بشكل مفاجئ يحصل لي التعرق والخوف والهلع
2022-11-28 22:04:19 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أحياناً أكون جالساً وبدون أي سبب أتعرق، مع إحساس بحرقة باليد اليسرى، ومن الخوف والتفكير أفكر أنها نوبة قلبية، وتسوء حالتي، وأتعرق أكثر، وأحس أن كل جسمي يؤلمني، وأدخل بحالة خوف، وأحس حالتي بها رغبة للموت.
بالإضافة لآلام أحياناً بالكتف وأحياناً بالقدم، وأحياناً أكون قاعداً وأحس مكان قلبي فارغاً، وعندي وسواس مستمر، وأراقب نبضي،وإذا أحببت الخروج لأي أمر أو أي مكان أظل خائفاً من الموت، أو أنه قد يصيبني شيء بقلبي.
عملت تخطيط قلب كهربائي، والنتيجة سليم، فما هو سبب هذه الحالة؟ جزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.
حالتك - أخي الكريم - إن شاء الله حالة بسيطة جدًّا، أنت لديك قلق المخاوف، ومخاوفك هي من الأمراض، وخاصة الذبحة القلبية، وهذا النوع من المخاوف كثير وموجود، والسبب في ذلك أن الأمراض قد كثرت، وأن موت الفجأة قد كثر، وأن الناس أصبحت توسوس حول الأمراض وصحتها، وفقدان الطمأنينة، والقراءة الكثيرة حول الأعراض المرضية، والناس أيضًا يقينها ضعيف في كثير من الأمور.
أخي الكريم: الذي بك – كما ذكرت – هو قلق مخاوف ذو طابع وسواسي، وهذه الحالات تُعالج من خلال التالي:
أولاً: أن يكون الإنسان متيقِّنًا ومتوكِّلاً ومدركًا أن الأعمار بيد الله، هذه نقطة مهمّة.
الأمر الثاني: الحياة الصحية مطلوبة لكل إنسان، إذا خاف من الموت أو لم يخف منه، والحياة الصحية تتطلب أن تكون التغذية سليمة بقدر المستطاع، أن يتجنب الإنسان السهر، أن يكون الإنسان إيجابيًّا، يُجيد أعماله، يكون متفوقًا في دراسته، إذا كان طالبًا، يُحسن إدارة وقته، يحترم واجباته الاجتماعية ولا يتخلف عنها أبدًا، وأن تكون هنالك مشاركات إيجابية، وأن يزود الإنسان نفسه روحيًّا بالالتزام التام بالصلاة مع الجماعة، وقراءة شيء من القرآن والحرص على الأذكار، والترفيه عن النفس بما هو طيب وجميل، هذه يا أخي مهمّة جدًّا، وكذلك ممارسة الرياضة، فالرياضة الآن من أمتع الأشياء، ومن أفضل الأشياء.
أخي الكريم: أريدك أيضًا أن تحرص دائمًا على أن تستفيد من وقتك، هذا مهمّ، وتتجنب الفراغ الزمني والفراغ الذهني، وهذا في حد ذاته سيساعدك كثيرًا.
أخي الكريم: أريدك أيضًا أن تتناول أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف، دواء ممتاز، دواء سليم جدًّا، اسمه (اسيتالوبرام Escitalopram) هذا هو اسمه العلمي، ويُسمَّى تجاريًا (سيبرالكس Cipralex) وربما تجده تحت مسميات أخرى، من أفضل الأدوية التي تعالج قلق المخاوف.
الجرعة هي: أن تبدأ بنصف حبة – أي خمسة مليجرام – يوميًا، لأن الحبة تحتوي على عشرة مليجرام، وهنالك حبة تحتوي على عشرين مليجرامًا، أريدك أن تتحصّل على الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام وتتناول نصفها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعل الجرعة عشرة مليجراماً يوميًا لمدة شهرٍ، ثم ارفعها إلى عشرين مليجرامًا لمدة شهرين، كجرعة داعمة، ثم خفضها إلى الجرعة الوقائية، وهي عشرة مليجراماً يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها خمسة مليجراماً يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجراماً يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.
أريدك أن تتناول دواء آخر وهو دواء داعم ومفيد جدًّا، واسمه (سولبيريد Sulpiride) هذا هو اسمه العلمي، ويسمَّى تجاريًا (دوجماتيل Dogmatil) أريدك أن تتناوله بجرعة خمسين مليجرامًا يوميًا صباحًا لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناوله.
هذه أدوية سليمة وفاعلة وغير إدمانية، أريدك – يا أخي – لا تعتمد فقط على تناول الدواء، أعرف أنه سيفيدك كثيرًا، لكن التطبيقات السلوكية والنفسية والاجتماعية التي ذكرتها لك هي العلاج الأساسي لحالتك، وأؤكد لك أنك لست بمريض، الذي بك هو مجرد ظاهرة نفسية وستختفي -إن شاء الله تعالى- إذا جعلت نمط حياتك إيجابيًّا على الأسس التي ذكرناها لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.