افتضاح أمر صدقتي هل هو علامة على عدم قبولها؟
2021-11-17 00:25:55 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
عملت خيرا في الخفاء بنية طلب الستر لذنب ما، ولكي يتقبل الله توبتي، ولكن أهلي علموا بالصدقة التي قمت بها، وضربتني أمي وقالت نحن أولى لأننا بضائقة مالية، فهل هذا يدل على أن الله لم يتقبل صدقتي أو توبتي؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ mona حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.
لقد وُفقت – أيتها البنت الكريمة – حين علمت بأن الصدقة من الأسباب التي يدفع الله تعالى بها عن الإنسان المكروه، ومن ذلك الفضيحة، فإن الصدقات يُستدفع بها البلاء، وتُطرد بها المحن، وقد جاءت النصوص الشرعية الدّالة على ذلك.
وأصبت حين أخفيت صدقتك، فإن إخفاء العمل دليلٌ إن شاء الله على إخلاص صاحبه، وقد حثّ الله تعالى على صدقة السّر في القرآن الكريم في مواضع، كما حثّ عليها الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال سبحانه: {الذين يُنفقون أموالهم بالليل والنهار سِرًّا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون}.
وكان ممَّا ينبغي أن تعلميه قبل أن تتصدقي – أيتها البنت الكريمة – أن الصدقة على الأقارب أفضل، إذا كانوا محتاجين، فالصدقة على ذي الرحم صدقة وصِلة، كما جاء بذلك الحديث النبوي، والأجر فيها أكثر من الأجر على المحتاج من الأباعد، ولكن صدقتُك هذه لن تضيع، وسيتقبّلها الله ويُثيبُك عليها ما دمت قد عملْتِها مخلصةً لوجه الله.
فقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن رجلٍ في الأمم السابقة خرج يُريد أن يتصدّق في الليل، يُريد أن يُخفي صدقته، فوضع صدقته في يد مَن لا يستحق، الليلة الأولى وضعها في يد رجلٍ غني، فأصبح الناس يتحدثون أنه (تُصدِّق الليلة على غني) فحاول ثانيةً، وتصدّق في الليلة الثانية فوضعها في يد سارق، فأصبح الناس يتحدثون: (تُصدِّق الليلة على سارق)، فحاول للمرة الثالثة وتصدّق فوضعها في يد امرأة بغيٍّ، فأصبح الناس يتحدثون أنه (تُصدِّق الليلة على امرأةٍ بغيٍّ)، فأُوتيَ فقيل له: (أمَّا صدقتك فقد قُبلت)، يعني: لا تيأس ولا تحزن لكونك وضعتَ الصدقة في غير موضعها، فإن الله سبحانه وتعالى يُثيبُك على هذه الصدقة ويتقبّلُها منك بحسن نيّتك.
فاطمئني نفسًا، واهدئي بالاً، بأن الله سبحانه وتعالى سيتقبّل منك هذه الصدقة، وسيجعلُها دفعًا للبلاء عنك، وإذا أردتِّ أن تتصدّقي في المستقبل فابدئي بالأقرب فالأقرب، كما أرشد إلى ذلك الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
نسأل الله تعالى مزيدًا من التوفيق والسداد.