أحببت فتاة وأريد الزواج بها، ولكن أهلها يريدون تزويجها لقريبها
2022-06-29 00:01:17 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا شاب بعمر 22 سنة، وفي آخر ثلاث سنين وقعت في حب فتاة، لا أستطيع الاستغناء عنها، وأستطيع أن أقسم بأني لم أمسها بشر ولا بذنب، حتي كانت علاقتنا سرية جداً خوفاً من أهلي وأهلها.
بعد طول هذه المدة جاء شخص قريب لها وأراد خطبتها، وهي ترفض بشدة، وأنا أيضاً أرفض ذلك، فلا أريد الاستغناء عنها.
أريد أن أعلم موقفي الشرعي وبالتحديد هل ما فعلته صواب أم خطأ؟ علماً بأنها لا تريد ذلك الشخص، وأهلها يمارسون عليها الضغوط لقبولها به، وهي تريدني أنا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mosab حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن تكون بخير، وأن يرزقك الزوجة الصالحة التقية النقية التي تسعدك في دنياك وآخرتك.
أخي الكريم: دعنا نتحدث إليك عبر نقاط محددة ليسهل الوصول إلى مقصودنا:
أولاً: إننا نحمد الله إليك تدينك، وحرصك على طاعة الله عز وجل، ونحمد الله إليك حسن نيتك، وقد بدا من خلال حديثك أنك شاب صالح تريد الخير لنفسك ولأسرتك، نسأل الله أن تكون أفضل مما نظن.
ثانياً: لا يستطيع أحد من أهل العلم أن يقول لك: إن ما فعلته من حديث لفتاة لا تحل لك من وراء أهلها هو أمر مشروع، وأنت نفسك في قرارتها لا ترضى أن يتواصل أحد مع أختك من وراء ظهركم ولو بقصد الزواج، وعليه فالحكم الشرعي واضح -أخي- ولا يحتاج إلى فتوى.
ثالثاً: الذي ينبغي عليك أن تجعله نصب عينيك الآن: الهدوء، هدئ روعك، فالأمر بيد الله وهو قادر على كل شيء، الهدوء يجعلك تتخذ القرار الصحيح، ولا تتهور فتفسد أكثر مما تصلح، ونسأل الله أن يوفقك للخير وأن يقدره لك حيث كان.
رابعاً: أعلمك وفقك الله أن من كتبها الله لك زوجة هي معلومة ومقدرة لك من قبل أن يخلق الله السموات، والأرض بخمسين ألف سنة، والله لا يقدر لعبده إلا الخير، فقد روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب، فكتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء ".
إذا كانت هي زوجتك فستكون وسترى الخير في ذلك، وإن لم تكن هي من قدرها الله لك زوجة فلن تكون ولو جيشت الدنيا كلها، وستعلم في الخاتمة أن اختيار الله لك كان أفضل مما أردته لنفسك.
خامساً: السؤال الذي يجب أن تجيب عليه الآن: هل أنت قادر على التقدم لها أم لا؟ هذا السؤال ضروي جداً الجواب عليه، فالعرب تقول: ثبت العرش ثم انقش، فإذا كنت -أخي الكريم- غير مستعد للزواج، فهذا يعني أنك تتعب نفسك، وتجهدها بأمور فوق طاقتها، واعلم أن العين ترى غير المقدور عليه بما ليس عليه، فلا تتعب نفسك وسنخبرك بما يجب أن تفعله بعد قليل.
إن كنت مستعداً للتقدم للخطبة ومن ثم الزواج، والفتاة على دين وخلق، ولن تجد معارضة من أهلك، فتقدم لها بعد أن تستخير الله عز وجل، فإن أتم الله الخطبة فهو الخير، وإن لم يتم فهو الخير.
سادساً: إذا كنت غير مستعد للزواج فننصحك بما يلي:
1- لا تقف حائلاً بين الفتاة وأهلها، بل عليك أن تتقي الله، وأن تنسحب فورًا، فأنت لا تعلم متى تكون قادراً، وإذا كنت قادراً هل سيوافق عليك أهلها أم لا؟ وكذلك أنت نفسك هل سترغب في الإتمام أم لا؟
احسم الأمر وأوقف تواصلك معها، ولا تخرب حياتها مع أهلها أو مع من تقدم لها إن تمت الموافقة، دع الفتاة وانزعها من قلبك -يا أخي- فهي أجنبية عنك، ولا تستمع للوهم الذي بداخلك من أن هذا نهاية الحياة أو نسيانها أمر محال، كل هذه أواهام تتبدد، فارض بقسم الله عز وجل، ومن رضي فله الرضى كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم.
2-لا تعلق آمالك على غيب لم تصل إليه، ولا تضيق واسعاً، واعلم أن مدارك المرء كل يوم تتسع، وما يريده وهو في بداية العشرين قد لا يرغب فيه بعد ذلك، ولعل الله ادخر لك من هي أفضل لك منها، أو علم أن زواجكما سيجلب عليك ما لا تقدر عليه.
3- اجتهد في البحث عن عمل، وحاول أن تبني نفسك بحيث تكون مستعداً للزواج، وعندما تكون قادراً يمكنك التقدم إلى من شئت، وساعتها لن تعيش تلك المعاناة أو هذه الحيرة.
4- ضع هذه الآية نصب عينيك تسعد وتنجو : {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحًا حتى يُغنيهم الله من فضله} هذا هو الطريق الآمن وغيره هو الهلاك والفساد والدمار، فاسلك طريق المعافاة، واعلم أن القلب إذا امتلأ طاعة وإيماناً، وتوكلاً على الله، هان عليه ما صعب اليوم، وأمكنه أن يتجاوز ما توهم أن تجاوزه مستحيلاً، فاستعن بالله واطلب العفاف في دينك حتى تسلم دنياك.
5- يعينك على تجاوز هذا كثرة الصيام، مصداقاً لقوله عليه الصلاة والسلام في حديث ابن مسعودٍ: (يا معشر الشباب، مَن استطاع منكم الباءة فليتزوَّج؛ فإنه أغضُّ للبصر، وأحصنُ للفرج، ومَن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء).
هذا هو الطريق أخي الكريم، ونسأل الله أن يثبتك على الحق حتى تلقاه، والله الموفق.