أريد التخلص من سرعة الغضب، فما أفضل طريقة؟
2022-09-06 01:03:50 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولاً أنا متأسفة جداً لأني أعرف أني أكثرت من الاستشارات النفسية، أتمنى أن هذا لا يزعجكم، وأنا شاكرة لكم صبركم وجميع إجاباتكم على أسئلتي السابقة.
هذه المرة عندي استشارة أحتاجها ربما أكثر من أي استشارة أخرى، وهي مشكلة التحكم بالغضب، حاولت البحث عن حلول عن طريق الإنترنت ولكن لم أنجح، على سبيل المثال كثير من ينصحني بالوضوء والاستعاذة من الشيطان، ولكن سبحان الله حالما أغضب أنسى شيء اسمه شيطان، أنسى شيء اسمه وضوء، وأسمح للغضب أن يتحكم فيّ.
هذا الغضب للأسف بدأ منذ الطفولة، عندما بدأت والدتي -سامحها الله- باستعمال أسلوب الضرب لأجل الدراسة، وهي سريعة الغضب، ومع مكوثي معها وقت الدراسة في الطفولة ورؤيتها وهي تغضب وتضرب، تشكل فيّ الغضب أنا أيضاً، ولا أقصد إلقاء اللوم عليها، فهي تحبني وأسلوبها هو أسلوب الغالبية من جيلها، فأنا أستسمح لها العذر.
ومع أني و-لله الحمد- كبرت، وموظفة، إلا أن الغضب لم يذهب، مع أني أصبحت لا أتعرض للضرب الآن طبعاً بعدما كبرت، أريد حلًا سلوكيًا لأني أتمنى أن تصبح أعصابي هادئة لأرتاح.
شكرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك أيتها الفاضلة في استشارات الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى أن يمتّعك بالصحة والعافية.
أولاً: نقول لك -الحمد لله- أنك ما زلت تحفظين الودّ والاحترام والتقدير للوالدة، وهذا بالتأكيد نوع من البِرِّ والإحسان. نعم الابن – أو الابنة – قد يكون ممتحن أو مُختبر في سلوك أحد والديه أو كلاهما، وعلى المرء أن يصبر ويحتسب كلما تعرَّض له من أساليب الأذى الجسدي أو النفسي، وأن يعلم أنه رغم كل ذلك فإن الوالدين فضلهم عظيم، وليس لنا الحق في مقاضاتهم أو رفع الشكاوى ضدهم، وأمرهم يُترك لله وحده، هو الذي يُحاسبهم على أفعالهم، وربما يكون كل ما حدث هو من أجل التربية والتعليم، وإن اختلف الأسلوب.
فالغضب سلوك انفعالي مثله مثل الانفعالات الأخرى، كالخوف والحزن والسرور، وله مسبِّباته، سواء داخلية أو خارجية، وفيه ما هو مذموم وما هو محمود، وليس للإنسان قدرة أن يمنع ظهور الغضب، ولكن المطلوب هو ضبطه، كما حثت الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية على ذلك.
عملية الضبط تحتاج لتدريب، كما يقال: (العلم بالتعلُّم والحلم بالتحلُّم)، ولقد علمتِ من بعض نصائح الآخرين أن الإنسان عليه أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وأن يتوضأ، وأن يُصلّي ركعتين، وأن يُغيِّرَ من وضع جسمه، ولا شك أنها كلها مفيدة، لأنها من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم-.
والذي نريد أن نُضيفه من الناحية السلوكية هو: إذا تعرَّضتِ إلى أي موقف مُغضب أن تتبعي الخطوات التالية:
1- اسألي نفسك هذا السؤال: هل هذا الموقف أو هذا الكلام أغضبني؟ إذا كانت الإجابة نعم: ما الذي تشعرين به في جسدك؟ مثلاً: زادتْ ضربات قلبي، زادت سرعة تنفُّسي، توتّرت عضلاتي، وما إلى ذلك من الأعراض الجسدية.
2- أن تقولي في نفسك: عليَّ أن أوقف ردة الفعل، فلا أردّ أو أتكلّم أو أقول، وأقول لنفسي: (وقِّف) أي (قف)، وآخذ نفسًا عميقًا حتى أفوّت اللحظات الحرجة، ويمكن في هذه الحالة أيضًا أن تتحركي من مكانٍ إلى مكانٍ، أو أن تجلسي، أو أن تفعلي أي وضع يُغيّر من وضع الجسم بصورة عامة.
3- التفكير في الخيارات المناسبة، الردّ على الموقف أو الكلام، مثلاً: هل مناسب أن أردّ بهذه الكلمة؟ هل مناسب أن أقول كذا؟ وما هي الأضرار إذا فعلتُ كذا؟ وما هي النتائج المترتبة على ذلك؟ وإذا أجلتُ الردَّ ماذا سيحدث؟ وإذا اكتفيت بالنظر للشخص الذي أمامي ماذا سيحدث؟ وإذا ... وإذا ... إلى آخر ذلك من الخيارات التي يمكن أن تأتي أمامك أو تفكري فيها.
4- اختيار أنسب الخيارات في الرد، بعد أن تُعرض أمامك هذه الخيارات حاولي أن تختاري الرد، أو الخيار المناسب الذي يكون أقلّ ضررًا وأكثر فائدة.
ولتكن هذه الخطوات مختصرة في الكلمات التالية: (وقِّف. فكّر. افعل)، وتكون دائمًا أمام عينك، عندما أشعرُ بالغضب وأتدرَّبُ عليها قبل وقوع الحدث، حتى إذا حدث الموقف أن أكون مُهيئةً لها ولا يُفاجئني.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك في ردة الفعل المناسبة، وأن تتحمّلي مشاعر الغضب.