أمي تؤذيني بكلامها، فهل السفر بعيدا عنها من العقوق؟
2022-05-18 00:35:40 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أحب أمي حبا شديدا، أحاول دائما أن أبرها وأتقرب منها بكل ما استطعت من قوة، ولكنها دائما تسيء لي، وتفضل إخوتي علي، وتقلل من شأني أمام الآخرين، وتقلل من طموحاتي واختياراتي، لدرجة أنني فكرت أن أتزوج فتاة، وأخبرت أمي وكان ردها ماذا ترى فيك كي تقبلك وتتزوجك؟ بصيغة تقليل من شأني.
كنت أحتسب الأجر عند الله، واستمررت في الإحسان من كلام جميل وهدايا، والتكفل بمصروف شهري لها، تأخذ جل مالي؛ ليس محبة لها لكن خوفا من الله، ورغبة في رضاه فقط، حتى وصل بي الحال أنني لا أحب أن أتكلم معها لأنها تؤذيني بكلامها جدا، وتعبت نفسيتي، وأفكر أن أسافر بعيدا عنها، وأتصل بها كل فترة مرضاة لله، ولكنني أخاف أن يكون هذا من العقوق.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك هذا السؤال الذي يدل على حرصك على الخير.
ابننا الفاضل: نبشرك أن بر الوالدين طاعة لرب البرية سبحانه وتعالى، وأن إساءة الوالد أو الوالدة لا تقابل بالإساءة، وأنك مأجور على هذا الصبر على الوالدة وهو من أوسع أبواب برها، وإذا لم يصبر الإنسان على والدته فعلى من يكون الصبر؟! ولا يخفى عليك أن الوالدة تنال المرتبة الأولى في البر، والإنسان لا يقابل والدته مقابلة الند، فاستمر فيما أنت عليه من الخير، واتق الله واصبر، واعلم أن صبرك عليها تنال عليه الثواب العظيم عند الله تبارك وتعالى، ولذلك نتمنى أن تستمر في تحمل هذه المواقف التي تحدث، مع الاستمرار في معرفة الأسباب والأشياء التي يمكن أن تكون سبباً في هذا الذي يحدث.
ونقترح عليك الاستعانة بالأخوال والخالات الذين هم أقرب الناس للوالدة وكذلك طلب مساعدة الوالد على الأقل لتفهم أسباب هذا الذي يحدث، ولكن لا نؤيد فكرة البعد عنها، ولا فكرة الكره لها، ولا فكرة مقابلة إساءتها بالإساءة، ولكن استمر على ما أنت عليه من البر فأنت على خير كثير، ولا تسافر لأجل هذا الذي يحدث، بل احتسب أجرك وثوابك عند الله تبارك وتعالى، واعلم أنك مأجور على كل هذا، ونبشرك بقول الله (ربكم أعلم بما في نفوسكم)، أي من البر والرغبة في الخير والحرص على ما يرضي الله (إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا)، بل استمر في مزيد من اللطف حتى تقهر عدونا الشيطان الذي يريد أن يشوش عليك، يبعدك عن هذه الطاعة العظيمة التي هي رضا هذه الوالدة والعمل على إرضائها، لو لم ترض الوالدة فإن الله يرضى عنك لما تقدم من البر والإحسان، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يعينك على الخير، ونحيي مرة أخرى خوفك من العقوق وأنت -ولله الحمد- بعيد من العقوق، فاستمر على هذا الخير الذي أنت عليه، واعلم أن مهر الجنة غالي، ونسأل الله لنا ولك التوفيق، وللوالدة الهداية والعودة إلى الحق والخير والصواب هو ولي ذلك والقادر عليه.