خطبني رجل من بلد آخر والظاهر أنه مسحور
2022-08-31 00:10:55 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
خطيبي من بلد آخر، وعندما أتحدث معه عبر الفيسبوك كأنه ليس هو من يتكلم معي، فمرة يتكلم بصيغة الجمع، مثلاً قال لي مرة: إنكم أنتم كذابون وخونة.
علماً بأني لم تحدث بيننا أي مشكلة تدعو لأن يقول لي هذا الكلام! وشككت أن الذي يتكلم معي جان، فقلت لهم: أنتم من الكذابين والخونة، ليس نحن، فيقول: نحن أحسن منكم.
كذلك غيرها من المرات التي تكلم فيها بصيغة الجمع، ومرة قال لي: إنه تزوج اليوم والليلة دخلته، وبأنها تحبه أكثر مني، وبأنه لا أحد يمكنه رؤيتها، وبأنها أحلى مني، ويضحك كثيراً، وهو يقول هذا الكلام!
علماً بأنه في حالة سحر، ومن أعراضه الامتناع عن الأكل والشرب، وحصول النوم الكثير والانطواء في الغرفة، وعدم الخروج من المنزل، والتغير في صوته، والإحساس بضيق صدر وخوف وألم في المعدة، وعصبية شديدة طول الوقت.
سؤالي هو: هل يمكن أن يتكلم معي الجن الذي يسكنه على الهاتف؟ وأيضا كتابته على الفيسبوك، وهل يمكن أن يكون لديه مس عاشق؟ ومن حيث هذه الأعراض التي ذكرتها ما هو نوع السحر؟ هل مأكول أو مشروب أو غيره؟ وهل هناك شيء يمكنني فعله أساعده به غير الدعاء؟ بحكم أني بعيدة عنه، هو في بلد وأنا في بلد آخر.
أريد أن أساعده جداً، وآخر سؤال: هل هناك احتمال أن يقتله هذا النوع من السحر؟ لا قدر الله، وشكراً جزيلاً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ نريمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك - ابنتنا العزيزة - في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يُقدّر لك الخير، وأن يُتمِّم لك سعادتك.
لم نفهم – أيتها البنت العزيزة – مقصودك بالخطبة التي ذكرتِها في سؤالك، وأن هذا الرجل خطيبك، هل تقصدين أنها مجرد خطبة بدون عقد شرعي أم أن العقد قد حصل؟ فإن كانت مجرد خطبة من غير عقد الزواج فهذا الرجل لا يزال أجنبيًّا عنك، وننصحُك في هذه الحالة أن تلتزمي أحكام الشرع في التعامل معه، وأن تقفي عند الحدود التي حدَّها الله تعالى وحدَّها رسولُه في تعامل المرأة مع الرجل الأجنبي، ومن ذلك الخاطب.
هذه النصيحة إنما نُوجُّهك إليها – أيتها البنت العزيزة – لأنك تعلمين أنه قد تنتهي هذه الخطبة إلى غير زواج - ونسأل الله تعالى أن يُقدّر لك الخير ويختار لك ما فيه سعادتُك- وإذا كانت الأمور كذلك؛ فلا ينبغي أبدًا أن تتعرَّضي لشيءٍ أو تفعلي شيئًا اليوم تندمين عليه غدًا، فنصيحتُنا لك أن تعاملي هذا الرجل معاملة الرجل الأجنبي، بأن تلتزمي في تعاملك معه بالحدود والآداب الشرعية، من ذلك ألَّا تضعي حجابك أمامه، ومن ذلك ألَّا تُكلميه بكلامٍ فيه إثارة للغرائز ونحو ذلك، فقد قال الله تعالى: {فلا تخضعنَ بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض}.
إذا احتجتِ إلى الحديث معه فينبغي أن يكون هذا الحديث ملتزمًا بالضوابط الشرعية، كأن يكون حديثًا فيما تدعو الحاجة إليه من ترتيب الأمور ونحو ذلك، وينبغي أن يكون بحضور أُمِّك ونحوها من النساء، حتى تتجنّبي محاولات الشيطان لإيقاعك فيما لا تحمد عاقبتُه.
هذا من حيث ضبط هذه العلاقة مع هذا الرجل، وهذا لم تسألي أنت عنه، ولكنّ الموقف يستدعي أن نُذكّرَكِ به.
أمَّا عمَّا يُعانيه هذا الرجل فلسنا نملك تشخيصًا دقيقًا، وأنه مُصابٌ بالسحر أو لا، وكلُّ هذه الاحتمالات التي تذكرينها من أن المسّ الشيطاني هل يمكن أن يتكلّم على لسان الممسوس أو لا؟ الجواب: نعم، يمكن أن يتكلّم على لسان الممسوس، ولكنّا لا نستطيع أن نجزم بذلك في هذه الحالة.
إذا كان هذا الرجل يُعاني من كلِّ ما تذكرينه ويتكلّم بهذه الطريقة التي ذكرتِها معك، والمرحلة لا تزال مرحلة خِطبة، فكيف سيكون الحال بعد الزواج؟ ولهذا ندعوك إلى التريُّث والتروّي وإعادة النظر في موضوع الزواج بمثل هذا الإنسان، وتقليب الأمر واستشارة العقلاء من أهلك، واستخارة الله تعالى، حتى تهتدي إلى الرأي الصواب.
نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يهديك لأرشد أمورك، وأن يُقدّر لك الخير حيث كان.