ما دلالة تأخر الزواج وعدم الوصول إلى المرغوبات؟
2022-11-02 01:00:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أشعر بأني نحس! أختلف عن كل الفتيات، لا أصمد في وظيفة، فكل مرة أعجب بشاب ما وبعد فترة يتزوج أو يخطب.
حاولت عدة مرات إضافة شخص ما على الانستغرام، ولم يتجاوب، وصاحبتي أضافته فاستقبلها بنفس الوقت! كنت أدعو ربي أن أتزوج شخصاً ما أحببته لسنين، لكني اكتشفت أنه تزوج منذ أيام معدودة.
أشعر أني نحس لا يصلح معي شيء، وأن الله لا يستجيب لدعواتي! دعوت كثيرًا كثيرًا لكنه لم يستجب لي، فلماذا؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير، وأن يُصلح الأحوال، وأن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.
أرجو أن تعلمي أن هذا الكون ملكٌ لله، ولن يحدث في كون الله إلَّا ما أراده الله، وأن ما عند الله من خيرٍ وتوفيقٍ لا يُنال إلَّا بطاعته، وعليه: ننصحك بعدم سلوك السبل غير الصحيحة للارتباط، حتى وإن نجحت مع أخريات، فإن البدايات الخاطئة لا توصل إلى نتائج صحيحة.
ابتعدي عن التواصل مع الشباب، واعلمي أن الإسلام أراد من الفتاة أن تكون مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة، وأن الفتاة التي تجري وراء الشباب وتُقدّم لهم التنازلات يهربون منها، لكنهم يركضون خلف مَن تلوذ بعد الله بإيمانها وحجابها وحيائها وأدبها.
حافظي على ما عندك من وقار، واعلمي أن الذي قدّره الله لك سيأتيك، ولا تنظري إلى ما عند الأخريات وما حصل للأخريات، فإن نعم الله مُقسّمة، هذه تُعطى زوجًا، وهذه تُعطى عافية، وتلك تُعطى وظيفة، نعم الله مُقسّمة، والسعيد هو الذي يتعرّف إلى نعم الله تبارك وتعالى التي ينغمر فيها، ثم يشكر الله عليها لينال بشكره لربِّه المزيد.
كوني شكّارة لربّنا، ذكّارةً له، وأبشري بالخير من الله تبارك وتعالى، واعلمي أن الإنسان عليه أن يتوجّه إلى الله بالدعاء، ونبشّرُك بأنه ما من مسلم أو مسلمة يدعو الله بدعوةٍ إلَّا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إمَّا أن يستجيب الله دعوته، وإمَّا أن يدّخر له من الأجر مثلها، وإمَّا أن يدفع عنه من البلاء والمصائب النازلة مثلها. إذًا لا تتوقفي عن الدعاء، فأنت رابحة في كل الأحوال.
إذا كان الله تبارك وتعالى لم يستجب لك في بعض الأشياء، فتذكّري قول الله: {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم} فقد يُمنع الإنسان من الشيء الذي يريده لأنه ليس في مصلحته، والذي يختاره الله لنا خير من الذي نختاره لأنفسنا، والأمر كما قال عمر بن عبد العزيز: (كنا نرى سعادتنا في مواطن الأقدار)، وكما قال عمر بن الخطاب: (ولو كُشف الحجاب ما تمنّى الناس إلَّا ما قُدّر لهم).
لا تنزعجي من تأخُّر الخُطّاب، واعلمي أنه لكل أجلٍ كتاب، والتزمي بآدابك، والتزمي بدينك، وأظهري ما عندك من ميزات جميلة وجمال بين جمهور النساء، فإنه لكل خاطب وشاب أعين من النساء من الخالات والعمَّات والأخوات يبحثن عن أمثالك لأبنائهنَّ أو لإخوانهنَّ أو لأعمامهنَّ أو لأي أحدٍ من محارمهنَّ.
إذًا هذا الذي تستطيع فعله أي فتاة، أن تُظهر ما عندها من أدبٍ وخير بين جمهور النساء، ولكن من مصلحة أي فتاة أن تبتعد عن الرجال، وأن تبتعد عن المبادرة والدخول معهم في مواقع التواصل، لأن ذلك انتقاصٌ لها، وحتى مَن تتزوّج بالطريقة المذكورة فإنها في مستقبل الأيام ستُدرك أن الرجل لا يعرف قيمتها، ولا يُقدّرها لأنه وجدَها في مواقع التواصل.
لذلك أراد الإسلام للفتاة أن تكون مصونة، وأن الذي يريدُها ينبغي أن يطرق باب أهلها، ويأتي البيوت من أبوابها، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.
فما يُسمَّا بالنحس غير صحيح، والإنسان كل ما قدّره الله سيأتيه، وما لم يُقدّره الله لا يمكن أن يأتيه، ولذلك المؤمن بقضاء الله وقدره خيره وشرِّه ويؤمن بهذه العقيدة الواضحة فإنه لا يستخدم مثل هذه العبارات، والإنسان إذا جاءه شيء أو لم يأته شيء يُوقن أن ذلك بتقدير الله تبارك وتعالى، وكما أشرنا الكون هذا ملك لله، ولن يحدث في كون الله إلَّا ما أراده الله تبارك وتعالى.
وعليه نتمنّى عدم استخدام هذه الكلمة، لأن استخدامها غير صحيح، وهي تدعو إلى التشاؤم من الأشياء، من الأحياء، من الأيام، من الأبراج، هذه كلها أبواب ينبغي أن تُسد، لأنها أبواب إلى الشرك أقرب وأبواب إلى الاعتراض على قضاء الله تعالى وقدره.
نسأل الله أن يزيدك حرصًا وخيرًا، وأرجو أن تعلمي أن الذي يُقدّره الله هو الخير، كما قال عمر بن عبد العزيز: (كنا نرى سعادتنا في مواطن الأقدار)، وقال عمر: (لو كُشف الحجاب ما تمنّى الناس إلَّا ما قُدّر لهم).
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.
هذا، وبالله التوفيق.