الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نونا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هذا الذي يحدث لك من وجهة نظري ليس بالذهان -مع احترامي الشديد للطبيب الذي ذكر لك هذا الأمر-، لكن الذي أراه أن الإسراف في أحلام اليقظة والتمثيل والتماهي مع شخصيات خيالية أدخلك في نوع من القلق والوسوسة واضطراب الأنّية، فأنت افتقدت تعريف ذاتك وتأكيدها، لكنّك مستبصرة بكل ذلك، فهذا ليس بالذهان أبدًا.
يجب أن ترجعي إلى الحقيقة، يجب أن تدركي أن هذا الذي تقومين به هو سلوك مكتسب، سلوك سخيف، كان في مرحلة من مراحل حياتك، لكن أتى الوقت الآن لتتغيّري، وقوّة الآن هي القوة التي يجب أن ترتكزي عليها، الإنسان في حاضره يستطيع أن يتغيّر، لكن الماضي لا يستطيع أن يقوم بأي شيء حياله، لذا نعتبر دائمًا أن الماضي أضعف من الناحية النفسية والسلوكية، والحاضر هو الأقوى، وحتى المستقبل هو بيد الله ويجب ألَّا يتخوّف الناس حوله.
فاجعلي لنفسك برنامجاً يومياً مُلزماً تديرين من خلاله وقتك، وأوّل الخطوات هي أن تنامي مبكّرًا، أن تتجنبي السهر؛ لأن هذا يؤدي إلى تحسُّنٍ كبيرٍ في أداء الموصّلات والنواقل العصبية الدماغية، هذا يتيح لك أن تستيقظي مبكّرًا، أن تؤدي صلاة الفجر في وقتها، أن تقرئي أذكارك، أن تقرئي شيئًا من القرآن، ومن ثم تنطلقين في حياتك بكل قوة وثبات.
ولا بد أن تكون هنالك ركائز لإدارة الوقت، (سوف أقومُ بكذا الساعة كذا) ويكون التزاماً قاطعاً من جانبك، ويجب أن تتشكّل هذه الأنشطة اليومية: الواجبات المنزلية، التواصل مع الأهل، يجب أن تفكّري أيضًا في نوع من الدراسة، حتى وإن لم تكن دراسة أكاديمية منتظمة، اجعلي لنفسك أهدافاً، واسعي لتحقيق هذه الأهداف، ومن أهدافك مثلاً: أن تحفظي بعض الأجزاء من القرآن الكريم في خلال ستة أشهر، ويكون لك أهداف أيضًا على المدى البعيد، وهكذا.
هذا سوف ينتج عنه -إن شاء الله تعالى- إزاحة تامّة لهذا الوضع الخيالي، ووضع التغرُّب عن الذات والتمثيل والإسراف في الفكر الوسواسي الذي يقوم على أحلام اليقظة.
ومن وجهة نظري أيضًا: ممارسة الرياضة ستكون مفيدة جدًّا بالنسبة لك، رياضة المشي، طبقي أيضًا تمارين استرخائية، تمارين التنفس المتدرجة، تمارين شد العضلات وقبضها، هذه كلها -إن شاء الله تعالى- تدخلك في واقع جديد، وللتدرب على تمارين الاسترخاء يمكنك أن تلجئي إلى استشارة إسلام ويب التي رقمها (
2136015).
أيتها الفاضلة الكريمة: ابني صداقات جديدة مع الصالحات من البنات، كوني بارّة بوالديك، وكوني جزءًا فعّالاً في أسرتك، مُشاركة في كل ما يؤدي إلى استقرار الأسرة وتطويرها.
من ناحية العلاجات الدوائية: أنا لا أرى حاجة كبيرة لك بها، وإن كان هنالك بعض الدراسات تُشير أن مضادات القلق مثل: الـ (ديانكسيت Deanxit) بجرعة حبة واحدة يوميًا في الصباح لمدة شهرين، سيكون مفيدًا بالنسبة لك.
موضوع العين والحسد والمس نحن نؤمن به تمامًا، لكن لا أعتقد أن حالتك هذه لها علاقة بكل هذا، لكن من الجميل أن تحصّني نفسك من خلال صلواتك وأذكارك وتلاوة القرآن.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.