تغير معاملة الزوج للزوجة بعد الزواج عما كانت عليه في فترة الخطوبة
2006-02-14 11:46:17 | إسلام ويب
السؤال:
من يوم ما صارت الخطوبة وهو كان شيئاً ثانياً، كان الرجل الذي أتمناه، يخرجني، يقول لي كلاماً حلواً، ويجلب لي هدايا، وقال لي: أنا لن أتغير، هذي طبيعتي، وغير هذا كان يهمه غضبي ويحس بضيقتي، لكن يوم ما تزوجت وأنجبت ابنتي بعد سنة بالضبط تغير تماماً! صار رجلاً بلا إحساس ولا مشاعر! وحابس لي لا يخرجني، ويرى أنه إذا سمع كلامي فإنه ليس رجلاً!!
أعني لسنا متفقين على أي شيء نهائياً، مع أنه قبل هذي السنة كنا متفقين يمكن 90%، وصار ينقص من حقوقي الزوجية، وما يكلمني إلا إذا كلمته أو يطنشني ولا يقول لي كلمة حلوة، مع أني لست منقصة عليه شيئاً، وهو يعترف أني لست منقصة عليه شيئاً.
حاسة أن حياتي صارت تعيسة معه! أنا تعودت عند أهلي أنهم يسألون عني إذا كنت متضايقة أو لا، ويقدرونني ويسمعون كلامي إذا تكلمت، والآن العكس! ما الحل معه؟؟ أنا تعبت، هذا غير مشاكلي الصغيرة أنا وأهله لأني ساكنة معهم، وأنا متحملة منهم كل غلطة، وغير بروده الزائد الذي يفقدني أعصابي، أنا أحتاج إلى رجل يحبني ولو يقول لي كلمة واحدة حلوة! يلاعبني يمزح معي، يعطيني حقوقي كلها مثل ما أنا أعطي له، هل أنقص عليه من حقوقه ليحس؟؟ وإلا فما العمل؟؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nunnah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يسهّل أمرك، ويلهمك رشدك، ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.
فإن تقصير زوجك في حقك لا يبيح لك التقصير في حقه، وأرجو أن تجتهدي في أداء ما عليك واسألي الله الذي لك، واحرصي على معرفة الأسباب الحقيقية لذلك التغيرّ، فإنه إذا عرف السبب بطل العجب.
ولا شك أن مرحلة الخطوبة تختلف عن المرحلة التي بعدها، وليس من المصلحة أن تكون طويلة، ومن المخيف اشتمالها على خرجات وخلوات ومخالفات، فالخطوبة ما هي إلا وعد بالزواج، والعلاقات في تلك المرحلة لا تخلو من الخداع والمجاملات، ولكن بعد الزواج تظهر الأمور على حقيقتها، والعواطف المحرمة قبل الرباط الشرعي خصمٌ على السعادة الزوجية مستقبلاً، فاستغفروا الله على ما حدث من تقصير.
ومن طرائف ما ذكر في ذلك أن امرأة قالت لزوجها: لم أعد أسمع تلك العبارات الجميلة بعد الزواج، فقال لها الزوج: إن الصياد يضع الطعم للسمكة كي يصطادها لكنه لا يفعل ذلك بعد اصطيادها.
ولكننا نذكر الرجال بأن رسولنا صلى الله عليه وسلم كان ضحاكاً بساماً مع أهله يدخل السرور عليهم، ويشاركهم ويلاطفهم، وهو القائل بأبي هو وأمي: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي).
وأرجو أن تذكري زوجك بهدي النبي صلى الله عليه وسلم ولطفه مع أهله، مع ضرورة اختيار الأوقات المناسبة، وانتقاء العبارات اللائقة، والحرص على أن يكون ذلك بعيداً عن الناس؛ حتى لا يتدخل شياطين الجن أو الإنس، وإذا كان هذا الزوج يقوم بحقوقه الأساسية ويواظب على صلاته وطاعته، فنحن ننصحك بالصبر عليه، وفهم نفسيته، والاجتهاد في معرفة المؤثرات الخارجية، وننصحك بما يلي:
1- لا تُكثري من الشكوى من معاملة أهله، فإن هذا يوسع الفجوة، وتحملي من أجله، وتكيفي مع الوضع حتى ييسر الله لكما الأمر.
2- اهتمي بالتجديد في حياتك ومظهرك وديكور منزلك.
3- ذكريه بالأيام الجميلة واللحظات السعيدة في حياتكما.
4- أظهري له الاحترام خاصةً أمام أهله؛ حتى تحفظي مكانته، وتفوتي الفرصة على من يريد تحريضه ضدك.
5- إذا كان زوجك شديد الغيرة فلا تخبريه بكل صغيرةٍ وكبيرة.
6- ابتعدي عن مقارنته بالآخرين، فكل إنسان له سلبيات وإيجابيات.
7- قدري ظروفه، والتمسي له الأعذار، فقد يكون عنده ديون أو مشاكل في العمل.
8- أصلحي ما بينك وبين الله حتى يصلح الله لك ما بينك وبين زوجك.
9- أكثري من اللجوء إلى الله.
10- لا تخرجي المشاكل إلى خارج المنزل.
11- بادري أنت بالمداعبة والملاطفة، واجعلي بيتك مكاناً جاذباً.
12- اهتمي بطفلتك في طعامها وثيابها ونظافتها فإنها عنوان المحبة بينكما.
13- حافظي على أذكار الصباح والمساء، واطلبي من زوجك أن يشاركك في الذكر والصلاة والطاعة.
وفقكما الله لكل خير.