أيهما أفضل إكمال دراستي أم السفر إلى زوجي لحاجته إلي؟
2022-08-30 04:19:23 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالبة طب أسنان، أكملت سنتين وتزوجت من رجل صاحب خلق ودين، وهو يدرس في السعودية، وأخبرني بأنه متعب كثيرًا بسبب الفتن في هذا الزمان، ويحتاج لي، خائفة عليه كثيرًا، ومحتارة هل أبقى في بلدي وأكمل دراستي وفق رغبة أهلي، أم أسافر إلى زوجي حتى يكمل دراسته؟
أفيدوني جزاكم الله خيرًا، فأنا والله في حيرة، استخرت الله كثيرًا ولا أعرف ماذا أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أيمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك –ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب.
نسأل الله تعالى أن ييسّر لك الخير، ويُقدّره لك حيث كان، ونشكر لك حرصك على الحفاظ على زوجك، وخوفك عليه، وهذا دليلٌ على رجاحة في عقلك، وحُسن تدبير بشؤونك، ونسأل الله تعالى أن يوفقك ويختار لك ما فيه الخير.
وتخوُّفك –أيتها البنت العزيزة– وتردُّدك أمرٌ متفهّم في محلّه وموضعه بلا شك، فما أنجزته من الدراسة يجعلك أمام خيار صعب في أن تُضحي بما بقي، وخوفك على زوجك خوفٌ متفهم كذلك، ولا ينبغي إغفاله، ولهذا نحن نُشير عليك وننصحك، وليس من باب الحلال والحرام، وإنما الاختيار والترجيح.
فإن كان زوجك يقدر على أن يأتي إليك في بعض أيام السنة، وتذهبين أنت إليه في بعض أيامها، ولو تعبتم في الناحية المادية وتكلّفتم بعض التكاليف المالية، إن كنتم تتمكّنون من هذا فهذا خير الأمور، مع إيصاء زوجك بالصبر، وأن الأمور قريبًا ستنفرج، وأنه لم يبق من إكمال دراستك إلَّا القليل، والنفسُ عادتُها أنها إذا أُطمعتْ تَسلَّتْ، فإذا تمكّنتُم من هذا فهذا خيرٌ -إن شاء الله-، من أن تتركي إكمال دراستك، وقد بذلتِ فيها وقتًا ومالاً وجُهدًا.
أمَّا إذا تعذّر ذلك وكنت أمام خيارين: إمَّا أن تُطيعي زوجك، وهو لا يرضى إلَّا أن تذهبي إليه، مع خوفك عليه أن يقع فيما حرَّم الله تعالى عليه، فرأيُنا في هذه الحالة أن تستعيني بالله سبحانه وتعالى، وتذهبي إلى زوجك، وبإمكانك أن تُوقفي دراستك وقيد دراستك المُدة التي يمكن أن تذهبي فيها إلى زوجك، وتنقضي حاجته، ثم تعودين بعد ذلك لإكمال ما بقي من دراستك.
فهذا هو الميزان الذي ينبغي أن يُتبع في المقارنة بين المصالح والمفاسد في هذه الحالة.
نوصيك باللجوء إلى الله سبحانه وتعالى، والإكثار من دعائه، وأن تُذكّري زوجك بذلك أيضًا، وأن تستخيري الله تعالى في أمرك، وسيُقدِّرُ الله تعالى لك الخير.