كيف أتفادى غضب أمي فأنا أخشى عقاب الآخرة؟
2022-09-08 03:47:15 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا شاب، عمري 14 سنة، أغضبت أمي بعد أن أصبحت تهينني، تشعر أنني أغار من أختي الكبيرة؛ وذلك لأنني قمت بطلب شيء من والدي وأنتظره حتى الآن، وعندما سمعت أن أبي يريد أن يحضر لأختي الكبيرة الشيء ذاته الذي أريده قلت بأنني سآخذه لأنني أستحقه أكثر منها؛ لأن أختي قامت بالكثير من الأعمال السيئة جدا، وأنا لا أغار منها، ولكن أنا أيضاً أريد أن أحصل على حقي قبلها، لأنني أنتظر الطلب منذ سنة، وأمي أصبحت تقول أمام كل أخواتي أنني أغار، ولكنها تعلم أنني من المستحيل أن يكون عندي غيرة منهن؛ لأنها تعرف كمية حبي لهن ولكنها تقول أغار حتى وإن تجادلت مع أختي في موضوع ما، وهذا الشيء أغضبني، فصرخت وقلت لها إن هذا الكلام تافه، فغضبت الآن ولا تتكلم معي، وحاولت أن أصالحها ولكنها لم تقبل، ودائماً ما تنعتني بالفتاة أو ما شابه.
عندما أبقى في البيت ليوم واحد، أو أتكلم معهن كثيراً تهينني جدا، ولكن على الرغم من هذا دائماً أطلب رضاها قبل أن أنام وأقبل يداها، ولكنها دائماً ما تعتبرني مخطئ في كل شيء، ما نصيحتك لي؟ أنا أريد رضاها حتى يرضى الله علي ويوفقني في حياتي؛ لأن عندي الكثير من الأهداف في هذه الحياة وفي الآخرة طبعاً الجنة -إن شاء الله-.
أنا أعلم أنني مخطئ ولكنها هي من تسببت بغضبي جدّاً، وأنا كنت أحترمها كثيراً وما زلت ولكنني أفكر الآن أن أتغير لأنها دائماً ما تهينني هي وأختي الكبيرة، دائماً ما يخطئون في حقي، جعلوني أفكر بالتغيير، وعدم مخاطبتهن كثيراً، فهل تنصحني بتقليل التحدث معهن بعد الآن؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك ابننا الفاضل في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحُسن العرض للسؤال، ونحيي حرصك على بِرّ الوالدة، نسأل الله أن يُعينك على تحمُّلها والصبر عليها، والأمر واضح بالنسبة لنا، ولكن ننصحك بما يلي:
1. أولاً: تفادي كل ما يُغضب الوالدة.
2. تفادي الاحتكاك مع الأخت، لأنها الأكبر، ولأن هذا ممَّا يُغضب الوالدة.
3. محاولة الخروج مع الأب للصلوات والأشغال الهامّة حتى تُقلِّل فرص الاحتكاك داخل البيت.
4. الحرص دائمًا على إظهار النوايا الحسنة تجاه أختك، والصبر على الوالدة.
وعليه: لا يجوز للإنسان أن يُقلِّل الكلام مع الوالدة أو يفعل أشياء تُغضبها، ونحن سعداء لأنك تحاول أن تُصحح، وتجتهد في أن تعتذر، وتستغفر، ونحيي رغبتك الكبيرة في الدخول إلى الجنّة، والجنّة تحت أرجل الأمّهات، فنحن سعداء جدًّا بهذه المشاعر النبيلة، ونتمنّى أن تكون الأمور بالنسبة لك واضحة.
والإنسان ما ينبغي أن يُعطي كلام الوالدة أو كلام الأخت أكبر من حجمه، مثل هذه الاحتكاكات تصلح في البيوت، ولكن أوّل ما ننصحك به تفادي أسباب هذا الاحتكاك وأسباب مثل هذه الأمور، فإن تغيير هذه الصورة عند الوالدة - أنك تغار وأنك كذا - يحتاج إلى بعض الوقت، واعلم أن أختك سيأتيها الرزق الذي كتبه الله لها، وأنت سيأتيك ما قدّر الله تبارك وتعالى لك.
وإذا فكّر الإنسان بتفكير والديه فإنه أيضًا يصعب إعطاء الصغير دون إعطاء الكبير، فأرجو أن يكون هناك تقدير أيضًا لهذا الجانب، وتُقدّر ظرف الوالدين والفكرة التي تُريدُها الوالدة، فطالما سيأتيك ما تُريد فلن يضرّك إذا جاءوا بمثله أو حتى أغلى منه أو أكبر منه لِمَن هي أكبر منك.
أتمنّى أن تكون الصورة واضحة، ونُكرر شُكرنا لك، واستمر في بر الوالدة، والصبر عليها، ولا تُقاطعها، لأن هذا لا يزيد الأمور إلَّا صعوبة، فهذه والدة وليست زميل حتى تردَّ الكلمة وتُقاطع، هذا لا يصلح مع الوالدة، وإذا قمت بما عليك من البر ولم ترضى الوالدة فإن أجرك عند الله كامل، لأن البر عبادة لله تتقرَّب بها إلى الله تبارك وتعالى، ومن البر للوالدة الصبر عليها وعلى كلامها وعلى ما يحصل منها، لأنها والدة.
فنسأل الله أن يُعينك على الخير، ونُكرر شُكرنا لهذه الاستشارة الرائعة، ونحيي المشاعر النبيلة التي دفعتك للكتابة إلينا، وننتظر من مثلك أن يضربوا أروع الأمثال في البِرِّ، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والثبات.