هل يمكن دمج العلاج الدوائي والنفسي من أجل العلاج الشامل؟
2022-05-30 00:41:16 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أشكرك على الرد على الاستشارة الأخيرة، وعلى الإرشادات السلوكية، ولكن إكمالا لها كنت أسأل: هل أعود إلى ديبريبان فقط، أم يضاف له دواء آخر كالموتيفال أو الموتيفال فقط ؟
هل أحتاج إلى طبيب أو أدوية الأعصاب مثل ثيوتاسيد مركب، وفيتامين ب ١٢، وأتناولهم فعليا، أو أذهب لطبيب جهاز هضمي؟
بالمناسبة هناك تطبيق يدعى Ada استخدمته لفحص الأعراض، وأخبرني عن احتمال كبير أنني مصاب بـ (كرب ما بعد الصدمة المعقدة)، ما نصيحتكم لي؟
عند دمج العلاج الدوائي والنفسي من أجل علاج شامل وحقيقي للاضطرابات النفسية التي يعاني منها الشخص، فهل يتم البدء بالعلاج الدوائي ثم النفسي أم العكس، وهل يوجد أدوات أخرى بعد ذلك، وبعد تطوير المهارات؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ارحب بك -أخي- في الشبكة الإسلامية، يجب أن نتفق أن جميع الأمراض والحالات النفسية، حتى الأمراض الذهانية متعددة الأسباب وعلاجاتها يجب أن تكون متعددة الأبعاد، مع التفاوت في أهمية كل علاج، مثلا العلاجات النفسية هي العلاج الدوائي العلاج النفسي العلاج الاجتماعي، والعلاج الإسبريتشوال أي الروحي هكذا تسميه الكلية الملكية البريطانية للأطباء النفسيين، ونحن نقول هنا العلاج الإسلامي، هذه كلها يجب أن تتضافر مع بعضها البعض، ولا بد للإنسان أن يغترف من كل واحد من هذه المكونات حسب حاجته.
مثلاً بعض الحالات تحتاج إلى علاج دوائي أكثر، ودور العلاج الاجتماعي قد يكون بسيطا أو حتى العلاج السلوكي، دور العلاج الديني الإسلامي دائماً ثابت، على الأقل الإنسان يلتزم بعباداته ومن أعظمها الصلاة على وقتها. -فيا أخي الكريم- أنا أرى في حالتك أن تغيير نمط الحياة ليكون نمطاً إيجابياً من خلال التفكير السلوكي الإيجابي، والالتزام بالواجبات الاجتماعية، وممارسة الرياضة، والترفيه عن النفس أخي الكريم.
والتأهيل من خلال العمل هذا سيكون حقيقة مفتاح حقيقي لعلاج حالتك، فخذ مني هذا وطبق، وحسن إدارة الوقت تعني حسن إدارة الحياة، وتحديد الأهداف في الحياة أيضاً هي من مفاتيح الانفراج النفسي الكبير، وتطوير الصحة النفسية والأهداف ليس من الضروري أن تكون كبيرة، قد تكون صغيرة جداً لكنها مهمة جداً من الناحية النفسية، -فيا أخي الكريم- هذه هي الإجابة عن سؤالك والذي ورد في الفقرة الأخيرة من استشارتك، وأنا حقيقة شاكر جداً لسؤالك لأنه بالفعل مهم.
بالنسبة للبداية هل تكون بالعلاج الدوائي أم النفسي، كلاهما يمكن أن يكون في ذات الوقت، يعني حين أبدأ الدواء، في ذات اللحظة أبدأ أن أفكر إيجابياً هذا علاج نفسي، والعلاج النفسي ليس من الضروري أن يكون ما يمليه عليك المختصون، العلاج النفسي فيه أشياء كثيرة فطرية، كل إنسان يمكن أن يعرفها، مثلاً نقوم بالواجب الاجتماعي، أن نشارك الناس في أفراحهم في أتراحهم، أن أزور المرضى، أصل الرحم، أن أتفقد جاري هذا علاج، أن نصلي مع الجماعة في المسجد هذا علاج، أن أمارس الرياضة هذا علاج، -فيا أخي الكريم- يمكن أن تبدأهما كليهما مع بعضهما، لكن مثلاً في الحالات الذهانية كمرض الفصام، الاكتئاب الذهاني، الهوس، هنا العلاج الدوائي هو الركن الجوهري أو الأساسي في العلاج، ويجب أن نبدأ به، هذه نصيحتي لك.
لا داعي لإضافة الموتيفال للديبريبان، كلاهما متشابهان جدًا، والإكثار من الأدوية ليس أمراً طيباً، مقابلة الطبيب طبعاً شيء جيد إذا وجدت الطبيب الذي تراجعه من وقت لآخر، وتبني معه علاقة علاجية إيجابية فهذا لا بأس به أبداً. لست في حاجة حقيقة لأي مركبات فيتامينية، أو غيرها ما دامت فحوصاتك كلها سليمة، بالمناسبة الناس لديها مفاهيم خاطئة جداً حول استعمال الفيتامينات، الفيتامينات نعم هنالك حاجة وحاجة ملحة جداً لها في حالات كثيرة، ويجب أن يكون استعمال الفيتامينات قائما على نتائج الفحص، فيتامين ب 12 إذا نقص من خلال الفحص يجب أن أتناوله، فيتامين (د) إذا هنالك نقص في مستواه يجب أن أتناوله، وهكذا.
هذا، وبالله التوفيق.