هل أقدم على الزواج أم أؤجله بسبب العادة السرية؟
2022-11-03 05:43:24 | إسلام ويب
السؤال:
عمري ٢١، طالب بالسنة الثالثة بكلية الطب، أهلي ومن حولي ينصحوني بالزواج، وأنا أيضاً أتمنى الزواج، ودائماً أسأل الله أن يزوجني ويعفني؛ لأن الفتن صارت كثيرة، وما نسمعه من مصائب أكثر، وأدعو الله بما دعا به سيدنا موسى -عليه السلام- (رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير)، ولكن مشكلتي هي أني كنت أمارس العادة السرية، فتارة تغلبني وتارة أغلبها، وكنت أصلي قيام الليل وأدعو الله أن يزيل آثارها عني، مشكلتي هي أني أريد الزواج وأخشى أن يكون للعادة تأثير عليّ فيما بعد، وأنا أريد أن أكون أسرة سعيدة وأعف نفسي بزوجتي، وهي أيضاً تعف نفسها بي، وأن ننجب أطفالاً يكبرون ويصيرون لبنة في بناء الأمة، فهل إن سنحت لي الفرصة أكثر أقبل على خطوة الزواج وأترك ورائي العادة السرية ولا ألتفت لها أم أؤجل قليلاً فكرة الزواج؟
أحتاج نصيحتكم، دمتم دليلاً ونوراً لكل تائه.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابننا الفاضل- نشكر لك هذا الحرص على الخير، ونسأل الله أن يُفرّج عنك وييسر لك الحلال، وأن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.
لا شك أن الأصل هو أن يُسارع الإنسان بالزواج، استجابة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أحصن للفرج وأغض للبصر، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)، والإنسان عليه أن يسلك سبل العفاف حتى ييسّر الله له الحلال، قال ربنا العظيم: {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحًا حتى يُغنيهم الله من فضله}.
واعلم أنه لا خير في تأجيل الزواج، ونحب أن نُصحح فكرة عند أبنائنا والبنات، أن الزواج لا يُلحق الضرر بالدراسة، فكثير من الناس مرُّوا علينا تزوّجوا مبكّرًا وأكملوا دراستهم وتقدَّموا في حياتهم، بل هو ممَّا يُعين الإنسان على بلوغ المعالي، لأن الإنسان يُفرّغ ذهنه من شهوةٍ تشغله وتُشتّت انتباهه وتركيزه.
وحتى يحصل ذلك ينبغي أن تتجنّب العادة السيئة، بل تتجنّب ما يُؤدي إليها، فإن الذي يُوصل إليها هو إطلاق النظر أو التفكُّر في هذه الأمور، أو الدخول على مواقع مشبوهة، أو الذهاب إلى الفراش وأنت لست بحاجة للنوم، أو البقاء في الفراش بعد ذلك، أو مشاهدة أشياء تُثير الشهوة عند الإنسان، الإنسان يتفادى الأسباب التي تُثيره، والانشغال بالدراسة ومعالي الأمور، وقبل ذلك بالعبادة والإنابة لله والتلاوة لكتابه والحرص على ذكره؛ ممَّا يُعين الإنسان على التخلُّص من هذه الأمور.
واجتهد دائمًا في أن تكون مع إخوانك من الرجال، وابتعد عن مواطن النساء، واطلب مساعدة الأهل في أمر الزواج، وننصح طبعًا بالتعجيل في قضية الزواج، فإن التأخير ليس فيه خير، ونسأل الله أن ييسّر لشبابنا الحلال، ونوصي الآباء أيضًا ونذكّرهم بقول الله تعالى: {وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم}، هي رسالة لأولياء الأمور وللآباء وللأمهات وللمجتمعات المسلمة، كأن قائلاً قال: من أين الأموال؟ قال ربُّنا العظيم: {إن يكونوا فقراء يُغنهم الله من فضله والله واسع عليم}، وأيقن السلف بكلام الله فكان قائلهم يقول: (التمسوا الغنى في النكاح)، والغنى في النكاح؛ لأن طعام الاثنين يكفي الأربعة، ولأن الزوجة تأتي برزقها، وكذلك الأبناء والبنات يأتون برزقهم، لأن الله هو الرزّاق سبحانه وتعالى القائل: {وما من دابة في الأرض إلَّا على الله رزقها} ليس البشر فقط، ولكن كل مَن يَدبُّ على هذه الأرض يُدبِّر أرزاقها ويُهيأ لهم الأرزاق الرزّاقُ سبحانه وتعالى.
ولذلك نُكرّر نصحنا لك بالتعجيل بأمر الزواج، وعدم التأخُّر، وحتى تبلغ ذلك ينبغي أيضًا أن تسلك سبل أهل العفاف والطُّهر، وأشغل نفسك بما يُقرِّبُك إلى الله، واحرص أيضًا على توفير ما تستطيع من الأموال، وانتظر بعد ذلك ولك البشرى؛ فإن الله يُعين طالبَ العفاف.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.