زوجي مقصر من جميع النواحي، فماذا علي؟
2021-11-21 01:08:12 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
أنا أم لولدين: (6 سنوات و 1 سنة).
زوجي يعمل في بنك، وأنا لست راضية عن هذا المكسب، عندما خطبني وعدني بأنه سيبحث عن عمل آخر، لكن للأسف مر على زواجنا 7 سنوات، ولم يغيره بعد.
وبما أن مرتبي الشهري أكثر من مرتبه، اقترحت عليه مرارا أن يستقيل وأساعده ببعض المال لتأسيس مشروع صغير نتعاون عليه ليكبر شيئا فشيئا، لكن بدون جدوى؛ لأنه ذو شخصية كسولة وغير طموحة بحيث يفضل المكوث في وظيفة مالها حرام، وأن لا يبذل جهد البحث عن عمل آخر، أو أن يغامر في مشروع جديد.
المشكل الثاني:
هو اللا مسؤولية؛ بحيث أنه لا يساعدني في اشغال البيت، علما أنني موظفة مثله، وأتحمل القدر الأكبر من المصاريف المادية للبيت، فأنا أتحمل أعباء المنزل كلها الداخلية: (تنظيف، أكل، رضاعة، تدريس، تنويم الأطفال...)، وخارجه (التسوق مجملا).
وما يزيد الطينة بلة هو اختلاف بعدنا الديني، فلا يواظب على الصلاة في وقتها، رغم نصحي الدائم له، لكي يأخذه الأولاد قدوة.
ومرة رآني أواظب على صلاة الفجر والأذكار، فقال لي إياك والتشدد!
فبينما أنا أعمل جاهدة لتربية الأطفال على أسس دينية: كحفظ القرآن، والمواظبة على الصلاة والأذكار منذ صغر السن، وهذا كله لا يعنيه ولا يعيره أدنى اهتمام.
لم أعد أستطع التحمل، وأشرح له دائما بالتي هي أحسن، وأطلب منه إصلاح نفسه لكن بدون جدوى، فلما أفكر في الانفصال أخاف أن يضر ولداي بهذا القرار، لكن نفذ صبري، خاصة أني أحس أنه لا يفيدني بأي شيء على جميع المستويات: الدينية المادية الأسرية والعاطفية.
فأرجو من فضيلتكم معرفة واجبي الشرعي في هذه الحالة؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ chaimaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب.
أولاً: نقول – أيتها الأخت الكريمة والبنت العزيزة – شكر الله تعالى لك كل ما تعانينه وتبذلينه في سبيل الحفاظ على أسرتك ورعاية أولادك، وكوني على ثقة تامة من أن الله تعالى لن يُضيّع عملك هذا، فقد قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً}.
وكل ما تُعينين به زوجك من المعروف – سواء النفقات المادية أو القيام بأعباء البيت والمنزل ورعاية الأبناء – كلُّ هذا من الخير الذي لا يضيع، بل هو محفوظ مدخر لك، فلا يأخذك همُّ ولا قلق ما دام الأجر مدخر والثواب محفوظ، وكان ينبغي لزوجك هذا أن يعرف هذا الفضل ويُعاملك بمقتضاه، فإن الله تعالى أمر الزوجين بحفظ هذا الفضل والنظر إليه وعدم نسيانه، فقال سبحانه وتعالى: {ولا تنسوا الفضل بينكم}.
ولكن إذا كنت أكثر منه إدراكًا لخطر مستقبل الأولاد عند التفرُّق وتعرُّضهم لما لا تُحمد عواقبه عند تفكك الأسرة؛ فهذا يدلُّ على رجاحة في عقلك أنت، وحُسن في دينك، وخوفًا من الله تعالى، وتقديرًا لعظم المسؤولية المُلقاة على عاتق الوالدين، فاستمري على ما أنت عليه من الاعتناء والرعاية لأولادك، والاهتمام بمستقبلهم.
وفي رأينا – أيتها البنت العزيزة – أن الموقف المطلوب منك هو محاولة إصلاح هذا الزوج وعدم اليأس من ذلك، وأن تستعيني بالأدوات التي يمكن أن تُؤثّر عليه، كالاستعانة بالأقارب الذين يمكن أن يكون لهم التأثير عليه، وتذكيره بالله تعالى، والمسؤولية، والأمانة، والسؤال، فإن الله تعالى سيسأله، لأنه راعٍ، وكلُّكم مسؤول عن رعيته.
فإذا لم يُفد فيه هذا التذكير وكان مُصِرًّا على أن يعمل في عملٍ محرَّمٍ فإن هذا يُسوّغ لك ويُبرِّر لك طلب الانفصال، ولكن هل هو القرار الأمثل والأفضل؟ هذا يحتاج إلى دراسة خاصة لواقعك، ومعرفة الأحوال التي ستنتقلين إليها عند مفارقة هذا الزوج، وأثر ذلك على أولادك، فإذا كانت المفاسد المنتظرة أكبر من المصالح التي ترجين تحقيقها فإن القرار الأفضل في مثل هذه الحال الصبر، والاحتساب، فإن الله تعالى أرشد المرأة عند فساد حال الزوج إلى الإصلاح، فقال: {وإنِ امرأةٌ خافت من بعلها نُشوزًا أو إعراضًا فلا جناح عليهما أن يُصلحا بينهما صُلحًا والصلح خير}، فالصلح خير من الانفصال، لما للانفصال عواقب على الأبناء وعلى الزوجة نفسها.
لكن إذا كان لا يُرجى لهذا الزوج صلاحًا وهو مُصِرًّا على اكتساب المال الحرام، وكنت مستغنيةً بنفسك وبدخلك، وقادرة على تربية أبنائك في بيتك؛ فإن طلب الانفصال ربما يكون رادعًا له وباعثًا له على تصحيح حاله وتغييرها.
فنصيحتُنا لك أن تدرسي الأمر من جميع جوانبه، وتُشاوري العقلاء من أهلك الحريصين على مصلحتك، ثم تستخيري الله تعالى، وبعد ذلك كله تتخذين القرار المناسب.
نسأل الله تعالى أن يُرشدك لأفضل أمورك، وأن يختار لك الخير حيث كان.