أعاني من نوبات هلع وخوف من الجلطات.

2022-03-09 01:58:02 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ..

منذ صغري جاءتني فترة وسواس من الموت فقط عند النوم بالليل، والحمد لله اختفى مع الوقت.

منذ سنة وأنا أعاني من وسواس فيروس كورونا، لدرجة أني اعتزلت العالم، وإذا لمست أي شيء أعقم يدي، خصوصا أني أعاني من الربو.

منذ مدة عملت فحص الجرثومة في المعدة، وتبين أنها موجودة، وتناولت العلاج واختفت، ولكن آلام المعدة بقيت موجودة، مع تشنجات بالوجه والفك، وثقل في الرأس، مع إحساس بالدوخة وألم في الرقبة والكتف، والإحساس بخدر اليدين والرجلين، وغازات وتجشؤ دائم، وإحساس بالحموضة دائما.

الآن تأتيني نوبات هلع وخوف بالليل وفي وقت النوم تحديدا، عندما أكون متوترا أو غضبان أو مجهدا نفسيا أو جسديا، أنام تقريبا لمدة ٢٠ دقيقة ثم أستيقظ، أشعر بالدوخة والبرد الشديد، مع ألم بالمعدة شديد، والشعور بالاستفراغ، وأتبول -أكرمكم الله- بكمية كبيرة، وأكون خائفا وفاقدا للتركيز، وأحس أنني سأموت أو سأصاب بالعمى أو بالجنون والانهيار العصبي، أو سوف أصاب بسكتة دماغية أو جلطة بالقلب، أحس بأن قطارا يمشي داخل رأسي، وأعتقد أنني أسمع كلاما داخل رأسي لا أعرف ما هو.

أشعر بأني فاقد للتركيز ومشتت، أدخل بهذه الحالة لمدة نصف ساعة، ثم بعد الصلاة على النبي وقراءة القرآن أرجع تدريجيا لطبيعتي، ولكن أنام وأستيقظ كل ٢٠ دقيقة، حتى يأتي الصباح.

في الصباح أصاب بالخوف من الجلطة والسكتة، ودائم المراقبة لنفسي وصدري ورأسي، وأخاف الموت جدا جدا، وأفسر كل ألم في جسمي بأنه جلطة أو سكتة أو هبوط حاد بالدورة الدموية، أفسر كل نغزة بالموت.

فما العلاج المناسب لحالتي؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يحيى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تمت الإجابة على استشاراتك السابقة، وهذه الاستشارة تُشير إلى بعض النقاط التي أوضحتها فيما مضى والتي قُمنا بالإجابة عليها.

أيها الفاضل الكريم: قلق المخاوف الوسواسي يُعالج من خلال التحقير، ومن خلال التجاهل التام، وصرف الانتباه. هذا الذي يشغلك - يا أخي - تتخلص منه من خلال حُسن إدارة وقتك، وأن تهتمّ بالأمور الأنفع في الحياة. الفكر الإنساني يُوجد في شكل طبقات، الآن أنت الخوف والقلق والوسوسة تشغل الطبقة الأولى، فلماذا - يا أخي - لا تستبدل هذه الطبقة الفكرية بما هو أنفع لك؟! .. العملية في غاية البساطة أخي الكريم.

أنت لديك درجة عالية جدًّا من اليقظة القلقية، تُفكّر في كل شيءٍ فيما يتعلق بصحتك وموضوع الجلطات وخلافه. هذا يجب أن يُحقّر - يا أخي الكريم - أنت شاب والله تعالى حباك بالصحة التامّة، وفقط يجب أن تعيش حياة صحية، أن تمارس الرياضة، أن تهتمّ بغذائك، أن تتجنّب السهر، وفي ذات الوقت تتجاهل وتحقّر هذه الوساوس.

هذا هو الذي أراه في علاج حالتك، وأي تفاصيل جديدة سوف تكون مجرد نوع من الحوار الوسواسي الذي يُعزّز الوساوس. التجاهل، التحقير، وصرف الانتباه هي المبادئ العلاجية، وأن تجد البدائل الإيجابية لنفسك في حياتك، وأن تجعل لحياتك معنى، وأن تجعل لها أهداف، هذا مهمٌّ جدًّا، وأن تعيش حياة صحيّة.

ولا مانع أبدًا من أن تُراجع الطبيب - طبيب الباطنية، طبيب الأسرة مثلاً - مرة كل أربعة أشهر من أجل إجراء الفحوصات العامة، هذا أيضًا يبعث فيك طمأنينة إن شاء الله تعالى.

أيها الفاضل الكريم: قطعًا تحتاج لأحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، وعقار (سيبرالكس Cipralex ) والذي يُسمَّى علميًا (اسيتالوبرام Escitalopram) سوف يكون دواءً مناسبًا جدًّا، إذا اقتنعت به فالجرعة هي أن تبدأ بخمسة مليجرام - أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام - تتناولها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة - أي عشرة مليجرام - يوميًا لمدة شهرٍ، ثم انتقل للجرعة العلاجية وهي عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى الجرعة الوقائية وهي عشرة مليجرام يوميًا لمدة أربعة أشهر، ثم خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

هو دواء فاعل، وسليم جدًّا، وغير إدماني، ويمكن أن تُدعمه أيضًا بعقار (دوجماتيل Dogmatil) والذي يُعرف باسم (سولبيريد Sulpiride) بجرعة كبسولة واحدة في الصباح لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net