كيف أتخلص من التفكير فيما فعلته وأخطأت فيه سابقا؟ التفكير أتعبني!
2022-04-07 02:17:21 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا طالبة جامعية وحدث بيني وبين زميلي محادثات على وسائل التواصل الاجتماعي بمواضيع مختلفة غير محرمة، كأن يعلق على منشوراتي، ومرة سألني عن مرضي، ومرة لاحظت أنه متضايق فسألته عن حاله.
توقفت عن الرد على محادثاته قبل ٤ أشهر، الآن عرفت أن ما كنت أفعله خاطئ وتبت إلى الله، ولكن التفكير يسرق مني النوم ويتعبني ويتعب أمي التي تعلم بكل شيء ويسرق وقت العبادة مني، كيف أتوقف عن التفكير بالموضوع؟ وهل هذا يندرج تحت متخذات أخدان؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دانة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلكم معنا في أي وقت، ونسأل الله أن يعيينا وأياكم على طاعته، وأن يتقبل منا ومنكم صيام رمضان وقيامه، وأن يجعلنا فيه من عتقائه من النار.
أختنا الكريمة: إننا نحمد الله إليك تدينك، ومراقبتك لله -عز وجل-، وهذا طريق الاستقامة والفوز والسداد والصلاح، فالزمي الطريق ولا تحيدي عنه، فإن من زلت قدمه في المعصية قد يعتادها، وقد يصعب عليها العودة عنها، نسأل الله أن يحفظك من هذا الطريق.
ثانيا: من الأمور التي سعادتك على العودة والثبات، ونحن بدورنا نحثك عليها: تواصلك مع الوالدة في كل كبيرة وصغيرة، فليس هناك أحن عليك، ولا أحب إليك، ولا أشفق من والدتك، فالزمي هذا النهج بارك الله فيك.
ثالثا: بالطبع أنت تعلمين أن ما قمت به لا يجوز، وأنه كان بداية طريق لأمور لا يرضاها لك دينك، وقد ردك الله عنه فالحمد لله على منّه وفضله.
رابعا: أما معنى قوله تعالى (ولا متخذات أخدان) فهن النساء المتخذات أصدقاء من الرجال وأخلاء، قال الحسن البصري عن (أخذان)، يعني: الصديق، وعودتك عن الطريق من بدايته لا تجعلك تحت هذه الآية الآن والحمد لله.
خامسا: التفكير الذي يقلقك، ويسرق منك حتى عبادتك، هو مراد الشيطان الذي يريد أن يحزن كل مؤمن اتخذ الهدى طريقا، فلا تنشغلي به، ولا تعيره اهتماما، وبعد فترة من التغافل وعدم الاهتمام سيزول، واجتهدي في مسح كل وسيلة تواصل كانت بينك وبين الشاب، وإن استطعت كذلك أن تغيري حساباتك، فافعلي، ولعل هذا درس عظيم في عدم الالتفات عن طريق الاستقامة. والله قد علمنا ذلك حين سماها خطوات الشيطان، يبدأ خطوة خطوة، فاحذري أختنا الخطوة الأولى، فهي أشد وأخطر ولها دائما تبعاتها.
وختاما: أشغلي وقتك بالذكر، وعمريه بالطاعة، واعلمي أن الله غفور رحيم، بر ودود، يقبل على عبده متى أقبل عليه، أكثري من الدعاء أن يشغلك بالطاعة، وأن يصرف عنك كل شر، والله الموفق.