نصائح وتوجيهات لترك كثرة النوم المؤدي إلى إهمال المذاكرة
2006-03-24 22:04:02 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا لم أجد الجواب الكافي لمشكلتي في الاستشارات التي اقترحتموها علي فأنا ضائعة.
مشكلتي استسلامي للنوم ولا أحب أن أقاومه، وهذا يسبب لي مشاكل في الدراسة، فلا أراجع دروسي ولقد قلتم أن أفضل وقت للمراجعة هو بعد الفجر، ونحن الآن في المغرب وقت الفجر هو الساعة 5 والنصف صباحاً وأنا أستيقظ مع الساعة 6 صباحاً أصلي وأخرج مع الساعة 6 والنصف صباحاً لأن المستشفى الذي أقوم فيه بالدورات التدريبية بعيد جداً، وأبقى فيه حتى 12 ظهراً، ومن الساعة 14 إلى الساعة 18 لدي دروس في المعهد، وأصل إلى المنزل في الساعة 19 وأنا منهكة فأنام ولا أراجع دروسي، فأرجوكم أن تحيلوا مشكلتي إلى الدكتور الفرجابي فأنا أريد أن أستيقظ من هذا الحلم الخبيث الذي يسيطر علي، ألا وهو النوم، حتى أصبحت أستسلم له وأنا لا أشعر بحاجة إلى النوم، ولقد حاولت أكثر من ألف مرة أن أنام ثم أستيقظ لكي أراجع دروسي، فأستخدم المنبه ولكني عند الصباح أكتشف أني قد أطفأته لاشعورياً، حتى ولو كان عندي امتحانات، فنفسي أصبحت باردة.
أنا لا أريد أدوية، ولكن أريد فقط اهتمامكم وأن تتفضلوا بإنقاذي من هذه المشكلة، وإلا فإن الموت هو الحل الوحيد، ورقم استشارتي الأولى هو (248969).
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شمس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فنسأل الله أن يقدر لك الخير، ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فإن النفس كما قال الشاعر الحكيم في وصفها:
والنفس كالطفل إن تهمله شبَّ على ** حبِّ الرضاع وإن تفطمه ينفطم
وليت من حاولت ألف مرة أن تكرر المحاولات بعد الألف، وتلجأ قبل ذلك لمن يكشف الضر ويرفع البأس.
ولا داعي للقلق فإن الإنسان يستطيع أن يستيقظ بعد نوم، وأن ينهض بعد الكبوة والعثرة، وإن كثيراً من المبدعين والناجحين كانوا في البداية راسبين، بل وفيهم من طرد من المدارس لضعف تحصيله، لكنهم جعلوا تجربة الرسوب درجة في سلم الوصول، ومعلوم أن جسم الإنسان تكفيه ساعات في النوم، وربما عدم النوم أياماً إذا وجدت الهمة العالية، وأن نفس الجسد يمكن أن يواصل الليل بالنهار نوماً وخمولاً.
ونحن واثقون أن فتاة تفكر بهذا الطريقة، وتغتم وتحزن لكثرة نومها وضعف درجاتها سوف تنهض – بحول الله وقوته – وذلك لأن الشعور بالمشكلة هو أول وأهم خطوات الإصلاح والعلاج.
وهذه بعض النصائح والإرشادات التي نتمنى أن تعينك على التغيير وهي كما يلي:
1- اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه مع ضرورة اختيار الأوقات الفاضلة.
2- البعد عن الذنوب والتوبة من الخطايا، فإن الذنوب تقيد أصحابها وتعوقهم، وقد يحرم العبد الرزق بالذنب يصيبه.
3- مصادقة الطالبات النشيطات، والجلوس معهن، فإن الطيور إذا أرادت أن تشجع الكبير والصغير على الطير اجتمعت حوله فجعلت له همة ونشاط فيشاركها في الطيران.
4- تنظيم الوقت والاستفادة من الأوقات الضائعة مثل قبل الأكل وبعده، وقبل الذهاب للفراش، وفترة انتظار المواصلات وأثناء الركوب فيها، وأرجو أن تكون عندك تلخيصات صغيرة للنقاط المهمة لمراجعتها في هذه الأوقات الميتة.
5- وضع ملصقات في أماكن الجلوس والحجرة وعند دولاب الثياب: فيها حث على النشاط وفيها بعض النقاط المهمة التي تحتاج إلى حفظ.
أما بالنسبة لمشكلة النوم الكثير فنصحك بما يلي :
1- النوم على طهارة وذكر، والاستيقاظ على الأذكار، فإن الشيطان يعقد على قافية رأس الإنسان ثلاثة عقد يضرب على كل عقدة عليك ليل طويل فارقد، ثم يعلمنا صلى الله عليه وسلم كيف تحل العقد، فيقول: (فإذا ذكر الله انحلت عقدة، فإذا توضأ انحلت الثانية، فإذا صلى لله ما كتب له انحلت عقدة فأصبح نشيطاً طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان).
2- وضع اليد اليمنى تحت الخد عند النوم فإن النوم في هذه الحالة يكون قصيراً جداً.
3- عدم الإكثار من الطعام، فإن من أكل كثيراً شرب كثيراً ونام كثيراً.
4- الابتعاد عن الأطعمة التي تصيب الجسم بالخمول.
5- تجنب الفرش الوثيرة فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين.
6- الاستحمام بالماء أو غسل الوجه، وحبذا لو توضأت وصليت ركعتين عندما تشعرين بالنعاس.
مع ضرورة الاستفادة من أوقات الصحو وعدم إعطاء المشكلة أكبر من حجمها، فإنني لاحظت أن هذه المشكلة تطاردك أثناء الدراسة وأثناء التدريبات، وتشغلك حتى عن فهم الدروس.
وننصحك أيضاً بتجنب الحسد، والابتعاد عن المقارنات السلبية مع الأخريات، واعلمي أن الله وزع المواهب والقدرات، ولا أظن أن طالبة تصل إلى هذا المستوى دون أن تكون لها مواهب وقدرات عالية على الفهم والاستيعاب والإنجاز.
والله ولي التوفيق والسداد!