تبت لله وخائفة من التشهير فيما فعلته سابقًا، فماذا أفعل؟
2022-11-27 02:06:27 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجوكم ساعدوني، أمر في مشكلة أتعبتني ومرضت منها، حينما كنت في عمر 18 سنة أخطأت وخرجت مع شاب في الليل، أغواني الشيطان ولكني لم أرتكب أي شيء، دون لمس أو أي شيء آخر، قبلني فقط، خرجت معه ثلاث مرات ولا أحد يعلم بذلك.
مرت السنوات، وبعد خمس سنوات تقدم لخطبتي شخص يحبني، ولكني خائفة لو عرف عن الماضي، وأوسوس بأنني ظلمته، فكيف يتزوج من واحدة مثلي كذبت عليه؟ أرجوكم ساعدوني، فأنا متعبة جدًا، وأفكر في الانتحار، لطخت شرفي وأضعته ولم أجد حلًا، ساعدوني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ألفة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأهلًا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يغفر لك، وأن يعفو عنك، وأن يرزقك الزوج الصالح، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أختنا الكريمة: لا شك أن ما فعلته أمر محرم، لا يرضي الله ولا رسوله، ولا ينبغي للمسلمة أن تقع في مثل هذا الأمر، ونسأل الله أن يتوب عليك.
ثانيًا: مع إقرارنا بالخطأ إلا أننا لا يجب أن ننساق خلف الشيطان الذي يريد أن يجعل من الخطأ خطيئة، حتى يدخل اليأس إلى قلبك، ويقنطك من رحمة الله تعالى، بل ومن الحياة كلها، وهذا من خطوات الشيطان فاحذري أن تنساقي له.
ثالثاً: التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والواجب عليك التوبة الصادقة، وإذا تبت إلى الله تعالى وحسنت توبتك تاب الله عليك، فلا تضيقي واسعاً، ولا تقنطي من رحمة الله تعالى، أليس ربنا القائل: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ) والتعبير بقوله جل شانه: (لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ)، يدل على سعة رحمة الله وعدم يأس المؤمن من رحمة الله جل وعلا.
فبادري بالتوبة إلى الله -أختنا الفاضلة-، وأقبلي على ربك، ولا تيأسي من رحمة الله، فأحدثي لله توبة صادقة، واعلمي أن الله يقبل التوبة من عباده، بل يفرح ربنا لتوبة عبده، فعن أبي حمزة أنس بن مالك الأنصاري خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة)، [متفق عليه]، وفي رواية لمسلم: (لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها، وقد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح)، وهذا يثبت لك -أختنا- سعة رحمة الله بنا، فأملي في الله خيراً، واعلمي أن الله كريم غفور رحيم.
رابعًا: ما حدث بينك وبين الله لا يجب أن يعلم به أحد، فهذا بينك وبين الله، ولا يجوز لك الإخبار بذلك، بل يعد الإخبار لوناً من ألوان فضح العبد نفسه وعدم التزام الستر المأمور به شرعاً، وعليه فإننا ننصحك بكتمان هذا الأمر عن الجميع، حتى خطيبك لو حدثك أو سألك فاكتمي الأمر كله تماماً، ولا تخبريه بذلك، -والحمد لله- أن الأمر لم يتجاوز ما قد ذكرت.
خامساً أختنا الكريمة: ثقي أن الله غفور رحيم، وأن الله حيي ستير، وثقي أن الله الذي سترك وأنت في المعصية أكرم من أن يفضحك وأنت تائبة، فأملي في الله خيراً، وانسي الأمر تماماً وكأنه لم يكن.
نسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك وأن يتوب عليك، والله الموفق.