وتذهب مباشرة إلى الطبيب.

إذا سارت الأمور على خير – وهذا هو الذي أتوقعه – اجعل جرعة اللاميكتال خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً، وجرعة المائة مليجرام جرعة معقولة، وإن كان الكثير من الناس يحتاجون إلى مائتين مليجرام في اليوم.

هذه هي نصيحتي لك، وطبعًا الذهاب إلى الطبيب أيضًا يُعتبر أمرًا مهمًّا، وأريدك أن تكون شخصًا إيجابيًّا في حياتك، أن تجتهد في عملك، أن تمارس الرياضة، أن تحرص على التواصل الاجتماعي، تحرص على واجباتك الدينية، خاصة الصلاة في وقتها، فهي داعمة جدًّا، وتُرفّه عن نفسك بما هو طيب وجميل، وتتجنب السهر، وتكون لك مشاركاتٍ أسرية إيجابية، وتكون بارًّا بوالديك، ... هذه كلها مكونات علاجية مهمة جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net