الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكركم لتواصلكم معنا وثقتكم بموقعنا.
أولاً: نبارك لك العلاقة الطيبة والوثيقة مع والديك، فهذه أعظم من أي تخرج، وأفضل إنجاز يمكن أن يحصل عليه الإنسان في حياته، كما أن حرصك على إسعاد والديك اللذين سهرا عليك وتعبا من أجلك هو نوع من البر والإحسان الذي يدخل في قول الله عز وجل : ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِیَّاهُ وبالوالِدَیۡنِ إِحۡسَـٰنًاۚ إِمَّا یَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَاۤ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَاۤ أُفّ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلاً كَرِیماً﴾ [الإسراء ٢٣].
أما بخصوص معدلك الذي لا يؤهلك لكلية الطب، فهنا يمكن النظر إلى عدد من الأمور:
- هل أنت حريصة على الطب كهواية وميول، أم لمجرد إرضاء من حولك كوالديك -مثلا-؟
إن كان حرصك على هذا التخصص كهواية وميول، فهنا يمكن أن تفكري في إعادة السنة للحصول على معدل أعلى، أما إن كان لمجرد إرضاء من حولك، فهنا عليك أن تتريثي في اتخاذ قرار إعادة السنة؛ لأنك قد تندمين مستقبلاً على دخول هذا التخصص إن كنت لا تميلين إليه ولا تحبينه، ويمكنك البحث عن تخصص آخر يناسب ميولك وقدراتك واستعداداتك، ويمكنك الاستعانة بقسم الإرشاد الطلابي في الجامعة أو المدرسة، وتناقشين معهم موضوع الميول والتخصص الدراسي، وهناك مقاييس يمكنك استعمالها، وهي موجودة على النت، ومواقع تساعدك في اكتشاف ميولك الدراسي.
- في حال استقر رأيك على دخول كلية الطب، وكنت مصممةً على ذلك، ورغبت في إعادة السنة الدراسية للحصول على معدل أعلى، فهنا عليك البحث عن أسباب تعكر مزاجك النفسي، وهل تعانين من الاكتئاب أم لا، وبالتالي قد يتطلب الأمر تشخيصاً لدى الأخصائي النفسي الذي سيحدد لك طبيعة مشكلتك، ويضع لك بعض الإرشادات النافعة التي تعينك على تجاوز وضعك.
- يمكنك تغيير نمط حياتك، ووضع جدول يومي بفعاليات مختلفة وأنشطة متنوعة، ويفضل أن يكون فيها حركة كأنشطة رياضية أو مشي ونحوه.
- الحرص على القرب من الله تعالى سيعينك كثيراً على تحمل الصدمات النفسية، وتجاوز كثير من الصعوبات، وهنا يمكن أن تحافظي على قراءة صفحة واحدة من القرآن يومياً، وأن تصلي ركعتين في الليل، أو تصلي صلاة الوتر (ثلاث ركعات)، وتحرصي على الدعاء فيها، ويمكنك قول هذا الدعاء المجرب للهم والحزن: (اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، ابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُــــلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ القُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجَلاَءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي) ويمكنك أن تقولي في بداية الدعاء: اللهم إني أمتك، بنت عبدك، بنت أمتك.. وتكملي بقية الدعاء. وأيضا يمكنك أن تدعي بهذا الدعاء: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ)).
- يمكنك اللجوء إلى تمارين الاسترخاء وتكرارها كلما شعرت بالضيق، وهجوم الضغط النفسي عليك. يمكنك مراجعة هذه الاستشارة (
2136015).
- ابتعدي عن مقارنة نفسك مع صديقاتك، فالله عز وجل أعطى كل إنسان قدراته الخاصة به، وهيأ له ظروفه التي تناسبه، مثلا: قد تجدين إحدى صديقاتك أكثر منك بالدرجات لكنها فاشلة في علاقتها مع والديها، فهذا لا يعتبر مؤشراً على نجاحها في حياتها، بل دليل فشل.
وإذا سألنا أنفسنا سؤالاً: لماذا ندرس ونتعب ونعمل؟ أليس من أجل أن نكون ناجحين في حياتنا ونعيش بسلام وسكينة نفسية؟
كيف ستتحقق السكينة النفسية إذا كنا في علاقة سيئة مع الوالدين أو مع إخواننا وأخواتنا، وهكذا سنجد أن الله عز وجل وزع الأرزاق والحظوظ في الدراسة والتخصص والأسرة والوطن، والجنس واللون.. إلى آخره.
نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.