حلمت بأني سأتزوج بمن ألتقيت به في الملتقى.. ما نصيحتكم؟
2022-07-18 00:19:50 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله والصلاة على رسول الله.
أنا فتاة في ١٥ من عمري، كنت قد ذهبت إلى ملتقى ثقافي حدث عندنا في وطننا، وهناك التقيت بشاب عمره ١٧ سنة، وأعجبت بشخصيته لكن لم أدخل معه في أي علاقة محرمة، عدت من ذلك الملتقى منذ ٥أشهر تقريبا، ومن حينها وأنا أدعو الله أن يكون من نصيبي، البارحة في ليلة من ليالي ذي الحجة دعوت الله أن يكون هذا الشخص من نصيبي، ثم صليت الفجر، وذهبت إلى النوم، وحلمت أنه يخطب فتاة أخرى، ثم فسرت الحلم، وكان هناك عدة تفسيرات وأحدها كان أنني سأتزوج بهذا الشخص، هل هذه إشارة من رب العالمين أنه قد تم استجابة دعائي أم ماذا؟ وبارك الله فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ حلا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك ابنتنا الكريمة في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح، وأن يسعدك في الدنيا والآخرة، وأن يتقبل منك كل عمل صالح تقومين به.
ابنتنا الكريمة: إننا نحمد الله تعالى حفاظك على تدينك، وعدم الانجرار خلف أماني الشيطان ووساوسه، وودنا لو كان الأمر من البداية مغلقا دون مجرد التفكير، لكن ما حدث قد حدث، وقبل أن نجيبك على سؤالك لا بد من الحديث عن أصلين هامين، هما أصل كل فلاح، ورأس كل طمأنينة، فانتبهي ابنتنا لما سنذكره:
أولا: من الأمور القطعية أن قضاء الله نافذ، وأن الله قدر المقادير من قبل أن يخلق السموات والأرض، فقد قال صلى الله عليه وسلم: " قَدَّرَ اللَّهُ الْمَقَادِيرَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِخَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ " وعليه فمن قدره الله لك زوجا سيكون، فاطمئني، واعلمي أن الله لا يقدر لعبده إلا الخير.
ثانيا: الذي يعلم ما يصلحنا وما لا يصلحنا هو خالقنا وحده سبحانه، وعلمنا من الحياة أن العبد قد يتمنى الشر وهو لا يدري، وقد يرفض الخير ويكرهه دون أن يشعر وقد قال الله تعالى : "وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُون" وهذا يعني: أن الإنسان قد يقع له شيء من الأقدار المؤلمة، والمصائب الموجعة، التي تكرهها نفسه، فربما جزع، أو أصابه الحزن، وظن أن ذلك المقدور هو الضربة القاضية، والفاجعة المهلكة، لآماله وحياته، فإذا بذلك المقدور منحة في ثوب محنة، وعطية في رداء بلية، وفوائد ظنها مصائب، وكم أتى نفع الإنسان من حيث لا يحتسب! والعكس صحيح: فكم من إنسان سعى في شيءٍ ظاهره خيرٌ، واستمات في سبيل الحصول عليه، وبذل الغالي والنفيس من أجل الوصول إليه، فإذا بالأمر يأتي على خلاف ما يريد، ويأتيه الشر من حيث أراد النجاة.
ومن هاتين القاعدتين نقول: إن الفتاة الصالحة المسلمة هي التي تغلق قفل قلبها، ولا تسمح لأحد بالمرور عليه حتى يطرق الباب الشرعي لذلك، وما ضل من ضل، ولا سقط من سقط، ولا ضاع من ضاع إلا خلف سرب من الأماني التي أغوته فاتبع هواه، ثم ندم حيث لا ينفع الندم.
ابنتنا الكريمة: لقد رأيت من ظاهر الشاب ما أعجبك، ودعوت الله أن يكتبه لك، ولكنا لا نعلم هل ظاهر الشاب كباطنه أم لا، وإن كان صالحا في نفسه، هل سيكون حسن السيرة في زواجه أم لا، وهل هو قادر من حيث المادة على تكاليف الزواج أم لا، كلها أسئلة لا ينبغي لك أن تنشغلي بها، بل الواجب عليك أن تسلمي لله الأمر، وأن تكثري من الدعاء أن يرزقك الله الزوج الصالح الذي يسعدك في الدنيا والآخرة، هذا هو الواجب دون غيره.
وأما ما رأيته في المنام فلا نستطيع أن نحكم فيه بقول، ولا أن نفسره على رأي واحد، لذلك ننصحك أن تتركي هذا التفكير، وأن تبتعدي عن التدبير، واتركي الأمر للمدبر يفعل ما يشاء، وانشغلي أختنا بما يصلحك وما يزيد من إيمانك، وما يجب عليك تجاه والديك وأهلك وبيتك.
نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، والله الموفق.