خطبت فتاة أمها مطلقة، فهل أكمل الزواج؟
2022-11-09 05:45:37 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب خطبت فتاة أمها مطلقة، والفتاة تسكن مع والدها، وأمها هي من طلبت الطلاق من زوجها، بسبب المشاكل معه، وبتحريض أهل الزوجة.
سؤالي: هل زواجي من الفتاة سيكون سببًا للمشاكل في المستقبل؟ علمًا أنها تسكن مع والدها والناس تشهد له بالخير، أرشدوني -بارك الله فيكم- ماذا أفعل لكي أرضي الفتاة وأبعدها عن أهل والدتها خوفًا من تكرار طلاق أمها؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب.
أولاً: نسأل الله تعالى أن يُقدّر لك الخير حيث كان ويُرضّيك به.
ونبارك لك ما يسّره الله تعالى لكم من خطبة هذه الفتاة، ونسأل الله تعالى أن يتولى عونك وييسّر لك الزواج.
ونصيحتُنا لك التعجيل بالزواج ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، فقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج).
ونصيحتُنا لك ألَّا تلتفت إلى ما وقع لأمِّ هذه الفتاة التي خطبتها، فليس بالضرورة أن يتكرّر مع مخطوبتك هذه ما كان من أُمِّها، كما لا ننصحك أيضًا بأن تأخذ التدابير إلى قطيعة الرحم بين مخطوبتك وبين أُمِّها، فإن برّ هذه الفتاة بأُمِّها والإحسان إليها سببٌ جالبٌ للسعادة لها ولأسرتها وزوجها وأولادها، فإن ثمرة البرّ صلاح الأبناء والذريّة.
والمفترض في حياة هذه الأم أن تكون حريصة على مصلحة بنتها وعلى سعادتها، لما جَبَلها الله تعالى عليها من الرحمة بها والإشفاق عليها، فهي من المؤكد أنها تتمنّى لها الخير وتتمنَّى لها السعادة، لهذا لا ينبغي أن يكون همُّك الآن هو كيف تُجنّب مخطوبتك هذه التواصل مع أمِّها، إلَّا إذا كانت هذه الأُمِّ مفسدة خارجة عن المألوف والمعتاد لدى الناس من حرص الأم على مصلحة ابنتها، ففي هذه الحال ينبغي أن تُنصح هذه الفتاة بالإحسان إلى أُمِّها والبِرّ بها في الحدود التي لا تتضرَّر بها.
ولا يفوتنا -أيها الحبيب- أن ننبّهك إلى أن علاقتك بهذه الفتاة قبل عقد النكاح عليها هي علاقة بين رجل وامرأة أجنبية عنه، فلا يجوز لك منها شيءٌ ممّا يجوز للرجل مع زوجته، فلا يجوز لك أن تنظر إليها، لأن الله تعالى يقول: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم}، كما لا يجوز لك الخلوة بها، ولا مسُّها، ولا يجوز لها أن تضع الحجاب أمامك، فنصيحتُنا لك أن تجعل حدود الله تعالى محفوظة، وألَّا تتعدّاها، لأن حرصك على اجتناب الوقوع في معصية الله سببٌ جالبٌ للسعادة لك في حياتك.
نسأل الله تعالى أن يُقدّر لك الخير حيث كان وييسّره لك.