أعزم على صلاة الفجر وتغلبني نفسي وأنام عنها
2022-06-15 03:54:20 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بالله عليكم ساعدوني، كرهت نفسي وحياتي، كل يوم أصلي الصلوات كاملة مع سنن الرواتب جميعاً وأحاول قدر الإمكان المحافظة على الأذكار، وكذلك أحاول ألا أرتكب المعاصي من سماع أغاني وإلى ذلك، ومن ثم أنام باكراً كي أستيقظ لصلاة الفجر، لكن عندما يرن المنبه أقوم بإطفائه وأكمل نومتي.
علماً بأني أكون متذكرة أن المنبه رن كي أنهض للصلاة، لكن لا أعلم ماذا يحصل لي حينها يصيبني شيء من الاستهتار الفظيع.
عندما أستيقظ أندم ندما شديداً على هذه الفعلة الشنيعة، والله يومي كله سيء، وأنا سيئة أيضاً،
وسؤال آخر لي فترة لا أشعر بلذة الخشوع في عباداتي أبداً، أشعر بقساوة قلب أو ليس قساوة إنما لربما لا مبالاة، وأنا كارهة بشدة لهذا الحال.
هذه اللامبالاة ليست فقط في ديني بل في كل شيء أشعر أن لا مشاعر لدي، فلا أفرح إن حصل شيء يستدعي الفرح، ولا أغضب إن حصل شيء يستدعي الإنسان الطبيعي للحزن.
علماً بأني كنت فتاة كل عمرها تعتبر الأولى في دراستها، وكنت لا أرضى لنفسي أن ينقصني نصف علامة، لكن الآن في الجامعة أنا في الحضيض، بمعنى الكلمة أحاول وأحاول فلا تنفع محاولاتي بشيء، ضائعة متخبطة دوماً في كل أموري، وامتحاني على الأبواب ماذا أفعل باللامبلاة هذه؟
جزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حنين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك ابنتنا الكريمة في استشارات إسلام ويب.
أولاً: لقد سعدنا بما وصفته من نفسك من المحافظة على الصلوات كاملة والرواتب والأذكار، وهذا من فضل الله تعالى عليك، فاشكريه على هذه النعم، واعلمي أن كثيراً من الناس حُرموا هذه النعمة الكبيرة، فاستشعري في نفسك عظيم فضل الله عليك، وهذا يدفعك نحو الزيادة.
اعلمي أيضًا – أيتها البنت العزيزة – أن الشيطان حريص كل الحرص على أن يصرفك عن هذا الطريق الذي سلكته بالتقرُّب إلى الله تعالى، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه كلِّها)، فهو حريص على أن يصرفك عن هذا الطريق، ومن ثمّ سيتبع أنواعًا من الحيل النفسية، فلا تستسلمي لوساوسه وأوهامه، واستعيني بالله، فإن الله علّمنا أن نقرأ في سورة الفاتحة {إياك نعبد وإيّاك نستعين}، فاطلبي من الله سبحانه وتعالى العون، وسيُعينك.
اعلمي – أيتها البنت العزيزة – أن الإيمان يزيد وينقص عند الإنسان، وهذه حقيقة أخبرنا الله تعالى بها في كتابه، وأخبرنا بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في سُنّته، وينبغي للإنسان المسلم أن يتخذ الأسباب التي تزيد في إيمانه، وألَّا ييأس حينما يشعر بنوع من الفتور أو القسوة في قلبه.
من الأسباب التي تزيد الإيمان: تذكُّر الآخرة، فينبغي أن تحرصي على سماع المواعظ التي تذكر لك الجنّة وما فيها من النعيم، والثواب الجزيل الذي أعدّه الله تعالى لأصحاب الأعمال الصالحة، وسماع المواعظ التي تُخوّف من عقاب الله تعالى، وتُرهّب من الوقوف بين يديه والحساب، فهذا من أعظم الأسباب التي تقوّي الإيمان في قلب الإنسان المسلم.
من الأسباب التي تُثبت الإنسان على الطاعة وتزيد في إيمانه الصحبة الصالحة، فاحرصي على ربط العلاقات بالفتيات الطيبات والنساء الصالحات، وأكثري من التواصل معهنَّ في الخير.
أمَّا ما تشعرين به من لامبالاة فربما يكون مصدرها شعورك بنوع من اليأس وعدم جدوى الاهتمام والحرص على التميز، ولكن هذه حيلة نفسية أيضًا يحاول بها الشيطان أن يصرفك عن النافع لك، فعلاجُ هذا – أيتها البنت الكريمة – أن تُجددي الأمل، وأن تعتقدي أن الغد أفضل، وأن المستقبل يحمل لك الخيرات الكثيرة، وأن الله تعالى لا يُعجزه أبدًا أن يُحقق لك آمالك، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يُحب الفأل، لأن التفاؤل يبعث على الإنتاج والعمل.
نسأل الله سبحانه بأسمائه وصفاته أن يأخذ بيدك ويُعينك على ما فيه الخير والنفع والصلاح.