ما الطريقة التربوية الصحيحة في التعامل مع الطفل وتعليمه معنى الرضا والتقبل؟
2021-11-21 01:10:41 | إسلام ويب
السؤال:
أسأل من أجل صديقة لي، لديها طفلان بنت وولد بعمر ٧ و ٦ سنوات، ورزقت بمولودة جديدة، فكانت ردت فعل الطفل الولد أنه رافض لكون المولودة الجديدة بنتا، يريدها ولدا مثله! وتغير سلوكه وأخلاقه كثيرا، وحفظه، وإنجازه.
ما الطريقة التربوية الصحيحة في التعامل معه وتعليمه معنى الرضا والتقبل؟ وربما يكون غيرة أيضا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، وشكرًا لك على الاهتمام بأمر هذه الصديقة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُصلح لنا ولك ولها النية والذريّة، وأن يقرَّ أعيننا بصلاح الأبناء والبنات، وكم هي ضريبة هذه المشكلات التي تحدث من أطفالنا.
ونحن عمومًا نتمنَّى دائمًا لكل أمٍّ ولكل أبٍ أن يُهيئوا أطفالهم قبل مجيء هؤلاء، يعني: مجرد ما يحصل الحمل تُهيؤهم لاستقبال هذا المولود، لحُبّه، وأنه معهم، وأنه سيُشاركهم، وأنه حبيب لهم، وأنه ينتظرهم، وأنه يشبههم ... مثل هذه الكلمات للتهيئة مفيدة جدًّا لهم.
كذلك أرجو أيضًا هذا الطفل نُضاعف الاهتمام به، وأن يكون هناك وقت نوعي له. من المهم أن يكون لوالده دور كبير، يأخذه خارج البيت معه إلى المسجد، إذا كان هادئًا، إلى المتجر، إلى الأماكن النظيفة ... يعني: هذه الأشياء، حتى يُشتت انتباهه، ولا تكون فرص الاحتكاك بين أخته التي معه أو المولودة الجديدة يكون الاحتكاك كبيرًا.
كذلك أرجو أيضًا أن نقول له أنها تشبهه، وأنه يخدمها، وأنه يُحبُّها، وأنها تُحبُّه، (شوف كيف تنظر إليك، إنها سعيدة بك)، يعني مثل هذا الكلام، ثم نقول: (أصلاً هؤلاء الأطفال هبة من الله تبارك وتعالى، وهو الذي يهب، فهيَّ ندعو الله تبارك وتعالى أن يرزقنا أيضًا بأولاد، ليكونوا معك، يكون عندك إخوان وأخوات، والأسرة السعيدة دائمًا تسعد؛ لأن الإنسان يفرح بأخته، كما يفرح بأخيه).
أيضًا شغله بالأشياء المفيدة والمهمّة – يعني كما قلنا – ومشاركته في اللعب، وتخصيص وقت خاص له، يعني: الأم ينبغي ألَّا تُعطي البُنيات وقتًا أكثر منه، وحتى لو أنامت الصغيرة وجاءت وجلستْ معه ولعبتْ معه وجلست عند رأسه حتى ينام، حتى لا يشعر أن هناك مَن يسحب البساط منه من خلال هؤلاء البُنيات، بارك الله في الجميع.
وأيضًا نُعلّمه معنى الرضا – كما قلت – لأن هذا من الله، وهبة من الله تبارك وتعالى، ونحن نقبل هبة الله. نُبيِّن له أيضًا أن الإنسان بحاجة إلى أخواته (انظر عمَّك فلان، انظر والدك كيف أخته تُساعده وتفرح به، ويُحبُّها، وكلُّنا نحب أخواتنا، لأن الأخت هي سند الإنسان، وهي التي تقف معه، وما من رجلٍ إلَّا وهو سعيد بأخته، بل إن كليم الله موسى كان لأخته دور كبير جدًّا في إنقاذه من فرعون) مثل هذه القصص الجميلة التي تُبيِّن دور الأخت ومكانتها.
نسأل الله لنا ولكم ولهم التوفيق والسداد.