خجلي من أبي هل يعد من العقوق؟
2022-03-30 23:59:04 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا أخجل من أبي عكس إخوتي، نادرا ما لا أخجل منه، لا أهتم فيه، وأحيانا أكرهه، فهو يوبخني لأنني لا أسلم عليه ولا أهتم به، علما أنه كان يسافر عندما كنت صغيرة، فهل تعتقد أن هذا سبب خجلي منه؟ وهل هذا من العقوق؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رغد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك (إسلام ويب) ونسأل الله أن يوفقك وأن يسعدك وأن يجعلك من البارات الصالحات التقيات.
ابنتنا الكريمة: الحديث عن الخجل من الوالد أمر غريب، ولابد أن يكون له سبب يدفع إليه، وقد يكون هذا السبب هو:
1- غيابه عنك في طفولتك لفترة طويلة، وهنا لا نعده خجلا بل نعده عدم تعود.
2- قد يكون طريقة الحديث الوالد لك أو توبيخه لك، وهذا نعده سلوكا تربويا.
3- وقد يكون هيبة من الوالد وحذرا من فعل شيء يترتب عليه عقوبة ما، وهذا يعد سلوكا نفسيا.
4- وقد يعد عقوقا إذا كان عن قصد وتعمد مع إمكانية السلوك المتزن.
5- وقد يكون بسبب سلوك معين أو معصية معينة، فالبعض راسلنا أنه يكره والده لأنه يشرب السجائر أو يفعل كذا أو كذا، وهذا سبب عند البعض يجعله نافرا من والديه.
إذا علينا أولا يا ابنتي أن نحدد السبب الذي من أجله يحدث هذا الصدود، ومن ثم نبدأ بالعلاج، وإذا لم تعرفي أي سبب من تلك الأسباب فإننا نوصيك بما يلي:
1- ترك مساحة قلبية للوالد في قلبك، وهذا يكون بحديث أمك عنه، وتذكر كل ما فعله لأجلك، مع أننا نكرر دائما أن بر الوالدين ليس مرهونا بإحسانهما إلى الابن، بل البر واجب أحسن الوالد أو لم يحسن، بل ذكر القرآن أن الوالد لو أجبرك على الكفر به لوجب عليك بره ومرافقته بالمعروف مع عدم طاعته في طلبه فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
2- التدرب على الحديث معه، ويمكنك البدء بالأمور المشتركة التي يحب الوالد الحديث فيها وتحبينها كذلك، فإذا لم توجد فليكن الحديث فيما يحب الوالد الحديث عنه، ويمكنك أن تبدئي برسالة جميلة لوالدك تخبريه فيه بحبك له وابدئي خطوة خطوة.
3- حدثي والدتك لتكون معينة لك على هذا الأمر، فهي تستطيع أن تفتح لك بابا وفي نفس الوقت يمكنها أن تكون جسرا سليما بين الوالد وبينك.
واخيرا: اعلمي يا ابنتي أنه لن يحبك أحد في الوجود مثل أبويك، فقد فطرهما الله على محبتك، هما فقط من دون الناس من يحبون بلا ثمن، يحبون بلا مقابل، يتمنيان لك الخير وإن كان على حساب سعادتهما، هذا أمر فطري لا يملكان فيه شيئا، فاستعيني بالله عز وجل، واستثمري وجوده قبل أن يرحل، نسأل الله أن يبارك لك في عمره وأن يحفظك ويسعدك.
والله الموفق.