الوسواس القهري والاكتئاب يدمران حياتي، أنقذوني
2021-11-25 02:34:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.
لا أستطيع وصف حالتي، فأنا عانيت منذ سنة في البكالوريا من الوسواس القهري الفكري بكل أشكاله وصفاته، وبعدها أصبت بحالة اكتئاب شديدة، وحاولت الانتحار بلمس المصابين بكورونا لكنني لم أمت، أشعر أن روحي تخرج ومن ثم تعود، وأشعر أني وسط الناس أو في حلم أو في بالون كبير.
خف الاكتئاب، ولكنه لا زال مستمرا هو والوسواس، لكنه أصبح جزء مني، وتكيفت معه، وأشعر أني غير مستقر عاطفيا ونفسيا، وأهملت دراستي، وليس لدي القدرة على الحديث، وأصبحت لا أذهب للجامعة، ولدي كلام نفسي مستمر 24 ساعة، وكأن أحدًا يكلمني ويتكلم معي، عندما أمر في أي موقف وحدث، أحيانا أحب الناس جميعا، وفي اليوم ثاني أخلق حوارت حول شخص معين، وأتذكر مواقفه السيئة فأكرهه، عندما أمر في موقف أقوم بتغييره في نفس اللحظة، وأتذكر ما مررت به، وكأن دماغي يعيد كلامي ومواقفي، وتأتيني أفكار بأن والدي أو عائلتي سوف تموت، وأنا سوف أضحك، ولا أبكي، لأنني مررت بمواقف من موت عمي وخالي، وأنا لا أشعر بأي شيء، وسوف تنتقدني الناس وإني جامد العواطف.
أحيانا تأتيني نوبات اكتئاب شديدة، ولدي أرق شديد، وأحيانا لا أستطيع النوم ثلاثة أيام، وأيضا لا أشعر بنعاس أو خمول، وأشعر كأن النوم غير طبيعي، لا أستطيع كيف أصفه لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مرتضى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
أخي: أنت قمت بوصف حالتك بصورة جيدة جدًّا، وبالفعل أنت لديك نوع من الاكتئاب القلقي، لذا تجد أن الأفكار تتزاحم في خيالك في بعض الأحيان، ولديك طابع من الفكر في معظمه وسواسي، ويُعرف أن الوساوس مؤلمة لصاحبها، وهي تُولّد القلق الداخلي والمخاوف كثيرًا، وهذا يُؤدي أيضًا إلى زيادة في الاكتئاب.
الحالة -إن شاء الله- ليست مستعصية، ونصيحتي الأولى والمهمة جدًّا لك هي: يجب ألَّا تتعايش مع هذا الوضع، وهذه الحالات يتم علاجها بصورة جيدة جدًّا، وعليك أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي – أخي الكريم – فأنت محتاج لأحد الأدوية التي تُعالج الخوف والوساوس، وكذلك الاكتئاب النفسي، ومن أفضل هذه الأدوية عقار يُسمَّى (زيروكسات cr) هذا سوف يكون الدواء الأنسب لحالتك.
وفي ذات الوقت عليك أن تُحقّر كل هذه الأفكار السلبية، عليك أن تُنظم وقتك، أن تتجنب السهر، أن تمارس الرياضة، أن تتواصل اجتماعيًّا، وأن تجتهد في دراستك – أخي الكريم – ويجب أن تُدرك وبصورة مطلقة أن الإنسان يستطيع أن يُغيّر نفسه، {إن الله لا يُغير ما بقومٍ حتى يُغيروا ما بأنفسهم}، والإنسان يجب أن يكون دائمًا طالبًا للمعالي، ويُزوّد نفسه بحسن الأخلاق ومكارمها، ومن الأشياء المهمة جدًّا هي أن تكون لك رفقة وصُحبة طيبة، وأن تكون بارًّا بوالديك، كل هذا – يا أخي – يُعالج الاكتئاب، ويُعالج التوتر، وأنت في سِنٍّ صغيرة، والله تعالى حباك بطاقات عظيمة، فلا تُضيّعها أبدًا.
هذا هو الذي أودُّ أن أنصحك به، وحين تُطبق ما ذكرتُه لك من إرشاد إن شاء الله تعالى معنوياتك سوف تتحسّن، ونومك سوف ينتظم، وسوف تحس أن حياتك أصبح لها معنى.
إذا لم تتمكن من الذهاب إلى الطبيب فجرعة الزيروكسات CR – والزيروكسات بالمناسبة يُسمَّى علميًا باروكستين – تبدأ بتناوله بجرعة 12,5 مليجرام يوميًا، لمدة أسبوعين، ثم تجعلها 25 مليجرامًا يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم 12,5 مليجرام يوميًا لمدة شهرين، ثم 12,5 مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم 12,5 مليجرام مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء. هو دواء سليم وفاعل وغير إدماني، ويجب أن يتم تناوله بالكيفية والصورة والجرعة والمدة التي ذكرتها لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.