كيف يمكن علاج الشذوذ الجنسي لدى الرجال؟
2023-03-12 00:36:58 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
كيف يمكن معالجة الشواذ جنسياً من الرجال؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ ملاك حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
بارك الله فيك على اهتمامك بهذه القضية الخطيرة على المجتمع.
أولاً: بالنسبة للشذوذ الجنسي يعتبر أمراً قبيحاً، فهو يمثل قمة الانحراف في السلوك الإنساني، وأول خطوة لعلاج الشواذ هو محاولة تغيير مفاهيمهم وأفكارهم حيال هذه الفاحشة، حيث إن معظم الشواذ جنسياً يلجؤون إلى ما يُعرف بالدفاعات النفسية، خاصةً دفاع النكران، أي عدم الاعتراف بالمشكلة، كما أن البعض منهم يلجأ إلى التبرير لسلوكه.
فلابد أن يقوم المعالج باختراق هذه الدفاعات النفسية التي يستعملها هؤلاء، ويتم ذلك بإرشادهم والتحدث إليهم، ومحاولة تغيير فكرهم، والسعي إلى صحوة ضميرهم، وتغيير إرادتهم، وهذا يكون دائماً بالحوار، وإشعارهم بالغلظة والقبح المتعلق بهذا السلوك، ولا بد للشاذ جنسياً أن يعرف أنه في حقيقة الأمر يقوم بإهانة نفسه وتحقيرها بممارسته لهذا السلوك، ولا بد أن يفهم أنه مرفوض من الناحية الاجتماعية والذوقية والأدبية، وفي الوقت ذاته لا بد أن يُشعر بأنه يمكن أن ينقذ نفسه، وأن يعود إلى حظيرة المجتمع المعافى والسليم.
الشيء الآخر هو لا بد للشاذ جنسياً أن يغير أي اقتناعات له بما تقوله جمعيات الشواذ جنسياً في بعض الدول الغربية، حيث إنه من المؤسف تماماً أنه قد أصبح لهذه الفئة من الناس جمعيات وقوانين، كما أن البعض من الشواذ يعتقد أن الذي أصابه هو أمر فطري ووراثي، ولا دخل ولا ذنب له فيه، هذا المفهوم أيضاً مفهوم خاطئ وليس بصحيح، ولا بد أن يتغير.
المبدأ الثاني في العلاج: هو أن يُشعر وأن يعرف الشاذ جنسياً خطورة هذا الأمر وحرمته من الناحية الدينية، وأن يعرف الذنب العظيم وما لحق بقوم سيدنا لوط عليه السلام، والعقوبة الدنيوية والعقوبة الأخروية المتعلقة بالشذوذ الجنسي.
ثالثاً: لا بد أن يكون هنالك نوع من الحوار المتبادل مع الشخص الشاذ جنسياً، حتى يصحو ضميره -إن شاء الله-، ويعود إلى رشده.
المبدأ الرابع في العلاج: هو تخير الصحبة، فالشاذ جنسياً في معظم الأحيان يتحرك وسط دائرة من الشواذ، أو يكون أكثر انتماء وولاء لهذه الدائرة، ومن هنا لا بد أن تكسر هذه الحلقة، وأن يتخير صحبة مختلفة من أصحاب الأخلاق الحسنة، والسلوك الطيب، فهذا بالطبع سوف يدعمه ويساعده كثيراً.
خامساً: إشعاره بالأمور الفطرية والغريزية، وأن يُقنع بأن الزواج من امرأة هو الأمر الغريزي والأمر الفطري، ومعظم الشواذ يرى أن هذا أمر بعيد المنال، ولا يناسبه، ولكن محاولة رفع ثقافته الجنسية فيما يخص العلاقة بين الرجل والمرأة يحسّن من رغبته واجتذابه نحو المرأة، وهذا قد يتطلب مقابلة معالج مختص.
سادساً: لابد للشاذ جنسياً من الرجال أن تُتاح له فرصة العمل في محيط طيب، فالعمل يشعر الإنسان بقيمته، خاصةً إذا كان العمل وسط مجموعة من أصحاب الأخلاق الحسنة.
ومن الضروري له أيضاً أن يتواصل اجتماعياً، وأن يُشارك في المناسبات التي تكون فيها المواقف الرجولية مطلوبة.
سابعاً: لا بأس من أن يقابل الشاذ أحد الأطباء النفسيين، وأن تُجرى له بعض الفحوصات الأساسية، خاصةً المتعلقة بمستوى الهرمونات، للتأكد من مستوى هرمون الذكورة لديه، والهرمونات الأخرى.
وهنالك بعض العلاجات الدوائية، وإن كان استعمالها في نطاقٍ ضيق، إلا أنه من تجاربنا ربما تكون داعمة أو مساعدة للبعض من هؤلاء الفئة من الناس.
وختاماً: يجب أن نسعى دائماً لتغيير خارطة التفكير لدى هؤلاء الناس، وإشعارهم أن هناك أملاً كبيراً جداً في تغيير سلوكهم، والعمل على بناء ثقة وصلة علاجية معهم، وانتشالهم من المجموعة المنحرفة، للاختلاط والتمازج والتواصل مع فئة من الناس من أصحاب الأخلاق والسلوك السوي.
وبالله التوفيق.