أريد الزواج خشية الفتن، لكني ما زلت طالباً.
2022-11-30 22:23:54 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب عمري 18 سنة، وأعيش في ألمانيا مع عائلتي، وأريد أن أتزوج لكي لا أقع في الحرام، فأنا لا أستطيع أن أكبح شهوتي أكثر من ذلك، ولكن المشكلة هي أنني ما زلت طالباً، وأحتاج لثلاث سنوات حتى أتخرج، وأبدأ العمل -بإذن الله-.
أنا -والحمد لله- ملتزم، حتى أن أبي عرض علي فكرة الزواج، لكني أعتقد أنه لا توجد عائلة تزوج ابنتها لشاب لا يعمل.
أنا في نفسي أريد أن أصبر، لكن الفتن هنا كثيرة، وأخاف على نفسي من المعصية، فلذلك أرجو منكم النصيحة.
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك – ولدنا الحبيب – في استشارات إسلام ويب.
أولاً: نهنِّئُك – أيها الحبيب – بما مَنَّ الله تعالى به عليك من الالتزام بشرع الله تعالى، والابتعاد عن الوقوع في معاصيه، وارتكاب محارمه، فهذا فضل من الله تعالى عليك ينبغي أن تعرفه، وتشكر لربك هذا الفضل العظيم، فإن الاستقامة أعظم الكرامة – كما يقول العلماء –، فكونك تستقيم في واقعٍ مليء بالفتن والانحرافات، هذا دليل على إكرام الله تعالى لك ومحبته لك، فينبغي أن تعرف هذه النعمة، وتحرص على الحفاظ عليها.
وللحفاظ على هذه النعمة – أيها الحبيب – ينبغي أن تأخذ بأسباب الاستعفاف، والله سبحانه وتعالى أرشد مَن لا يستطيع الزواج إلى التعفُّف والأخذ بأسبابه، فقال: {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحًا حتى يُغنيهم الله من فضله}، في هذه الآية إشارة إلى أنه سبحانه وتعالى سيجعل لهذا المستعفف فرجًا ومخرجًا، وييسّر له الأمور.
ومن أسباب الاستعفاف غض البصر، والامتناع عن مشاهدة وسماع المثيرات ما أمكن، ومنه الإكثار من الصوم والإكثار منه للشاب القادر عليه، ومن ذلك ملء الأوقات بالبرامج النافعة من أمور الدّين أو أمور الدُّنيا، حتى لا يترك الإنسان لنفسه فراغًا، فإن الفراغ من أعظم أسباب الفساد للإنسان، ومصاحبة الصالحين، وملء الأوقات بالنافع كفيل لشغل النفس وإبعادها عن جرَّ الشيطان له إلى ما لا تُحمد عاقبته.
وأمَّا بشأن الزواج – أيها الحبيب – فما دام أبوك يُرشدك إلى الزواج، ويعرض عليك الإعانة والمساعدة، فنصيحتُنا لك أن تستجيب له، وسيجعل الله تعالى لك تيسيرًا إذا وجدت من تقبل بك من البنات، وهذا كثير لا سيما في البلاد التي أنت فيها، فربما تجد مَن ترضى بأحوالك وظروفك، فإذا تيسّر لك هذا فتوكل على الله، ولا حرج عليك أبدًا في الاستعانة بوالدك، ما دام يقدر على إعانتك، حتى يجعل الله تعالى لك تيسيرًا.
نسأل الله أن يوفقك لكل خير.