لا أحب زوجي رغم حسن خلقه وصفاته الإيجابية
2021-08-22 01:16:52 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا متزوجة منذ 6 شهور، ولا أحب زوجي مع أنني حاولت كثيرا ولكن دون جدوى، هو إنسان طيب جدا، ولديه الكثير من الصفات الحسنة ويحبني كثيرا، دائما ما أحاول أن أركز على صفاته الإيجابية لكن لم أستطع أن أحبه، وهذا الشيء سبب لي الاكتئاب.
لا أريد أن أظلمه معي والله إنني أتألم في كل مرة يتقرب مني، حتى أنني لا أطيق أن يلمسني، ولا أطيق العلاقة الزوجية معه في كل مرة كنت أتهرب منه، تعبت من التفكير ولا أعرف ما هو الحل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nour حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكركم لتواصلكم معنا وثقتكم بموقعنا.
كما نشكرك أيضا على حسن تفهمك لزوجك وصبرك عليه، وعدم ظلمه.
يتبقى موضوع مشكلة (عدم التقبل) غير المفهومة، رغم توفر الصفات الإيجابية في الزوج!
في مثل هذه الحالة يكون منشأ المشكلة نفسيا -غالبا- وسوف أضرب لك مثالين يتضح به هذا المفهوم -إن شاء الله-
المثال الأول:
شخص تعرض لصدمة نفسية في زمن ما من حياته -غالبا في الطفولة- حيث رأى حادث سيارة في الطريق، ووجد شخصا ميتا خارج السيارة وقد سال منه الدم الأحمر وصنع بحيرة من الدماء.. فشعر بالخوف والرعب!
في مراحل لاحقة من حياة هذا الشخص الذي شاهد الحادث صار كلما شاهد لونا أحمرا (كوب شاي، أو فستان أحمر، أو وردة حمراء، أو شيء فيه لون أحمر) يشعر بالخوف والرعب، ولا يدري ما هو السبب!
المثال الثاني:
فتاة تعرضت لضرب مبرح من والدها وهي في سن صغيرة، فأصيبت بصدمة نفسية جراء هذا الضرب، وشعرت بالإهانة والاحتقار، لاحقا تزوجت شخصا يشبه والدها في بعض الصفات، إما بالشكل، وإما بالعادات السلوكية في البيت، فربما كان الوالد يلبس جلابية نوم بشكل معين، فشاهدت نفس الجلابية يلبسها زوجها، حالا شعرت بالإهانة والاحتقار وقررت الانفصال عن الزوج لسبب غير مفهوم!
المثالان السابقان يشرحان طبيعة تأثير المشاعر التي تترافق مع الصدمة وتظهر بين حين وآخر إذا صادفت نفس المثيرات التي حصلت في السابق، قد لا يتذكر الشخص سبب الشعور بالإهانة أو سبب الشعور بالخوف، لكن هذا الشعور يسيطر عليه ويكدر عليه حياته، وحتى يتخلص من هذا الشعور المزعج فإنه يلجأ -غالبا- للتخلص من المثير وهو الزوج هنا في هذا المثال الأخير، وقد ينطبق هذا المبدأ عليك بشكل أو بآخر.
ولمعرفة الأسباب الإمراضية لا بد من زيارة الأخصائي النفسي وشرح القصة كاملة، وسوف يقوم بواجبه العلاجي في هذه الحالة.
إضافة لما سبق لا غنى لك عن اللجوء المستمر إلى الله تعالى والاستعانة بالصبر والصلاة كما قال الله تعالى :" واستعينوا بالصبر والصلاة" (البقرة 45).
والحرص على الدعاء كما أرشدت الآية الكريمة:"وقال ربكم ادعوني أستجب لكم…" (غافر 60).
نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.