الدراسة في مدرسة تمنع لبس الحجاب
2004-01-07 20:36:39 | إسلام ويب
السؤال:
أنا طالبة مسلمة أذهب إلى مدرسة مسيحية، وعلى الرغم من أنها ليست إسلامية إلا أنها تعتبر من أفضل المدارس، وهي خاصة إلا أنها لا تسمح للطالبات المسلمات اللواتي يفوق عددهن المسيحيات بلبس الحجاب.
أنا قد بدأت مؤخراً في التفكير بلبس الحجاب إلا أنني لا أستطيع حالياً لأنني ما زلت فيها، وقد فكرت في الخروج منها والانتقال إلى مدرسة أخرى، ولكنني تراجعت لأنني في هذه المدرسة منذ (11) سنة، ولم يبق لدي سوى سنتين للالتحاق بالجامعة، وقد تعودت على صديقاتي، كيف سأخرج إلى مدرسة أخرى؟ وكيف ستكون حالتي النفسية؟ وهل سأتأقلم مع الجو الجديد من مكان جديد وطالبات جدد؟
لو سمحتم أشيروا علي بما هو خير لي، البقاء فيها ولبس الحجاب بعد التخرج، أم الانتقال إلى مدرسة أخرى حيث تسمح بلبس الحجاب، مع العلم أن الحالة النفسية تلعب دوراً في التفوق؟
أريد أن أقول شيئاً عن هذه المدرسة التي أنا فيها، بالإضافة إلى أنها لا تسمح بلبس الحجاب إلا أنها أيضاً، لا تسمح بلبس البناطيل تحت الزي المدرسي، فالزي المدرسي في الصيف هو الزي الرسمي التي تلتزم به معظم المدارس في فلسطين ولكن من غير بنطال بل جوارب فقط أي أن الساقين تظهران في الصيف.
أما في الشتاء فإنه يسمح لنا بلبس الجوارب الطويلة، وليس البنطال، وإن كان المطر غزيراً، أي أن الإدارة لا تتصف بالرحمة. وشكراً لكم
أما ما أريد سؤاله لشيء يخص الشرع: هل يجوز التسليم على غير المحرّم؟ وهل يجوز الاستماع إلى الأغاني الحديث؟ وما هي العادة السرية وما أعراضها؟ وما حكم من لا يستيقظ دائماً لصلاة الفجر؟ أشيروا علي وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ روان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، فاتصلي بنا ولا تترددي فنحن جميعاً هنا في انتظارك، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك وأن يكثر من أمثالك، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يجعلك من الداعيات إليه على بصيرة، وأن يحبب إليك الإيمان.
بخصوص ما ورد برسالتك فأنا بدايةً معجبٌ بك لحرصك على معرفة الحق، وأنا يا ابنتي أدعو لك من أعماق قلبي بالثبات وحسن الاستقامة على الدين، وكما لا يخفى عليك يا عزيزتي أن الدين أغلى من النفس، وأن الله ما خلقنا إلا من أجل الدين كما قال سبحانه: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات:56] وقال صلى الله عليه وسلم: (ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة).
كما تعرفين أن الحياة التي نعيش فيها الآن ليس فيها شيء مجاني وبلا مقابل، وإنما كل شيء له ثمن، فالطعام يحتاج إلى مال، وكذلك الشراب والملابس والسكن والعلاج والتعليم، فالجنة وقصورها وأنهارها وثمارها التي بها لابد لك أن تدفعي ثمنها، وثمن ذلك كله هو طاعة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ولذلك قال جل وعلا: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا)[الكهف:107]، وهكذا يا ابنتي، ولذلك نحن لن نكون في الجنة في درجة أو منزلة واحدة، والسبب أننا لسنا في الطاعة والعبادة على درجة واحدة كما تعرفين من حالك وحال المسلمين، وبعد هذه المقدمة نأتي إلى جواب ما ورد برسالتك.
1- مسألة الحجاب يا ابنتي مسألة لا تقبل المساومة، ولا يجوز للمسلمة إن بلغت أن تخرج من بيتها بغير حجاب مطلقاً وإلا كانت عاصية لله ورسوله، ولذلك أقول لك ما دامت هذه المدرسة لا تسمح لك بارتداء الحجاب أو بتغطية قدميك فلا يجوز لك أن تظلي فيها حتى ولو كانت أفضل مدرسة في العالم، فدينك يا ابنتي أغلى من أعلى الشهادات، واعلمي أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وإن شاء الله سوف تتغلبين على المشاكل النفسية التي تخافين منها، وسيجعل الله لك من كل ضيق فرجاً ومن كل هم مخرجاً، فاستعيني بالله واتخذي هذا القرار تعظيماً لدين الله، وإن شاء الله سوف تجدين حلاوة وثمرة ذلك في الدنيا قبل الآخرة، ولا تتأخري في هذا الأمر، ولا يضحك عليك الشيطان فتؤجلين هذا القرار تحت أي ظرف من الظروف وتوكلي على الله.
2- وأما السلام باليد على غير المحارم فلا يجوز شرعاً؛ لأن مما اتفق عليه العلماء عدم جواز مصافحة المسلمة لأي رجل غير محارمها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمس بيده يد امرأة لا تحل له، وهذا هو قدوتك صلى الله عليه وسلم.
3- وأما سماع الأغاني فأنا أسألك هذا السؤال : ما الذي تستفيدين من سماع هذه الأغاني ؟ هل يزيد بها إيمانك؟ هل تعينك على طاعة الله ورسوله؟ هل تأخذين عليها حسنات من الله مثل قراءة القرآن الكريم؟ بالطبع ستقولين لا، إذن فلماذا تضيعين وقتك في غير طاعة الله ورسوله؟!
4- العادة السرية عادةٌ قبيحة مدمرة محرمة في جميع الديانات السماوية؛ لأن لها أضراراً عظيمة على الدين والنفس والبدن، ويترتب عليها عشرات الأمراض المدمرة، وعادةً ما يقع فيها الإنسان ضعيف الإيمان أو ضعيف التربية قليل الأخلاق والأدب، عافاك الله من ذلك كله، وهي محرمة شرعاً .
5- أما حكم الذي لا يستيقظ لصلاة الفجر فهو بلا شك آثمٌ شرعاً ومقصرٌ في حق الله ورسوله، ويجب عليه أن يتوب إلى الله من ذلك، وأن يحاول الالتزام بصلاة الفجر وغيرها في أول وقتها؛ لأن هذا من أحب الأعمال إلى الله كما قال صلى الله عليه وسلم، وهناك عوامل تساعد وتعين على المحافظة على صلاة الفجر، منها ما يلي:
1- استشعار عظمة الله وأمره والخوف من عقابه.
2- مجاهدة النفس وتدربيها على هذه الصلاة والقيام إليها بنشاط وهمة.
3- النوم مبكراً؛ لأن السهر ولو كان للمذاكرة يؤخر عن صلاة الفجر.
4- قراءة الأذكار الواردة في السنة قبل النوم.
5- استعمال ساعة أو منبه أو وصية بعض الأقارب أو الأصدقاء بالمساعدة .
6- عقد النية قبل النوم على الاستيقاظ لصلاة الفجر.
7- الدعاء أن يمن الله عليك بالمحافظة على صلاة الفجر.
وختاماً:
هذه إجابات أسئلتك وبقي عليك التنفيذ وأن تقولي بعملك وفعلك وقولك لربك ومولاك: (سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)[البقرة:285] وستكونين من خاصة عباده وصفوة أوليائه الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والثبات، والله الموفق.