كيف أتعامل مع معاكسات زملاء المهنة؟
2022-01-26 04:03:30 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي استفسار ماذا أفعل لكي أثبت على الصراط المستقيم؟
أنا فتاة عمري 22 سنة، أعمل طبيبة، بتقدير امتياز، قريبا بدأت العمل، ولكني أجد مضايقات ومعاكسات في مكان العمل من بعض الأطباء، وأنا لا أجيد التصرف، فكرهت نفسي، وأنا أحس أني بدأت التجاوب معهم؛ لأني في البداية كانت مواجهتي لهم قوية، ولكني ضعفت يا شيخ، ماذا أفعل والله إني فكرت أن أتخلى عن العمل، ما أعرف كيف أعمل؟ نرجو أن ترشدني، وتنصحني.
بارك الله فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك ابنتنا الفاضلة في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يُكثر من أمثالك من الحريصات على الخير، وأن يحفظك من كل شرٍّ وسوء، وأن يُلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.
سعدنا بهذا الرفض بالتنازل عن القيم والمبادئ، والفتاة لا تملك أغلى من حيائها بعد إيمانها بالله تبارك وتعالى، فاستمري في مقاومة تلك المحاولات البائسة، واحرصي دائمًا أن تكوني إلى جوار الزميلات وليس الزملاء، وتجنبي الخلوة بهؤلاء الأشقياء الذين يريدون أن يتجاوزوا هذه الحدود.
ونحن لا نؤيد فكرة الاستعجال في ترك العمل إلَّا بعد أن تتأكدي أنك على خطر، أمَّا إذا كانت الأمور تحت السيطرة، ونعتقد أن مثلك من الحريصات تستطيع أن تفعل ذلك، فتوقفي عن أي تجاوب مع أمثال هؤلاء الأشرار الذين يحاولون العدوان على خصوصيتك كامرأة.
واعلمي أن المرأة هي التي تملك القرار، فإن المرأة إذا تمسكت بحجابها وحيائها لا يستطيع أكبر رجل على وجه الأرض أن يُبادر، أمَّا إذا حاولت المرأة أن تتنازل - وهذا ما لا نريده - فإن عند ذلك يتجرأ عليها السفهاء، ولذلك المرأة تحجب نفسها، وتُبعد الرجال عنها أولًا بلجوئها إلى الله وبحجابها وكمال سترها؛ لأن الله قال: {ذلك أدنى أن يُعرفن} يعني يُعرفن بأنهن العفيفات، وبأنهنَّ الطاهرات، {فلا يُؤذين}، فازدادي التزامًا بحجابك، واجتهدي في البُعد الرجال، وتجنبي الخلوة حتى لو كنت في مكان، تجنبي أن تكوني وحيدة مع رجل، لأن الشيطان هو الثالث.
اتخذي ما شئت من الاحتياطات، ونؤكد مرة أخرى أن الفتاة المتدينة إذا تمسكت بقيمها ودينها فإن الله يحفظُها، وإذا كان هناك مجال للانتقال لمكان تتعاملين فيه مع النساء، فهذا هدفٌ كبير، وعلى كل حال: نتمنى ألَّا تصلي إلى مرحلة الخطر، وعندها سنقول: الدين أغلى، والرزاق هو الله تبارك وتعالى، لكن نتمنى أن تتخذي الخطوات التي ذكرناها، فإن تخريج أمثالك من الصالحات ينفع المؤمنات من أخواتنا وبناتنا؛ لأنهنَّ أيضًا إذا لم تُوجد طبيبات فسيتعرضن للخطر، ومع ذلك فالإنسان أدرى بنفسه، فإذا خشيت على نفسك، أو تيقنت من أنك يمكن أن تسقطي فعند ذلك عليك أن تختاري دينك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يوسّع عليك الرزق، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.