كذبت على صديقتي والآن نادمة فهل علي إخبارها بالحقيقة؟
2022-11-16 01:14:53 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لي صديقة منذ أيام المدرسة، بعد تخرجنا من الثانوي ذهبت لمدينة أخرى، وعندما عادت أرادت أن نلتقي، والتقينا في مكان قريب من منزلي، ثم طلبت مني أن آخذها إلى المنزل، لقد أخذتها للمنزل المجاور (وعندما طلبت الدخول قلت أن أمي غير موجودة) لأنني خجلت من منزلنا.
أنا نادمة جداً على هذا الفعل، وكأن جبلاً من الهموم فوق قلبي، فهل أخبرها الحقيقة رغم أنني أخاف تأخذ عني نظرة سيئة، أم يفضل ألا أخبرها؟ رغم أنها من الممكن أن تأتي مرة أخرى لمنزلي للزيارة؛ لأن جامعتها قريبة من المنزل، فكيف سأواجهها آنذاك؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نسيبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأهلا بك أختنا الكريمة في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، إنه جواد كريم.
أختنا كما تفضلت: لقد أخطأت عدة أخطاء في آن واحد وهي:
1- ظنك أن أقدار الناس تعلو وتنخفض بالأمور المادية، والحق أن الأخلاق والعلم والتدين والصلاح هم من يرفعون الناس أو يخفضونهم.
2-اعتقادك أن الفقر عيب، وهو ما ورث فيك هذه الصفة، والفقر ما كان يوماً عيباً، كما أن الغنى ما كان يوما فضيلة.
3- تعظيمك للصاحبة أكثر من تعظيمك لأوامر الله ونواهيه، حتى تجرأت على الكذب حفاظاً على صورتك النمطية عندها أو حفاظها على صحبتها.
أختنا الفاضلة: ما دمت قد ندمت على ما مضى منك، وتريدين الاحتفاظ بصديقتك وصداقتها فإننا ننصحك بما يلي:
1- اذبحي الناس في قلبك، ولا تطلبي رضا الناس أبدا، فرضى الناس غاية لا تدرك فلا تدرج.
2- إن علمت يقيناً أن الفتاة ستأتي إلى بيتك مرة أخرى فإننا ننصحك بمحادثتها، وأنك أخطأت حين قلت لها ذلك؛ لأنك ما أردت أن تشاهد المنزل فتأخذ انطباعاً عنك مشيناً، هذا الصراحة بشرطين:
الأول: أن تتأكدي أنها ستأتي إلى البيت.
الثاني: أن تكون ممن تحفظ سرك، أو تتفهم الأمر، أو لا تسبب لك مشكلة أكبر.
فإن علمت أنها قد تسبب لك مشكلة أكبر فحولي بينها وبين المجيء للبيت، وإن لم تستطيعي فيمكنك أن تأخذيها مباشرة إلى بيتك وتدخليها البيت دون الحديث مطلقاً عما مضى، فلعها نسيت الأمر، أو ربما تظن أنها واهمة، أو أنها مخطئة، تصرفي وكأن الأمر طبيعي منك، وكأنك لم تخبريها قبل ذلك عن هذا الأمر، وغالباً لن تسألك، وإن سألتك فيمكنك ساعتها التهرب بلطف من الإجابة.
3- ألا تأتي لزيارة البيت، وفي هذه الحالة لا داعي مطلقاً لفتح هذا الموضوع، وكأنه لم يكن.
وفي الختام أختنا الكريمة: ثقي أن أقدار الناس لا تبنى على الجاه والسلطان عند أهل التدين وأهل العقل، وهؤلاء هم من نود مصاحبتهم لا غير.
كما نوصيك بالابتعاد عن الكذب، فإن عاقبته وخيمة، فقد قال ﷺ: (عليكم بالصدق؛ فإنَّ الصدق يهدي إلى البر، وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجلُ يصدق ويتحرى الصدقَ حتى يُكتب عند الله صدِّيقًا، وإياكم والكذبَ؛ فإنه يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يُكتب عند الله كذَّابًا).
فالذي يتعامل بالصدق، ويتعوَّد الصدقَ يوفق للبر، والاستقامة والصدق والصلاح، والذي يعتاد الكذب ويتعود عليه يوفق للفجور في القول والفعل والعمل، وقد أمر الله بالصدق فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ).
فهو المنجي يوم القيامة كما قال الله: (يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا).
نسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك، والله الموفق.