وضع الأبناء عند الأقارب
2006-04-10 12:35:59 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود أن أخبركم أني أدرس في الولايات المتحدة أنا وزوجي ولي ثلاثة أطفال أخذت منهم اثنين وتركت ابنتي عند أهلي، ابنتي صغيرة لم تتجاوز السنتين، ولكن مع الدراسة يصبح الوضع صعبا ولا أستطيع أن أوفر لها الاهتمام والتركيز، لذلك تركتها في بلدي.
ما رأيكم هل يصح أن تذهب عند أهل زوجي أسبوعا وعند أهلي أسبوعا؟ وهل سيؤثر هذا على طفلتي فيما بعد؛ لأن هذه رغبة زوجي؟
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم العيال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلا شك أن العمات والخالات والجدات والأهل لن يقصروا في رعاية طفلتكم الصغيرة، ولا بأس من أن تكون هنا أحياناً وهناك أخرى، والمهم في ذلك هو أن يتم الانتقال في وُدٍّ ومحبة واتفاق ورغبة، وأن يراعى في كل ذلك مصلحة الطفلة التي سوف تنتفع أكثر في المنزل الذي فيه أطفال وتستفيد من كثرة وجود الصالحين والصالحات من الأهل والقرابات.
وأرجو أن تجتهدوا في أن تكون الفترة قصيرة، ونسأل الله أن يردكم غانمين سالمين، وأن ينفع بكم بلادكم والمسلمين. والصواب أن يحرص كل مسلم ومسلمة على أن لا يطيل المكث بين أظهر الكافرين، فإن ذلك مضر في الدين وغفلة عن رب العالمين، كما أرجو أن تجعلوا فترة وجودكم دعوة ودعاية للإسلام بحسن الخلق والاحتشام، وكثرة السجود لله والصيام، وبالدعوة إلى هدي خير الأنام.
ومن مصلحة أطفالكم أن تجتهدوا في حفظ أبصارهم عن القبيح، وصيانة أسماعهم عن الغنا والشرور والسب والتقبيح، مع ضرورة ربطهم بأطفال الصالحين، وتعليمهم كلام رب العالمين، فإنه يُطلِق اللسان ،ويطهر الجنان، ويقرب إلى الرحمن، ويطرد الشيطان.
وأرجو أن تحاولي الاهتمام أكثر بالأطفال الذين معك؛ لأن الخطورة في البيئة التي أنت فيه، وليس في تلك التي تركت فيها ابنتك بين الأهل والجيران والقرآن والأذان.
كما أن السنوات الأولى هي الأهم في حياة الطفل، وكل واحد منا يتذكر ما حصل له عندما كان عمره ثلاثة سنوات، وقد لا يتذكر ما حصل له قبل ثلاثة أشهر، وأطفالنا أدق من كل أجهزة التسجيل.
وأرجو أن تعلمي أن أول ما نبدأ به من إصلاح أولادنا هو إصلاح أنفسنا، فإن أعينهم معقودة بأعيننا، فالحسن عندهم ما استحسناه، والقبيح عندهم ما استقبحناه.
ولا يخفى على أمثالكم ضرورة الاهتمام بالبنت التي تركت عند الأهل عن طريق الهاتف، ومتابعة أخبارها وحض الأهل على رعاية مصلحتها، وعدم زيادة جرعة العطف والحنان لها؛ لأن هذا غالباً ما يحدث في مثل هذه الأحوال بحجة أن والديها غير موجودين، ولذلك فالاعتدال مطلوب.
وأرجو أن تعلمي أن أطفالنا يصلحون بطاعتنا لله واتباعنا لرسوله صلى الله عليه وسلم، فما من حسنة يعملها المسلم إلا وجد ثمارها وآثارها المباركة على بيته وأهله، فاحفظوا الله يحفظكم، وسلوه يعطكم، واستعينوا به وتوكلوا عليه وكفى به وكيلاً وشهيداً.
والله الموفق.