لا أشعر بقبول وانجذاب لمن اختارها أهلي زوجة لي!
2021-11-09 08:24:09 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أسأل الله أن يجزيكم كل الخير على نصحكم وإرشادهم أبناء المسلمين، وبعد: فأنا شاب تخرجت من الجامعة حديثاً وفي طور بناء الذات وتأمين ما يعين على الزواج وتأسيس أسرة.
مشكلتي أنني عندما بدأت بالبحث عن فتاة للزواج؛ ما حدث أنني لم أطرق باب أحد، وسرعان ما فاجأني أهلي بتقديم فتاةٍ لي ممن يعرفون، خلق الفتاة رفيع ولباسها مقبول، فهي من عائلة جيدة من عوامّ الناس، ولكنها ليست من المصليات للفجر، أو شديدات الالتزام.
تمّ التعارف ورأيتها عبر الفيديو عندما تحادثنا بمعرفة الأهل من الطرفين، ما حصل أنها أعجبت بي وتعلقت وأنا لم أدرِ مدى إعجابي بها، والداي مصرّان على أنها أفضل النساء وأنني لن أجد أفضل منها، إصرار الأهل أشعرني بالخوف على الرغم من أنني لم أشعر بالانجذاب إليها، كما أنّ وجودي في الغربة زاد من ترددي؛ لأنني لا أؤمن بالتواصل الافتراضي وسيلةً لتقرير مثل هذه القضايا المصيرية في الحياة.
صلّيت استخارة مرّاتٍ عدّة ولكن لم يُخلَق دافعٌ إيجابيٌّ تجاهها، لا أريد أن أخيّب أهلي فقد أحبوها وأهلها كثيراً، ولكنهم لم يتفهّموا عدم انجذابي إليها، وما يفعلوه دائماً هو تكرار مدحها على مسامعي.
في أحد الأيام، سألت الله أن يعطيني إشارة ما ترشدني منه إلى ما فيه الخير، وبعد أيام قرأت على موقعكم شكوى إحدى الأخوات عن زواجها غير الموفق، وكان اسمها موافقاً لاسم الفتاة التي أتحدث عنها، فأحسست أنها إشارة من الله بعدم الاستمرار، فهل هي إشارة؟ أخاف أن أستمر ولا أنجذب لها، أو أن أتركها وأندم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك ولدنا الحبيب في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يُقدّر لك الخير حيث كان ويُرضّيك به.
ونحن نوافقك الرأي – أيها الحبيب – في أهمية اختيار الزوجة، وأن تكون جامعة بين ما تحتاجه النفس وما يتطلبه الدّين، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أرشد إلى اختيار ذات الدِّين، فقال: (فاظفر بذات الدّين تربت يداك)، ولكنه مع ذلك لم يُنكر عليه الصلاة والسلام الدوافع والرغبات النفسية التي تدعو إلى نكاح المرأة، فقد تُنكح المرأة لأربعٍ: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها.
فلا يُنكر عليك أبدًا أن تبحث عن المرأة التي تنجذب إليها وتسكن إليها نفسك، ولكن نصيحتُنا لك ألَّا تكون مبالغًا في اختيار هذه الصفات، وأن تُدرك أيضًا أن جمال الروح وجمال الخُلق هو الشيء الذي يدوم في هذه الحياة وينتفع به الإنسان أعظم من انتفاعه بجمال الصورة والمنظر، وهذا لا يعني أبدًا أن تتزوج مَن لا ترغب فيها، وتسكن وتميل إليها نفسك.
فحاول إقناع والديك بالرفق واللين، وتودد إليهما بأنك لا تجد في نفسك رغبة في هذه الفتاة ما دمت لا ترغب فيها، والظنّ فيهما أنهما لن يُجبراك على ما لا تُريد وما لا تُحب، وإنما إصرارهما على زواجك منها بدافع ما يرونه من أنها الفتاة المناسبة لك، فإذا كنت لا تجد ارتياحًا ولا ميلاً إليها فنصيحتُنا لك ألَّا تتزوّجها، فإن الزواج عشرة طويلة، وأنت لا تزال في أوّل الطريق، فإذا كنت لا ترغب فيها الآن فربما يكون نفورك منها فيما بعد أشدّ.
وأمَّا ما ذكرت من أن اطلاعك على استشارة السائلة فيها موافقة في الاسم لاسم هذه الفتاة، وهل هذا إشارة إلى تركها؟ فالجواب أننا لا نستطيع الجزم بذلك، ولا تحتاج أنت إلى كل هذه التأويلات والتبريرات، فوجود الرغبة أمرٌ موجود في نفسك، تلمسه أنت، بحيث تستطيع أن تُقرِّر أنك ترغب في هذه الفتاة أو لا ترغب، فلست في حاجة بعد ذلك إلى أي إشارات.
ولا تتردد في عدم اختيارها إذا كنت لا ترغب فيها، وابحث عن الفتاة المناسبة، وستجد ولله الحمد، الفتيات كثيرات، ستجد مَن تميل إليها وترغب فيها، فذلك أدعى إلى دوام الألفة والمحبة بينكما، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر الواحد من الصحابة بأن ينظر إلى الفتاة التي يريد أن يخطبها، ويقول عليه الصلاة والسلام: (انظر إليها)، ويقول في بعض الأحاديث: (فإنه أحرى أن يُؤدمَ بينكما) يعني: أن تدوم الألفة بينكما.
نسأل الله تعالى أن يُقدّر لك الخير حيث كان، ووصيتنا لك مع ذلك أن تستشير المُحبين العقلاء عندما تجد الفتاة التي ترى أنها مناسبة، وتستخير الخالق سبحانه وتعالى، وسيُقدّرُ الله تعالى لك الخير.