أعاني من القلق والتعصب، ما توجيهكم؟
2021-12-02 13:52:59 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
منذ فترة وأنا أعاني من القلق والتعصب، وقال الدكتور: إنه قولون عصبي، ولكن أنا ما اقتنعت لأن المشاكل مستمرة، أصوات بطن، وانتفاخ، وعدم تحسن من الإمساك.
منذ يومين شاهدت فيلماً اسمه a beautiful mind يتكلم عن مرض نفسي (الانفصام) ومنذ ذلك الحين، وأنا أفكر في الأمر، فكرت هل أنا موجود فعلاً؟! أسئلة كثيرة، وأصبحت أخاف من أن يكون هذا مرض نفسي بسبب مرضي الجسدي.
ما الحل؟ جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جميل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في إسلام ويب.
هنالك مجموعة من الأمراض تُعرف بالأمراض النفسوجسدية، بمعنى أنه يُوجد لها مكوّن نفسي قوي جدًّا، وغالبًا يكون هو السبب، وتظهر الأعراض في شكل أعراض جسدية.
من أهم هذه الحالات أو الأمراض أو الظواهر هو ما يُعرف باضطراب القولون العصبي، والتسمية الصحيحة هي: (القولون العُصابي)، بمعنى أنه مرتبط بالعُصاب – أي القلق – وهذا أحد التشخيصات الواهية جدًّا، لكنها كثيرة، بمعنى أن المعايير التشخيصية ليست دقيقة، لكن كل مَن لديه شيء من اضطراب في الجهاز الهضمي – كالذي يحدث لكَ – وإذا كان لديه أي جانب قلقي، إذا كان القلق قلقًا واضحًا، أو قلقًا مُقنّعًا، فالتشخيص يكون هو القولون العصبي أو العُصابي.
يجب أن تقبل هذا التشخيص، وهو ليس مشكلة كبيرة أبدًا، والذي ألاحظه من خلال ما ذكرته أنك بعد ما شاهدتفلما عن الانفصام، والذي يتحدّث عن مرض الفصام، أتتك هذه الفكرة، فكرة الوسوسة والخوف من هذا المرض، ونتج عن ذلك ما نسميه باضطراب الأنية أو عدم الشعور بالذات، أو التغرب عن الذات، وبدأت بعد ذلك تأتيك هذه الهواجس وهذه التساؤلات التي قد لا تجد لها أي حلول.
كلُّ هذا دليل أنك بالفعل لديك نوع من القلق، لديك قابلية للوسوسة، لديك قابلية للمخاوف، وهذه – أيها الفاضل الكريم – ليست أمراضًا، هذه ظواهر، كل الذي تحتاجه هو أن تُحقّر، وأن تتجاهل هذه الأفكار، وأن تسعى لتعيش حياة صحية.
الحياة الصحية بكل بساطة تتطلب ممارسة الرياضة بانتظام، تنظيم الوقت وإدارته بصورة صحيحة، وليكون للإنسان أهداف، وأن يتجنب الإنسان السهر، وألَّا يُؤذي الإنسان نفسه من خلال التدخين أو تعاطي أي مواد مضرّة، أن يحرص الإنسان على التواصل الاجتماعي، وأن ينمي الإنسان نفسه من خلال القراءة والاطلاع، وأن تكون لديه أهداف، وأن يُبدع الإنسان في عمله، وأن يحرص في عباداته، خاصة الصلاة في وقتها، ولابد للإنسان أن يكون منتميًا ووفيّا لأسرته، ويحرص دائمًا على بر والديه.
هذه – أخي الكريم – أحد المُحددات العلاجية السلوكية التي تُخلص الإنسان من القلق والتوتر، بل توظف القلق توظيفًا سليمًا.
أعراض الجهاز الهضمي هذه حقيقة تحتاج منك لجهد كبير فيما يتعلق بممارسة الرياضة، وهذا يُعتبر نوعًا من العلاج الأساسي.
كما أنه من الضروري جدًّا ألَّا تكتم الأشياء التي لا تُرضيك، كن رجلاً منفتحًا، تُعبّر نفسك أوَّلاً بأوّل، خاصة حيال الأشياء التي لا تُرضيك، عبّر عن ذاتك بصورة جميلة وطيبة ومُهذبة، وهذا حقيقة يرتقي بصحتك النفسية.
سيكون من الأفضل أيضًا أن تتناول أحد الأدوية البسيطة جدًّا التي تُساعدك في حالتك هذه، الدواء أساسًا مضاد للقلق وللأعراض النفسوجسدية، يُعرف باسم (دوجماتيل) هذا اسمه التجاري، ويُسمَّى علميًا (سولبرايد)، ابدأ في تناوله بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة عشرة أيام، ثم تناول الدواء بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناوله.
دواء بسيط جدًّا، وسليم، وفاعل، وسوف يفيدك كثيرًا إن شاء الله تعالى.
أشكرك على الثقة في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.