خاطب ولا أشعر بالراحة النفسية تجاه خطيبتي!
2021-11-25 06:42:23 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب خاطب منذ سنة، فقد اخترت من لديها الدين والخلق، والأهل، والأصل الحسن، ولكن منذ سنة وأنا لا أشعر بالحب والراحة النفسية تجاه خطيبتي، وأحس بالضيق في الصدر، والخوف والرهبة، وكلما حددت موعد الزفاف تعبت أكثر وكرهتها، وشعرت بالفزع منها، ولا أشعر بأي حب تجاهها.
أحيانا أشعر أنني أقبلها، ولكن سرعان ما يرجع شعور الخوف، والضيق في الصدر وعدم قبولها، وعندما أراها أفكر كثيرا، وأقرر أنني سوف أتزوجها لحسن خلقها، ولكن أرجع في قراري؛ لأني لا أشعر بحب تجاهها، كلما قررت أتزوجها أرجع وأتردد لعدم شعوري بالراحة وقبول.
ذهبت إلى الرقاة، ولكن لا جديد، قالوا: ليس بك أي شيء، وبعضهم قال: مس، وذهبت إلى طبيب نفسي، وقال: إنه وسواس، وإنه سوف يحدث مع غيرها، ووصف لي العلاج منذ أسبوعين، ولكن أتعبني العلاج، ولا جديد.
سألت الله كثيرا في دعائي، وصليت الاستخارة كثيرا، لا راحة، وأشعر بالضيق، والخوف والرهبة، فهل هذا عدم قبول لها أم هي حالة نفسية؟ أرغب الشعور بالسعادة والفرح عندما أقبل على زواجها، أريد أن أفرح بالحلال، صبرت سنة، قلت أهم شيء دينها وخلقها، ولكن لا جديد، أخاف أن أتزوجها وأضغط على نفسي ويستمر تعبي منها، رغم أنني أرى كثيرا من البنات في الخارج، ومنهن من يعجبني شكلها وأقبله، وأفكر في تركها عندما أراهن؛ لأنني بحاجة إلى السعادة، وأنني أريد أن أفرح بالحلال.
تعبت كثيرا، أنا في حالة حزن عميقة واكتئاب، أخاف أن أتركها فيحصل هذا مع غيرها، أفيدوني من فضلكم، فقد ضاقت بي الأرض.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُيسّر لك الخير، وأن يُصلح الأحوال.
لا شك أن الذي يختار مَن لديها الدّين والخُلق والأصل الحسن يكونُ قد استكمل الشرائط الأساسية في الحصول على زوجة تُسعده وتُعينه على مواصلة مشوار الحياة، ثم أيضًا مسألة الانطباع الأول الذي دفعك إلى القبول بها والارتياح معها هو الأصل الذي ينبغي أن تبني عليه، وما جاء بعد ذلك من نفورٍ أو تردُّدٍ للشيطان دخلٌ فيه، فالحبُّ من الرحمن والبُغض من الشيطان، (يريد أن يُبغض لكم ما أحلَّ الله لكم).
ونحب أن نذكّرك بأن دائمًا الشاب والفتاة أيضًا مع اقتراب المراسيم تأتيهم بعض المخاوف، لأن الآن العاطفة تتأخّر ويتقدّم العقل، الذي يُفكّر في المسؤوليات والمصروف، وكيف سينجح الزواج، كيف سنفعل ؟ ... هذا يجعل مثل هذه المشاعر، لذلك أرجو ألَّا تمضي معها، وإذا كانت الفتاة – كما ذكرت ولله الحمد – صاحبة دين وأخلاق وأهلها طيبين؛ فماذا بقي من الخير؟!
لا تفرّط في هذه الفتاة، واظفر بها تربت يداك، وتعوذ بالله من شيطانٍ لا يريد لك الخير، وإذا ذكّرك الشيطان بالسلبيات فتذكّر ما فيها من خُلق ودينٍ، وهي قمّة الإيجابيات، واجتهد دائمًا في ألَّا تفكر في هذا الاتجاه، ولا تتماد مع الأفكار السالبة، وأشغل نفسك بالمفيد، وتجنّب الوحدة فإن الشيطان مع الواحد، ونرى أن مسألة التحصين ومسألة قراءة الرقية الشرعية على نفسك أو الذهاب إلى رقاة أكثر تمكُّنًا ممَن يُقيم الرقية على ضوابطها الشرعي الصحيح، هذا الاتجاه السير فيه سيكون أيضًا مفيدًا، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك ولها التوفيق والسداد.
ونتمنَّى ألَّا تُظهر لها هذه المشاعر السالبة، حتى لا تكون عندها ردة فعل، ونحن نُرجّح أن هذه المشاعر فعلاً قد تحدث مع غيرها، والإنسان طالما وجد الشروط الأساسية فعليه أن يظفر بها، فأرجو أن تُكمل هذا المشوار، واعلم أن الصالحة صاحبة الأصل صاحبة الخُلق تُعين الزوج على الخروج من مثل هذا الضيق، فنسأل الله أن يُقدر لك الخير، وأن يجمع بينك وبينها على الخير.